ليبانون ديبايت”
يغلب على الجو السياسي العام أجواء الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل منذ وصول المقترح الأميركي الذي تم تسليمه السبت إلى رئيس الجمهورية ميشال عون عبر السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيّا.
ومن المؤكّد أن لهذا الاتفاق أصداء تتجاوز لبنان سياسياً وجغرافياً واقتصادياً وخصوصاً في ظل التجاذبات الإقليمية بين العديد من القوى في المنطقة، وهذا ما حاول المسؤولون الاسرائيليون الإيحاء به عبر تصريحاتهم التي رأت أن لهذا الاتفاق تأثير على تراجع الدور الايراني في لبنان مستقبلاً، فيما يرى مراقبون أن لحزب الله دور كبير في مفاوضات الترسيم التي حصلت، فكيف يرى النائب السابق فارس سعيد هذا الدور؟!
يعتبر سعيد أن “إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الذي حصل وسيتم توقيعه يتجاوز الشأن الجغرافي إلى ضمانات من قبل حزب الله ومن خلفه إيران للإستثمار والأمن الإقتصادي لإسرائيل
ويقول سعيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت”: “الحزب من خلال قبوله بهذا الإتفاق يكون هو الذي يضمن المصالح الإسرائيلية الإقتصادية، بمعنى أنه لا يمكن أن يكون هناك إستثمار بشركات خارجية خارج إطار التعاون السلمي حتى لو كان بشكل غير مباشر عبر الأمم المتحدة بين لبنان من جهة واسرائيل من جهة أخرى”.
ويضيف، “بالجانب اللبناني نعرف بالملموس أن الفريق الذي فاوض وقال أنه خلف الجمهورية وتبين أنه أمام الجمهورية وخلفها هو حزب الله”.
ويتابع “توجهنا كلقاء سيدة الجبل إلى النواب بأن تحصل مناقشة للمسوّدة هذه داخل مجلس النواب واذا لم يتوصلوا إلى هذا الترتيب أطالب باستقالتهم لأنه لا يمكن أن تتم مناقشة مسودة إتفاق بهذه الأهمية ويرتب أعباء وأرباح مالية لمصلحة الجمهورية اللبنانية بالتهريب”.
ويردف سعيد، “من الأمس المسودة وزعت على الرؤساء الثلاثاء وعلى حزب الله بحسب ما جاء في الأخبار، كيف يمكن أن يكون هناك حزب مميز ويطّلع على الورقة؟ كأن هناك أحزاب لديها حجم دولي بالتعاطي بالمعاهدات والإتفاقات بالمنطقة وأحزاب تتعاطى الشؤون المحلية والداخلية”.
ويكمل، “لا يمكن أن يلقى هذا الإتفاق مصير إتفاق القاهرة، اليوم نتعرف على مسودة الإتفاق بين لبنان وإسرائيل عبر جريدة الأخبار وهذا لا يجوز”.
وعن استقالة رئيس الوفد الاسرائيلي المفاوض يقول سعيد: “هذا يعطي المياه لطاحونة حزب الله وكذلك رد نتنياهو الذي أصبح رفيق حزب الله في الدفاع عنه، وحركة نتنياهو هذه تعود لأسباب انتخابية داخلية سيستفيد منها حزب الله للقول أنه لم يتنازل لمصلحة اسرائيل بل غلبها”.
ويرى أن “هؤلاء الذين ينتقدون أو يستقيلون يقومون بذلك لأسباب داخلية اسرائيلية وليس لأسباب لها علاقة بغبن اسرائيلي”.
ويختم سعيد بالقول: “إيران قدمت وردة للمجتمع الدولي فهذا الاتفاق لبناني اسرائيلي بضمانة إيرانية بوساطة أميركية وتحت مظلة الأمم المتحدة”.