اكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، اليوم السبت، أنّ “الذي يدفع بعض القوى السياسية والطائفية لزرع الخوف في بيئتها الخاصة من سائر المكونات اللبنانية هي حجج واهية لا واقعية لها مثل خطر الذوبان في المكونات الأخرى”.
وأشار في كلمة له الى أنها “ذرائع ترفعها هذه القوى الطائفية لأهداف سياسية وارتباطات خارجية لتحقيق أهداف لها علاقة بالمشاريع الغربية في المنطقة العربية لإضعافها لصالح هيمنة المشروع الصهيوني الذي يقوم بوظيفة الحارس للمصالح الغربية في هذه المنطقة، وليس لها أي علاقة على الاطلاق بأخطار تشكلها طائفة على طائفة”.
وقال الخطيب: “المسلمين لم يشكّلوا في أي ظرف من الظروف سابقاً ولاحقاً خطراً على الوجود المسيحي في العالم العربي ولطالما عاش المسيحيون بين اظهر المسلمين من دون أي مشكلة حتى في الحروب الصليبية التي شنّها الغرب على بلاد العرب والمسلمين في الوقت الذي كان المسيحيون يتسنّمون مناصب عليا في الدولة كمستشارين ووزراء”.
وأضاف، “ان الذي أثار مسألة المسيحيين وجعل منهم أقلية في المشرق العربي والإسلامي هو الغرب الاستعماري في وجه الدولة العثمانية من اجل استغلال المسيحيين في وجه الدولة العثمانية، وهو ما تم رفضه من كثير من المسيحيين الذي وعوا في وقت مبكر خطورة هذا الطرح على نفس المسيحيين”.
وتابع، “سياسة المحافظة على الكيان اللبناني والوجود المسيحي في لبنان لا يكون بإثارة المخاوف لدي المسيحيين، فإن إثارة المخاوف هي التي تؤدي الى عدم الاستقرار وتؤجج المشاعر الطائفية وتخلق أوهاماً ليست حقيقية، وعلى العكس من ذلك فإن اندماج الطائفة المسيحية الكريمة في الدفاع عن مصالح لبنان كوطن هو الذي يخلق حالة الاطمئنان ويزيل حالة الشكّ والريب من إثارة حالة الخوف التي تدفع ببعض أبناء هذه الطائفة الكريمة الى الارتباط بمشاريع خارجية بحجة حماية نفسها من المسلمين”.
واعتبر الخطيب، أنّ “الأوهام التي تثيرها بعض المراكز والقوى داخل الطائفة المسيحية من تغيير هوية لبنان والخوف على الوجود المسيحي في المنطقة هي نفسها تشكّل خطراً على الوجود المسيحي في الشرق وخصوصاً في لبنان الذي دفع المسيحيون فيه الثمن أكثر من غيرهم بفضل بعض القوى التي تطمح للتقسيم الذي بدأ يطل من جديد عبر دعوات الفدرلة وتقسيم بلدية بيروت بالتخويف من ثقافة المقاومة ونجاحها وتنامي قدراتها وأن هذا يؤسس لهيمنة إيرانية على لبنان”.
واستكمل، “في نفس الوقت الذي تدّعي فيه الدفاع عن لبنان وسيادته تحاول الدفاع عن العمالة والعدو الإسرائيلي بمبررات واهية، وتحاول إيهام المسيحيين بأنها تدافع عنهم عبر الخلط بين الخيانة والوطنية والسيادة، وهذا ليس فيه شيء من المنطق السيادي أو الوطني”.
واستطرد الخطيب قائلاً، “دعوات مشبوهة على الأقل وتمويه على الحقيقة في ظل إثارة غبار طائفي يمنع من كشفها زيفها لصالح مشاريع خارجية لم تكن يوماً لمصلحة الوجود المسيحي لا في لبنان ولا في غيره من بلدان المشرق العربي، ويعلم المسيحيون في لبنان أن أحداً من المسلمين لم يعرض عليهم بواخر تنقلهم الى استراليا أو فرنسا وإنما جاء العرض من البلدان التي تُصور بعض القوى إنها حليفة للمسيحيين وضمانة لوجودهم في هذه المنطقة”.
وقال: “تنبّهت بعض القوى الوطنية المسيحية وهي قوى وازنة لهذه الحقيقة واتخذت موقفاً ايجابياً من المقاومة ولكنها أحياناً ولمصالح حزبية تقع في نفس الفخ وترتكب نفس الأخطاء، ربما تراها تكتيكية ومرحلية ولربما ترتبط بمصالح بعض الزعامات والأشخاص.هذه هي برأيي بعض الأسباب الأساسية للمشكلة اللبنانية التي تجعل من بعض اللبنانيين رأس جسر لتحقيق أهداف خارجية ليس لهم مصلحة فيها”.
وأضاف، “لا بد لنا هنا من التنويه بموقف سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز على موقفه الوطني الذي رفض فيه استلام الأموال المرسلة من فلسطين معتبراً انه يصنف ضمن التعامل مع دولة عدوة”.
وختم الخطيب بالقول: “المطلوب اليوم هو تكاتف ارادة اللبنانيين جميعاً لحماية لبنان الذي تخوّله القدرات التي يمتلكها التحول من دولة فاشلة الى دولة قوية ووازنة يعيش فيها اللبنانيون بكل امن واستقرار وازدهار ليس من مصلحة العدوان أن تتحقق لأنها ستكون النموذج للتعايش بين أهل اهم ديانتين كبيرتين الإسلام والمسيحية مما يناقض المشروع الصهيوني الذي يعمل على تمزيق المنطقة الى دويلات طائفية ضعيفة ليكون هو الأقوى”.