شعار ناشطون

سباق محموم لوقف إطلاق النار بالتزامن مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض. فهل تنسحب إسرائيل إلى ما وراء الحدود؟مقابل إنسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني؟ ودور روسي محتمل لمنع تسليح “حزب الله

11/11/24 12:38 pm

<span dir="ltr">11/11/24 12:38 pm</span>

 

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

 

يوم دموي من “علمات” في قضاء جبيل إلى منطقة السيدة زينب في دمشق مرورا بالجنوب والبقاع، والحصيلة عشرات الشهداء.

وعلى وقع هذه الأجواء الدموية سباق محموم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة مع لبنان، والكلمة السحرية في هذه الأجواء (هدنة الستين يوما) التي يتزامن إنتهاؤها مع إقتراب دخول الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى “البيت الأبيض”.

ما عاد سحر الستين يوما، وما يدور النقاش حوله جديدا والعُقد في التفاصيل حيث الشيطان يكمن، وما يُطرح ينطلق من بنود القرار 1701، ويتحدث عن إنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الحدود، في مقابل أن ينسحب “حزب الله” إلى ما وراء الليطاني (بغياب الدولة ومؤسساتها)، وهنا تبدأ التفاصيل والعُقد: هل تكتفي إسرائيل بالإنسحاب؟ ماذا عن حقها في التدخل؟ وفي المقابل ما هو “تعريف” أن ينسحب حزب الله إلى شمال الليطاني؟ ماذا عن العناصر الذين هم من مناطق جنوب الليطاني، هل ينسحبون؟

شياطين التفاصيل يمكن إيجازها كالتالي:

–       ما هي النقاط التي تشترط إسرائيل أن تتمركز فيها داخل لبنان لفترة محددة قبل الإنسحاب النهائي؟ وهل يوافق عليها لبنان؟

–       ما هي حقيقة الورقة – التعهد التي تطلبها إسرائيل من واشنطن بأنه يحق لها التدخل لمعالجة أمرٍ ما في حال لم يتدخل الجيش اللبناني لحلها ضمن مدة معينة قصيرة.

–       ماذا عن الحدود البرية مع سوريا ومراقبتها لمنع تهريب الأسلحة مجددا إلى حزب الله؟.نقطة أساسية أخرى تتعلق بالقرار 1701.

–       يُستشف من الموقف الإسرائيلي من دون أن تعلنه “تل أبيب”، فيتو على بعض الدول المشاركة في اليونيفيل والتي إستطاع حزب الله خرق بعض عناصرها لمصلحته، ويُفهم من الموقف الإسرائيلي من دون أن يُعلن، إشتراط إستبدال هذه الدول بدول أخرى يفضّل ان تكون أوروبية.

–       وقبل كل شيىء ما هو موقف الدولة والقيادات والأحزاب من الكلمة التي ألقاها مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف وتأكيده أن المخزون الصاروخي لدى الحزب لم يتراجع.

قد تتبلور الأجوبة مع عودة الموفد الأميركي آموس هوكستاين إلى بيروت في النصف الثاني من هذا الإسبوع ولكن حتى إشعار آخر، ما زالت أصوات الغارات أعلى بكثير من أصوت المفاوضات.

على صعيد آخر لم تبدِ إسرائيل حتى الساعة أيّ موقف رسمي لناحية تبنيها الإتفاق ولكن إعلامها ومواقعه المقرّبة من السلطات العسكرية والسياسية، نطقت بالحل ونشرت بنود نهاية المعركة ووفقا لهذه البنود فإنه في الأيام الستين الأولى بعد توقيع الإتفاق يقوم الجيش اللبناني بتدمير ما تبقّى من البنية التحتية لحزب الله في المنطقة الواقعة بين الحدود والليطاني، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى خط الحدود الدولية.

وتضمن الإتفاق الضمانات الدولية من الولايات المتحدة وروسيا لمنع إعادة تسليح “حزب الله”، على أن تكون سوريا مسؤولة عن منع نقل الأسلحة من أراضيها إلى لبنان، وفي أي حالة إنتهاك للإتفاقية يحق للجيش الإسرائيلي العمل ضد هذا الإنتهاك أو الرد عليه، ويكون النشاط مدعوما دوليا.

وإذ إتّبع بنيامين نتنياهو الصمت الأقرب إلى الموافقة فإنه أعلن إجراءه إتصالات مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب 3 مرات، ولا يعني ذلك أن حل وقف إطلاق النار قد تمّ بيعه لإدارة ترامب حصرا لأن اللوبي الصهيوني لن يكسر طرفا في أميركا وسياسته هي في الإبقاء على يد مع الجمهوريين وأخرى مع الديمقراطيين، وهما الطرفان اللذين صفّقت أيديهم لبنيامين نتنياهو في جلسة الكونغرس الشهيرة، وهذا اللوبي لن يسمح لنتنياهو بإذلال الرئيس جو بايدن في أيامه الأخيرة داخل البيت الأبيض، لكونه يريد الإبقاء على متانة العلاقة مع الحزب الديمقراطي بالمساواة مع الجمهوري.

وهذا التفاهم المستجد على ورقة لبنان مدّت إسرائيل أسلاكه إلى روسيا شريك الحل، وأوفدت وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر في زيارة سرّية إلى موسكو سعيا للتوصل إلى تسوية مع لبنان متوقعة أن تلعب روسيا دورا مهما في إتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لضمان منع تسليح “حزب الله”، وسيغادر ديرمر إلى واشنطن لمناقشة التفاصيل بشأن التسوية مع لبنان.

هو إتفاق أصبح قائما على ركائز من عيار القطبين العالميين، ما يشير إلى إلغاء دور إيران وحزف حضورها عن المشهد اللبناني.

والأبرز أن لبنان يكون قد وقّع بالفعل على فصل الجبهات ووحدة مسارها، وهذا ما عكسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الرياض مشاركا اليوم في القمة العربية الإسلامية، حيث قال: ان الفرصة المتاحة اليوم لنعيد الكيان والجميع إلى كنف الدولة وأن تكون هي صاحبة القرار الأول والأخير بكل الأمور.. وآمل أن نجتاز هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن ونتوصل إلى وقف للإطلاق النار وننفذ القرارات الدولية والأساس هو القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ولا يكون هناك سلاح إلآّ سلاح الشرعية.

كل موجات التفاؤل هذه تمر من فوّهات المجازر وضرب القرى وإستهداف المدنيين، فإسرائيل التي تؤكد يوميا أن أهدافها تحققت في لبنان، جنحت نحو الأهداف المدنية ولاحقت النازحين إلى “علمات” جبيل، بذريعة مطاردتها “بصمة وجه” فتقتل وجوه أطفال ونساء ومدنيين هربوا من نارها فإحترقوا بها.

إسرائيل غيّرت مدينة صور وحاصرت بعلبك، وقرى البقاع ببركان نار، وشرّدت نازحين. والمأساة تقع بدءا من أمس حيث النزوح المبلل ب”أوّل شتوة” مهدّد بعواصف البرد والأمطار غير الرحيمة هذه المرّة.

تابعنا عبر