في اليوم العالمي للمرأة، لا يمكن الإحاطة بكل جوانب النجاح لدى السيدات، وانما الاضاءة على بعض تجارب في هذا المجال، وفي هذا الاطار تحدثت “النهار” الى رندا نابلسي المديرة المالية لمجموعة “مونتي هولدنغ “.

 

– كونك امرأة، كيف يؤثر وجودك في منصب قيادي على الموظفات في الشركة؟هل وجودك في هذا المنصب يعتبر لصالح النساء الموظفات في الشركة؟

 

إن دوري كمديرة مالية في شركة اتصالات وتكنولوجيا مالية يبعث برسالة واضحة – لا ينبغي أن يكون النوع الاجتماعي عائقاً أمام القيادة والتقدم الوظيفي. من خلال شغلي هذا المنصب، أريد أن ترى النساء في مؤسستنا أن الطموح والمثابرة والتميز هي التي تحدد النجاح، وليس النوع الاجتماعي.

لم أكسر الحواجز فحسب – بل حرصت على أن تظل مفتوحة للآخرين. تُظهر رحلتي في المجال المالي وصولاً إلى قيادة إحدى أكبر الشركات في لبنان على الساحة العالمية أنه عندما تتاح للمرأة الفرص المناسبة، فهي تحقق النجاح.

 

– كيف تقيمين أداء المرأة مقابل الرجل في مجال التكنولوجيا، لا سيما المالية؟

لا ينبغي أبدًا قياس الأداء بحسب الجنس. الأمر يتعلق بالقدرة والانضباط والقيادة. حيث يضيف الرجال والنساء نقاط قوة فريدة من نوعها إلى القوى العاملة، وعندما تعزز المؤسسة ثقافة التمكين، يتفوق كلاهما.

ونحن في Monty Holding، نرى عن كثب كيف تتفوق النساء في مجال التكنولوجيا المالية – اذ يُظهرن مهارات تحليلية استثنائية وتفكيرًا استراتيجيًا وقيادة. ويكمن السر في خلق نظام بيئي ترعى فيه المواهب وتتساوى فيه الفرص.

 

 

– كما هو معلوم، هناك فجوة في المساواة في بيئة العمل لجهة الرواتب والإجازات وسواها. ما هو النموذج الذي تقدّمهHolding Monty في هذا المجال؟

 

في Monty Holding، ليس للنوع الاجتماعي أي تأثير على الرواتب أو الترقيات أو المزايا. فالتعويضات تعتمد على الأداء، وتستند الفرص على الجدارة. تتسم هياكل الرواتب لدينا بالشفافية وتستند إلى مؤشرات أداء رئيسية موضوعية، لضمان حصول كل موظف على تقدير ونمو منصفين بغض النظر عن جنسه.

وبالإضافة إلى الأجور، ندعم المساواة بين الجنسين من خلال سياسات شاملة، مثل ترتيبات العمل المرنة وبرامج التطوير الوظيفي التي تضمن حصول النساء على نفس المسارات التي يحصل عليها نظرائهن من الرجال في القيادة.

 

 

– في عصرنا الحالي لا سيما في مجال التكنولوجيا، هل لا يزال وجود سيدة في منصب قيادي، يؤثر على الموظف الرجل؟

– نعم، وبطريقة إيجابية للغاية. فقد ذكر العديد من الزملاء الرجال أن العمل معي قد أعاد تشكيل نظرتهم للمرأة في المناصب التنفيذية. فالقيادة تتعلق بالرؤية والاستراتيجية والنتائج – وليس الجنس. إن المفهوم القديم القائل بأن المرأة ”عاطفية جدًا بحيث لا تصلح للقيادة“ لا مكان له في مكان العمل اليوم.

 

– عندما يتم تبني القيادة المتنوعة، تصبح الشركات أكثر ابتكارًا وتكيفاً وأداءً عالياً. في نهاية المطاف، ما يقود النجاح ليس النوع الاجتماعي – بل الخبرة والتنفيذ والقدرة على القيادة المؤثرة.

 

– مجلس إدارة Monty Holding تغلب عليه النساء. انطلاقاً من ذلك، ما هي القيم والالتزامات والأهداف والرؤية التي تلتزم بها الشركة؟

تقوم شركة Monty Holding على أساس الابتكار والتركيز على العملاء والتنوع والشمولية. نحن نؤمن أنه لا يمكننا تحقيق أفضل النتائج إلا من خلال وجهات النظر المتنوعة والقيادة الشاملة. تتمثل رسالتنا في إحداث تأثير إيجابي من خلال الأداء الاستثنائي، وتتمثل رؤيتنا في ربط العالم من خلال حلول رائدة في مجال الاتصالات والحلول المالية.

لقد حرصت داخل قسم الشؤون المالية على أن تتوافق قيمنا الأساسية – الشفافية والممارسات المالية الأخلاقية واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات – مع الأهداف الشاملة للشركة. وقد كان لهذا النهج دور فعال في مساعدة الشركة على التوسع عالمياً مع الحفاظ على النزاهة المالية والكفاءة التشغيلية.

 

– برأيك، إلى أي مدى تعدّد الجنسيات في بيئة العمل، كما هو الحال في Monty Holding ، هو أمر داعم وإيجابي للموظفات؟

الشركات متعددة الجنسيات نادرة في لبنان، لكن شركة Monty Holding نمت لتصبح قوة عالمية، حيث توظف أكثر من 1000 موظف، منهم 700 في لبنان.

 

وقد كان هذا الاحتكاك الدولي تحويلياً بالنسبة للموظفات. إن العمل مع شركاء عالميين مثلMeta

& Young, Google , Earnest والبنوك الدولية يوفر خبرة لا تقدر بثمن، ويتحدى العقليات التقليدية، ويوسع من إمكانات القيادة.

 

ومع ذلك، لم يحدث هذا النجاح بالصدفة – بل هو انعكاس لرؤية رئيس مجلس الإدارة، منتصر هاشم. فمنذ البداية كان يؤمن بالحلم الكبير وكسر الحواجز ووضع الأساس الصحيح للتوسع العالمي. غرست قيادته ثقافة تحدد فيها الكفاءة النجاح وليس الجنس أو الجنسية.

 

ومن خلال تبنّي بيئة عمل متعددة الثقافات، تعمل Monty Holding على تجهيز النساء للقيادة – ليس فقط على المستوى المحلّي، بل على المستوى العالمي. ويضمن الأساس الذي بنيناه إتاحة الفرصة للنساء للنمو جنباً إلى جنب مع الشركة، حيث يعملن على تشكيل مستقبل كل من الاتصالات والتكنولوجيا المالية.