
بقلم الدكتور عامر سنجقدار
أزمات متلاحقة تتواكب وتتراكم بحكم الوقت وأزمنة الماضي البعيد القريب المرئي، تطرح دائما نفسها على سلّم الأولويات الحياتية بل أبسط الحقوق المعيشية الانسانية، قواعدٌ مشرّعة الأبواب لأسئلة مشروعة ومحرمة في نفس الوقت، فإن أتت الأجوبة بخلاف الهوى والتمني، تأتي وياللأسف أجوبة اتهامية مشخصنة تساق على جميع الجبهات، واستخدامها كشريعة لا تثمن ولا تغن من جوع، إلا من شارع جاهز يدافع دفاعا مستميتا عن حزبه وزعيمه بقوت يومه وحاجاته ومعاناته وكراماته.
وتدوررحى التغيير متسارعة حينا وتتباطىء أحيانا، طاولات حوار ومناشدات انسانية وتجمعات شعبوية ومسؤولين أممين تعالت استنكاراتهم من وراء بنيانهم المرصوص، وسياراتهم الفارهة وعمائم السلطان وإكليروسه يطالبون بلقمة عيش المحتاج من على منابرهم الذهبية وحراساتهم الوهمية التباعدية، وصولات وجولات اعلام تلون بألوان المشرق والمغرب واجترح بواصل وعقارب تدار إدارة خاصة دون العموم.
فرقعات الأزمات وقرارات لا شعبية وزيادة على كاهل ما بقي من جهد وتعب لمجتمع يتهاوى، ووقاحة في قرارات هزلية تتناكف على حصص مستقبلية وتحويل وطن من عام الى خاص، تتحكم به رؤوس أموال داخلية وخارجية، ولَرُبَّ قائلٍ ” … في غمضة عين كنا دولة فأمسينا دويلة، علّها تأتي غمضة عين أخرى لكن متى الى أين …”.
البلد منكوب ومُتأمر عليه، والكل مسؤول ومشارك ما لم يثبت العكس وبرهانهم أمامهم في تغيير واقعي لا وعود عرقوبية وأسباب خونفشارية وألعاب صبيانية ” …ما خلاني…”، وما نراه الا استكمالا واصرارا في الحفر داخل الهاوية والى أين نصيروما ادراك ما هي.
لا شيء تبقى في هذا الوطن الذبيح على مقاصل الغزاة بجلادي أبناءه إلا بضع من حجارة وأمل حالم يتردد ويدغدغ مشاعرنا وأحاسيسنا التي تُفتقد وتسنزف يوما بعد يوم دونما ابطاء، أو حتى تُرَدَدُ من مدعيّ أصحاب الحلول الجذرية، لقد أتوا على كل شيء، تجاوزوا فيها الأخضر واليابس الى جذور الأرض فأحرقوها وباعوها رمادا.
ليست هي المصداقية المفقودة بين الحاكم والمحكوم…
ليست بأزمات ثقة متوارثة البتة أبداً فقط…
ليست مضامين عنواوين أخّاذة متلونة بين عقود وعهود…
ليست سيادة أو استقلال أو حتى وجودية…
إنها أزمة أخلاق وضمائر مَيتَةً، عَفِنَت منذ عهودٍ، تكرر نفسها بلا زيادة أو نقصان، تتوارثها بمنهجية لا جديد فيها بالإرث السريالي إلا رسمها، فالدجاجة تبيض صوصاً ولا تلد أسداً….