أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اليوم الثاني من عاشوراء لهذا العام في مقر المجلس برعاية وحضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب وفي حضور شخصيات سياسية ونيابية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين.
والقى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله العلامة السيد هاشم صفي الدين كلمة جاء فيها, “نحن اليوم في لبنان بحمد الله حينما نحيا هذه الحياة على ما فيها من مصاعب وعلى ما فيها من مرارات ومآسٍ وعلى ما فيها من حصار ولؤم وحقد من قبل الاعداء، وعلى ما فيها من استهداف دائم لأمتنا ولمجتمعنا ومقاومتنا ولبيئتنا، وعلى ما فيها من استهداف خبيث لثقافتنا وانتمائنا، على ما فيها من كل هذه المصاعب”.
وأضاف, “إلا أننا نشعر فعلاً أننا اليوم نحيا حياةً حقيقة فيها الكرامة والعزّ والإباء، هذه هي الحياة التي دعانا إليها الإسلام العزيز وهذه هي الحياة الكريمة التي يصل إليها ويحصل عليها أتباع النهج الإسلامي المحمدي الأصيل، نهج إتّباع سيد الشهداء الحسين عليه السلام”.
وتابع, “كلنا يذكر تماماً الامام السيد موسى الصدر وغربته، كلنا يذكر تماماً تلك السنوات العجاف، كلنا يذكر أين كنا وأين اليوم أصبحنا، وكيف وصلنا الى ما وصلنا اليه ، بأي قدرة وبأي قوة وبأي عزم وإرادة، باختصار هذا هو عزم وإرادة الايمان الصادق، وهذه هي نتائج الإخلاص والعمل والجهد والجهاد والتضحية في سبيل الله هذه نتائج سنوات التعب والحصار والاحتلال والعذاب والالم والتشريد والغربة التي عشناها على مدى كل العقود التي سلفت”.
واستكمل, “انتقلنا بحمد الله عز وجل بفضل هذه المقاومة وهذه النهج الحسيني الكربلائي، انتقلنا الى مواقع القوة وأنا أقول مواقع قوة وليس كل مواقع القوة، لأنني أعتقد وأجزم أن هناك كثيراً من مواقع القوة القادمة التي سنصل اليها جميعاً بالمقاومة وبالإيمان وبالثبات وبالإخلاص وبالاستمرار على نهج سيد الشهداء عليه السلام”.
وأشار إلى أنَّ, “أولئك الذين لم يتركوا شيئاً الا واستخدموه من حقد وتآمر، وهم يعلمون تماماً انهم لن يصلوا الى نتيجة، وإن كانوا لا يعلمون فهم جهلة لأنهم لا يعرفون تماما ماهية هذه المقاومة وبيئتها وأبنائها وثقافتها ماهية ما تربت عليه هذه المقاومة من أصالة وثبات ورحية ومعرفة وعلم وايمان، هم لا يعرفون وأظن أنهم لن يعرفوا، عل هؤلاء أن يتوقعوا في القادم من الأشهر والسنوات اذا كانوا يذهبون الى أي دولة ويستندون بأي قوة ليتآمروا على هذه المقاومة وليحاصروها ويحاصروا بيئتها وشعبها من أجل اسقاطها، من اجل اضعافها”.
ولفت إلى انهم, “يتوسلون بالأجنبي ويتوسلون بالأعداء أحياناً وبعناوين ومفاهيم سيئة وقبيحة دون أي خجل، هؤلاء عليهم أن يتوقعوا أنه كما سقطت رهاناتهم في الماضي ستسقط رهاناتهم اليوم وفي المستقبل من الأيام، كما سقطت كل خياراتهم البائسة، سقطت خياراتهم لأنها بائسة وواهنة وضعيفة ولأنها لا تستقم ولا تقف على أرضية ثابتة، لا أرضية وطنية ولا أرضية إنسانية ولا أسس ولا أي شيء من هذا القبيل”.
ورأى صفي الدين أنَّ, “هؤلاء لا شغل لنا بهم كثيرا ولن نضيع وقتاً عليهم، ما نعرفه وما نعلمه وما نحن على ثقة كاملة به أن هذه المقاومة التي بدأت على اسم الله وفي سبيل الله وقدّمت خيرة أبنائها وقادتها شهداء، قدّمت الشهيد السيد عباس والشهيد الشيخ راغب والشهيد الحاج عماد، قدّمت كل هؤلاء الشهداء وتحمّلت على مدى كل السنوات الصعبة”.
وأردف, “هذه المقاومة التي حوربت وحوصرت والتي تحاصر اليوم ، هذه المقاومة تنتقل من نصر الى نصر ومن انجاز الى انجاز ومن فعل الى فعل ومن تأثير الى تأثير، وهي تثبت اليوم وتثبت في كل يوم أنها قوة للبنان وأنها قوة للوطن وأنها قوة للشعب اللبناني كل الشعب اللبناني، وانها قوة لمستقبل هذا البلد وأبنائه وأنها القوة التي لا يفهم العدو الا لغتها، طوال كل العقود الماضية جربنا وجرب اللبنانيون، متى استجاب الإسرائيلي؟ متى التفت الإسرائيلي؟ متى انتبه الإسرائيلي الى ان هناك شعباً يعيش في لبنان، الى أن هناك حاجات في لبنان، الى أن هناك قضايا في لبنان، متى التفت الأميركي ومتى انتبه هؤلاء الى موقعنا و دورنا في هذا البلد وفي هذه المنطقة”.
وقال: “اما اليوم، الامر أصبح مختلفاً تماماً، ليس هناك حل او خيار أمام الأميركي وأمام الإسرائيلي وأمام كل من يفكر بمستقبل للبنان او للمنطقة كلها الا أن يأخذ بعين الاعتبار أن هناك قوة في لبنان اسمها المقاومة تحدد الخيارات وتحدد المستقبل، وهذا كله بتوفيق الله عز وجل، وهذا الذي نتحدث عنه ليس من أجل أن ندّعي أمراً ليس موجوداً أو نميّز أنفسنا عن سائر أبناء وطننا، ليس هذا هدفنا على الاطلاق. في كل الحروب الماضية لم يكن هدفنا ولم يكن غرضنا هو أن نفرض أنفسنا على احد في هذا البلد، دائما كان خطابنا هو الشراكة والتلاقي، دائماً كان خطابنا تعالوا الى كلمة سواء الى مصلحة مشتركة”.
وزاد, “إنّ البلد الذي ينهار وتضعف قدارته الاقتصادية والمعيشية والمالية هو بلدنا جميعاً، حينما نقوم بخطوة لإنقاذ بلدنا فإننا نقوم بخطوة لإنقاذ بلدنا جميعاً ووطننا جميعاً، في كل الدنيا أي بلد حينما تكون هناك ضغوطات خارجية وأزمات كبرى، الحد الأدنى من أبناء البلد على اختلافهم السياسي، انهم يجتمعون ويتلاقون يتناقشون ويتفاهمون كيف يعالجون امورهم. هذا الذي دعونا اليه قبل سنتين وقبل ثلاث سنوات وكل الناس تشهد على ذلك”.
وأضاف, “دعونا الى التلاقي من أجل النقاش ومن أجل التفتيش عن حلول واقعية والوصول الى حلول تفيد الناس وتنفع الناس، ولكن لا جواب ولا استجابة على الاطلاق، دائما كان هناك التعويل على الخارج وعلى الوعود الخارجية وعلى الأموال التي تأتي من هنا وهناك والوعود السياسية من السفارات، وقلنا لهم تتعبون أنفسكم، هؤلاء لن يعطوا لبنان شيئاً ولن يخدموا شعب لبنان بشيء لأن أصل مشكلة لبنان من هؤلاء، لا يمكن أن نفتش عن الحل عند الذي أوجد لنا هذه المشاكل، والذي يحصل قبل عام من محرم الماضي وعام كامل انتهى، والوعود الأميركية بالغاز المصري وبالكهرباء الأردنية ما زالت وعوداً، هؤلاء لا يستحون، كل فترة يأتي موفد أميركي ويجلسون مع السفيرة الأميركية، لماذا تصدقون الوعود والاوهام؟”.
وتابع, “اللطيف، أن كل يوم نسمع شروطاً جديدة، عليهم أن يفهموا أن اميركا تريد شيئاً وأنها لا يمكن ان تفرج عن امر او تفتح بابا إلا وتريد أن تأخذ ثمنه لإسرائيل قبل أي شيء”.
وختم قائلًا: “لكن الذي نعرفه هو أننا طالما نحن موجودون في هذا البلد نملك هذه الإرادة ونملك هذه المعرفة ونملك هذه التجربة، فان إسرائيل لن تحصل على أي شيء من لبنان بعد اليوم، بعد كل الهزائم التي مُنيت بها، وبعد كل تلك القدرة التي امتلكناها ونمتلكها وسنمتلك ما هو أعظم في القادم من الأيام ان شاء الله تعالى”.