شعار ناشطون

سباق بين مساعي التهدئة وإستمرار حروب الإبادة  والسيد نصر الله يتحدّث الأربعاء القادم عن إغتيال سليماني

27/12/23 08:05 am

<span dir="ltr">27/12/23 08:05 am</span>

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

 

مع إجتياز الحرب على غزة يومها الثمانين فإنّ العدو الإسرائيلي يستمر في عدوانه على مختلف جبهات القتال سواء في داخل الأرض المحتلة وقطاع غزة تحديدا، إضافة إلى جبهة الجنوب اللبناني، بشكل متواصل حيث تتسع رقعة عنفه وإجرامه لتشمل المزيد من المواقع في كافة الإتجاهات، مستخدما أنواعا مختلفة من الأسلحة الحديثة والفتّاكة والتي زوده بها راعيه وداعمه الأول المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية وعدد آخر من البلدان الغربية التي تجاريه أيضا بالإجرام في مختلف أنحاء العالم.

ووسط كل ذلك يبدو أن لا أمل في المدى المنظور لأي تحرك عربي حتى على صعيد جامعة الدول العرية حيث يُترك قطاع غزة والجنوب اللبناني وربما لاحقا مناطق أخرى لمصيرها المجهول، في الوقت الذي تتباهى به إسرائيل بإمتلاكها لأسلحة حديثة، لم تلجأ بعد إلى إستخدامها مما يستدعي أكثر من تحرك عادي من قِبل جامعة الدول العربية، بل بات من المطلوب إنعقاد قمة عربية طارئة إضافة إلى إجراء تحرك عاجل بإتجاه الأمم المتحدة، سيما وأن كل المؤشرات باتت تؤكد حتمية توسع رقعة المواجهات في أعقاب ما شهدته الأيام القليلة الماضية من أعمال عنف، طاولت سوريا والعراق إضافة إلى ما يجري في البحر الأحمر وإمكانية إشتداد المعارك بين الجنوب اللبناني والمواقع الإسرائيلية المقابِلة.

ووسط كل هذه التطورات كثّفت إسرائيل من ضرباتها الجوية على جنوب قطاع غزة، بينما تعرضت تل أبيب  لرشقة صاروخية كبيرة أطلقتها “كتائب القسام” في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يمين نتنياهو بأنه لن يوقف الحرب وسيقاتل حتى النصر!! مؤكدا أن أمام “حركة حماس” خيارين: إمّا الإستسلام وإما الموت.

وكان نتنياهو يتحدث في زيارة قام بها إلى غزة، وهي الزيارة الأولى له منذ بدء الحرب، وحتى منذ الإنسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2007.

وتابع المراقبون وبإهتمام شديد أنباء الغارة الإسرائيلية التي إستهدفت دمشق وأدت إلى مقتل أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني السيد رضى موسوي، الذي كان أحد أبرز مساعدي قاسم سليماني. ولهذا السبب توعّد الحرس الثوري بالرد على مقتله.

وليس بعيدا عن هذه الأجواء ما أعلنته إسرائيل أنها تدرس مسألة ترحيل قادة حركة حماس من غزة، وأرفقت هذا البند بالقضاء على المقدرات العسكرية لحركة حماس التي بدت بأنها ليست في وارد القبول بهذا السعي الإسرائيلي.

وأتت الممارسات الجرمية التي نفذتها إسرائيل عشية الميلاد لتنسف كل هذه المزاعم “السلمية” التي حاولت تمريرها في الساعات الماضية، حيث لم تتوقف مجازرها وإزهاق أرواح الفلسطينيين و كثّف الإحتلال غاراته التي أدت إلى تكديس جثامين الشهداء في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع، وأتى ذلك مع إستمرار المواجهات مع فصائل المقاومة وإقرار جيش الإحتلال بإرتفاع عدد قتلاه إلى 489 جنديا وضابطا، فيما سُجل إستشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

وأشار رئيس حركة حماس في غزة يحي السنوار في جردة حساب إلى أن كتائب القسام إستهدفت خلال الحرب البرية ما لا يقل عن 5 آلاف جندي وضابط إسرائيلي، قُتل ثلثهم، وأصيب ثلثهم الأخر بإصابات خطيرة، والثلث الأخير بإعاقات دائمة، وتمّ تدمير 750 آلية عسكرية بين تدمير كلي وجزئي.

في غضون ذلك نفى المسؤولون الإسرائيليون أن تكون هناك محادثات جارية بشأن تبادل الرهائن والأسرى، قائلين أنها لم تبدأ فعليا، بينما قال الناطق بإسم “كتائب القسام” أبو عبيدة :”لايمكن الإفراج عن أسرى العدو أحياء إلا بالدخول في التفاوض بمساراته المعروفة عبر الوسطاء. وهذا موقف ثابت ولا بديل عنه سوى إستمرار تساقط أسرى العدو قتلى بنيران جيشها المتغطرس”.

وفي هذا الإطار زعم الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 2000 مقاتل في القطاع عبر الجو والبحر والبر منذ بداية كانون الأول الحالي، في وقت كشف فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه تلقى تقارير تفيد بأن القوات الإسرائيلية “قتلت بعد إجراءات موجزة أو تعسفا” 11 فلسطينيا أعزل في حي الرمال في مدينة غزة هذا الإسبوع، في ما يمكن تصنيفه “جريمة حرب”، مشيرا إلى أن الرجال قُتلوا أمام أفراد عائلاتهم.

هذا ورفضت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الإقتراح المصري بالتخلي عن السيطرة على القطاع مقابل وقف دائم لإطلاق النار، إلآ أنّ هذا الأمر نفته “حماس” مشددة على أن لا مفاوضات إلآ بوقف شامل للعدوان الجديد.

وكشفت مصادر حزب الله أنه تم تحديد يوم الأربعاء في الثالث من الشهر المقبل موعد إطلالة إعلامية للسيد حسن نصر الله هي الثالثة منذ إندلاع الحرب، والمناسبة هي الذكرى الرابعة لإغتيال اللواء قاسم سليماني، حيث أرادت إسرائيل توجيه رسالة إلى طهران بهذه المناسبة بإقدامها على إغتيال السيد رضى القائد الميداني من نخبة الحرس الثوري، في غارة إستهدفت منطقة الست زينب في دمشق.

كل ذلك في وقت بدأت معه المنطقة العربية بالغليان إنطلاقا من غزة وجنوب لبنان وصولا إلى باب المندب وتحكم الحوثيين بممرات البحر الأحمر، إضافة إلى نتائج التدمير في غزة وخسائر العدو.

تابعنا عبر