جاء في “المركزية”:
تتوالى المواقف المستعجلة تشكيل الحكومة، لكن بلا جدوى. الكل يتهم الكل بتبدية الشغور على التأليف، والنتيجة واحدة: لا حكومة.
امس، برز موقف متقدم لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بدا فيه يقول ان ثمة من يريد عدم ابصار الحكومة النور، كمقدمة لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية. فقد اكد ان “ولادة الحكومة هي المدخل الحقيقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللإصلاح ولمكافحة الفساد المستشري في الدولة”، مشيرا الى ان “استمرار تعطيل تشكيل الحكومة ربما يكون مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا تقع الطامة الكبرى”. وشدد على أن” تشكيل الحكومة اصبح أمرا لا يحتمل الانتظار اكثر من ذلك، وبخاصة ان الانهيار والخراب والشلل يعم مؤسسات الدولة”، مبدياً خشيته من” انفجار اجتماعي وأمني يجتاح الوطن اذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المسؤولين في الدولة التي أصبحت عاجزة عن تأمين الكهرباء والماء ولقمة العيش الكريم والاستشفاء والأدوية والغلاء الفاحش، وهذا يتحمل مسؤوليته كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط في وجه تأليف حكومة إنقاذ مما نحن فيه من مآس بكل ما للكلمة من معنى”.
ووفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن موقف دريان الذي اتى في بيان عقب عودته من مكة حيث امضى الاضحى، بدا فيه يبعد شبهة تأخير التشكيل عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خصوصا وعن الطائفة السنية عموما بعد ان ذهب بعض الجهات السياسية ، والتيار الوطني تحديدا، نحو التلميح الى ان ميقاتي يفضل الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال كي يمسك وحده، بمقاليد حكم البلاد، بعد انقضاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وكان رئيس التيار الوطني قال بالفيديو منذ ايام قليلة، ان “من الواضح أنّ الرئيس المكلّف لا يريد تشكيل حكومة جديدة، وقد اعترف بذلك أمام كلّ الوزراء قبل تكليفه، وهو يبحث عن فتاوى دستورية لتعويم الحكومة المستقيلة، ويبرّر بأنّه “مش حرزانة” تشكيل حكومة لثلاثة أشهر، وأصلاً لنيل الثقة يبقى شهر واحد للدخول في الاستحقاق الرئاسي، وبأنّه ماذا سنضع في البيان الوزاري إذ لا يمكن الالتزام بشيء في هذا الوقت”، معتبراً أنّ “هنا بيت القصيد، فهم لا يريدون إنهاء تحقيق المرفأ ليصدر القرار الظني، ولا ملاحقة رياض سلامة قضائياً حتى لا يضطروا إلى تغييره في مجلس الوزراء، ولا تحقيقاً جنائياً، ولا عودة النازحين من دون رضا المجتمع الدولي، ولا البتّ بخطة تعافي تعطي الناس حقوقها من المصارف”.
لكن ما يجب الا نغفله في هذا الاخذ والرد، تتابع المصادر، هو ان الازمة الحكومية والسياسية ليست طائفية، بل ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ليس بعيدا ابدا مما قاله دريان. وهذا التلاقي في التنبيهات يعزز الشكوك بأن ثمة فعلا من يعمد الى العرقلة والتعطيل، لنسف الاستحقاق الرئاسي او النظام اللبناني ككل… تختم المصادر.