صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي:
الى أهلنا في عموم عكار وفي بلدتَي فنيدق وعكار العتيقة العزيزتين.
لقد عانت عكار على امتداد العقود الماضية من الحرمان السياسي والاقتصادي، ومن الوعود الكاذبة بالتنمية والتغيير والإصلاح.
ولقد عانت عكار مؤخراً من كارثة إجتماعية مع الإنفجار الذي اودى بحياة عدد كبير من خيرة شباب بلدة التليل الغالية وحتى الآن لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق ومحاسبة الفاعلين والمقصرين. ولا زال عددٌ كبير يتعالج من آثار الحروق القاسية.
والآن نقف بألم وننظر بقلق الى ما يجري من صدامات بين أهلنا في بلدتَي فنيدق وعكار العتيقة.
ألا يكفينا ما نعانيه من حرمان وفساد وهدر وصعوبات حياتية ومعيشية في عكار بشكلٍ خاص ومختلف المناطق اللبنانية بشكلٍ عام؟
ألا يكفينا ما نتعرض له في عكار والشمال عموماً من اتهام بالتطرف والارهاب من قبل من لا يؤمن بالعيش المشترك، ولا حتى بالاخوة الانسانية؟
أهلنا في فنيدق وعكار العتيقة، نحن أهل وإخوة وأحباب وأصحاب قضية واحدة ومعاناة مشتركة، نتقاسم لقمة العيش الممزوجة بالعرق والدم والتعب، ولا يمكن أن نقبل بأن تسيل دماء شبابنا وأهلنا في صراعات لا تخدم إستقرارنا وعيشنا المشترك وسلمنا الأهلي.
إن المصالحة التي عمل على ترسيخها أهلنا وإخواننا في جبل أكروم نقدّرها عالياً ويجب أن تكون موضع احترامنا والعمل على ترسيخها والإنطلاق منها نحو معالجة المشاكل مهما كانت.
كما أننا نشد على يد الجيش اللبناني قيادةً وعناصر، وعكار كل عكار هي خزان الجيش ورصيده الذي لا ينضب، للعمل على وأد الفتنة وجمع الشمل والتعالي على الجراح وتجاوز الالم والوجع والخسارة مهما كانت عزيزة لخدمة الإستقرار والتهدئة واعادة الحياة الى ما كانت عليه من محبة ووئام.
الى أهلنا في كافة عكار وفي بلدتَي فنيدق وعكار العتيقة،
وحدتنا ضمانتنا وصمودنا في وجه الصعاب، وتعالينا على الجراح هو مفتاح الخروج مما نعانيه من حرمان وفساد .. وأي قتال أو صراع فيما بيننا يشكل خدمةً لأعداء أمتنا وشعبنا ولبناننا .
رحم الله الشهداء وألهَم أهلهم الصبر، ونسأل الله أن ينعم على الجرحى بالشفاء العاجل.
