مايز عبيد – نداء الوطن
حتى لا يتكرر مشهد يوم السبت الفائت، حيث بلغت الزحمة ذروتها واحتُجز المواطنون في سياراتهم لساعات عدّة في البداوي، عقد أمس في مكتب محافظ الشمال رمزي نهرا اجتماع برئاسته وحضور النائبين وليد البعريني وعثمان علم الدين وعدد من الشخصيات المعنية لا سيما الأمنية منها، للبحث في الحلول الممكنة تفادياً للزحمة، وذلك بعد اتصالات قام بها النائبان البعريني وعلم الدين مع المعنيين لإيجاد حل للمشكلة المزمنة.
ثمّ جال البعريني وعلم الدين ومدير منشآت النفط في طرابلس هادي الحسامي في المكان الذي يشهد الإزدحام، حيث حرم منشآت النفط IPC، لدرس الحلول المقترحة ضمن الإجتماع، الذي تمّ خلاله درس إمكانية إزالة الحائط التابع لهذه المنشآت، كحلّ أفضل، فيتمّ بعدها وصل أوتوستراد البداوي البحري بالطريق العام، من البداوي إلى المنية فحلبا. إلا أنّ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر طالب بإيجاد آلية حلّ لحماية منشآت النفط في حال أُزيل الجدار”.
وأوضح البعريني لـ”نداء الوطن” أنه “نتيجة الإجتماع، أصدر المحافظ نهرا قراراً يقضي بمنع الشاحنات المحمّلة بالبضائع من مرفأ طرابلس، من سلوك اوتوستراد البداوي والشوارع المحيطة به، وذلك يومي الجمعة والسبت من الساعة السادسة صباحاً ولغاية التاسعة مساء”. وأضاف: “كشفنا ميدانياً على المواقع في إطار التصوّر الموضوع للحل. نحن أيضاً معنيّون بحماية هذه المنشآت لأنها في النهاية لأبناء هذه المنطقة. وإذا كان لا بدّ من إزالة هذا الجدار، فلن يحصل ذلك قبل تدعيم المنشآت لكي لا تتعرّض لأي خلل. فحلّ أزمة السير في هذه النقطة لا يكون بخلق أزمة في مكان آخر. لذلك هناك دراسة هندسية وآليات للحلّ تمّ وضعها، وهي في النهاية بحاجة إلى متابعة، ونحن من جهتنا سنعمل عليها ونتابعها لأنّ المتابعة هي أساس كلّ حل”.
وشدّد البعريني على ضرورة “أن يقوم الجميع بواجباتهم في هذا الصدد، وعلى الأجهزة الأمنية بدورها أن تكثّف الجهود الأمنية في هذه النقطة الحساسة، حتى لا يتكرّر ما حصل يوم السبت الماضي، ويجب أن تسير الأمور حسب الخطة الموضوعة التي ستتبلور في اليومين المقبلين لاكتمال صورة الحلّ”.
بدوره، أكّد النائب علم الدين لـ “نداء الوطن” أنّ الحلّ سيكون في الإطار السليم. وقال: “أنا والحاج وليد البعريني سنبحث هذا الموضوع قريباً مع قيادة الجيش اللبناني لأنّ هناك نقطة للجيش في هذا النطاق، لنرى كيف يمكن له أن يتولّى أمن المنطقة هناك وفي سياق التنسيق الكامل، نرى أنّ الحل سيكون في غضون أسبوع على أبعد تقدير إن شاء الله”.
وكانت وسائل التواصل الإجتماعي قد نقلت يوم السبت الماضي معاناة المواطنين، الذين احتُجزوا داخل سياراتهم لساعات طوال، في محلة البداوي. وفي حين أن زحمة طريق البداوي أصبحت معاناة يومية، للعائدين من طرابلس أو من بيروت إلى دير عمار والمنية وعكّار، وحتى للذاهبين إلى طرابلس وبيروت عبر البداوي فطرابلس؛ فإنّ ما حصل السبت فاق كل التصورات. فقد زادت الأمطار من حدّة الأزمة، الأمر الذي أدّى إلى توقّف السير بالكامل لأكثر من 6 ساعات. وانضمت فاعليات من عكار والمنية إلى المطالبة بحلّ أزمة السير هذه”.
تجدر الإشارة إلى أنّ المواطنين في عكّار والمنية، ما زالوا بانتظار تنفيذ الأوتوستراد العربي شمالاً والذي يربط طرابلس بعكّار عبر منطقة البداوي حيث ينتهي الأوتوستراد الحالي (بيروت – جبيل – طرابلس)، والذي صدر قانون بشأنه في العام 1993، علماً أنّ تنفيذ هذا الأوتوستراد من شأنه أن يحلّ أزمة السير بين عكّار وطرابلس بشكل كامل، وهي معاناة يومية للمواطنين عمرها عشرات السنين.
