اجتمعت كتلة تجدد في مقرها في سن الفيل وأصدرت البيان الآتي: على الرغم من أهوال الحرب ونتائجها الكارثية على لبنان، يستمر حزب الله في انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام والانفصال عن الواقع المأساوي الذي يعيشه اللبنانيون، والذي حذرنا منذ فتح “جبهة الإسناد” من تداعياته، وآخر مآثر هذا السلوك المواقف التي أطلقها الأمين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي وصف الدم والدمار والنزوح والذل بالانتصار، ما يشكل تعامياً وتجاهلاً لمأساة لم يسبق أن عاشها لبنان في تاريخه.
إن ما نعيشه اليوم انتحار وليس انتصار، والمؤلم أنه كان بالإمكان تفاديه لو لم يتم تحويل لبنان وأرضه وحدوده عنوة، وخلافاً لدولته ولإرادة الأغلبية الساحقة من شعبه، الى أداة بيد إيران، بكلفة انسانية واقتصادية باهظة دفعت للأسف من دماء اللبنانيين واقتصادهم ولقمة عيشهم ومستقبلهم.
إن ما تناوله الشيخ قاسم للجيش، وكأنه يصدر تعليمات للمؤسسة العسكرية والطلب إليها تقديم تقرير الى الحزب مرفوض، فالمعروف من جر البلد الى الخراب، ونسأل عن صفة من يسائل الجيش ويعطيه الأوامر، وبأي حق يعطيه التعليمات، وبأي صفة يستتبع الحكومة، ومن فوض هؤلاء التغاضي عن نتائح أعمالهم بالتهجير والتدمير.
ان كل ما يعيشه لبنان من دم ودمار، يزيدنا إصراراً على أن طريق الخروج الوحيدة من المعادلة القاتلة التي أسرت لبنان بين فكي كماشة العدوان الإسرائيلي والهيمنة الإيرانية، يكمن أولاً في استعادة المؤسسات ما يتطلب من الرئيس نبيه فك أسر المجلس فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية قادر على استعادة سيادة الدولة على أراضيها وحدودها، وبالتالي اعادة تكوين السلطة عبر تشكيل حكومة متجانسة مهمتها مواكبة مسار السيادة والإصلاح والاستقرار واعادة الإعمار. ان تعطيل انتخابات الرئاسة وبالتالي تشكيل حكومة إنقاذ بات بمثابة الخيانة الوطنية التي ستسجل في تاريخ المعطلين، مع التأكيد ان المطالبة هذه لن تعفي الحكومة الحالية من تحمل مسؤولياتها وتحرير نفسها من وصاية الأجندة الإيرانية، بحيث تستعيد كسلطة رسمية يفترض أن تمثل اللبنانيين، قرارها وقدرتها على أن تترجم مصلحة لبنان في وقف الحرب، ونشر الجيش اللبناني على كامل الحدود طبقاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية، وفي حصر السلاح بيد الدولة وحدها.
من جهة ثانية تتوجه الكتلة بالتهنئة من الشعب الأميركي بانتخاب الرئيس دونالد ترامب، وتأمل بأن تساهم الإدارة الاميركية الجديدة بجهد إنهاء الحرب في غزة ولبنان، وبإطلاق عملية السلام وفق معادلة حل الدولتين التي نصت عليها قمة بيروت في العام 2002 ، وتدعو الولايات المتحدة الأميركية لدعم لبنان في معركته لاسترجاع سيادته واستقلاله واستقراره المستدام، في كنف الدولة والدستور والشرعيتين العربية والدولية. وفي هذا الإطار تثمن الكتلة حضور الأميركيين من أصل لبناني في هذا الاستحقاق الديموقراطي، بما يمتلكون من تأثير وفاعلية، وتدعوهم الى أن يفاقموا جهودهم في دعم وطنهم الأم كي يستعيد عافيته ودوره ومكانته في محيطه والعالم. لبنان أمانة غالية ونموذج فريد، يستحق كل التضحيات