شعار ناشطون

جعجع: لا أرى أن أمنيتي انتخاب رئيس للجمهورية ستتحقق قريبا إلا عبر أعجوبة ومحور الممانعة يعطل الاستحقاق

24/12/22 01:58 pm

<span dir="ltr">24/12/22 01:58 pm</span>

أكّد رئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” سمير جعجع، أنّ “أمنيته الميلاديّة هذه السّنة هي أن يتمكّن مجلس النواب في أسرع وقت ممكن من انتخاب رئيس للجمهوريّة، يكون رئيسًا فعليًّا للجمهوريّة، لا شخصًا جلّ ما فيه أنّه يطلَق عليه فقط لقب رئيس الجمهوريّة؛ فنحن كان لدينا رئيس مماثل في السّنوات السّتّ المنصرمة ورأينا أين وصلنا”.

 

 

ولفت، في حديث إذاعي، إلى “أنّني للأسف، لا أرى في الوقت الرّاهن أنّ هذه الأمنية يمكن أن تتحقّق في وقت قريب، إلّا عبر أعجوبة يقوم بها طفل المغارة، ولكنّ هذا الأمر لا يعني أبدًا أنّه يجب التّوقّف عن السّعي اليومي من أجل تحقيقها”، مركّزًا على “أنّنا لا يمكننا أن نقول لا رئيسًا في السّنة المقبلة باعتبار أنّها سنة كاملة، ولكن جلّ ما يمكن قوله اليوم هو أنّه في المدى المنظور، أي أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لا أرى أنّ من الممكن تحقيق أمنيتي لانتخاب رئيس؛ ولكنّ هذا الأمر لا يعني أنّه يجب ألّا تكون هذه أمنيتنا الأساسيّة بالوقت الرّاهن”.

 

 

 

وعمّا إذا كان من بين أمنياته أن يكون هو رئيسًا للجمهوريّة، أوضح جعجع أنّ “لا، ليس بالضرورة أبدًا، فالإنسان إمّا يشعر منذ ولادته أنّه رئيس للجمهوريّة أينما كان وفي أيّ موقع يشغله، أو أنّه لو سكن قصر بعبدا لقرنين من الزّمن، كما جرى مع البعض، لن يكون في أيّ يوم من الأيّام رئيسًا للجمهوريّة، باعتبار أنّ هذا الأمر هو شعور داخلي أكثر منه كرسي يتمّ الجلوس عليه؛ من هنا ضرورة أن يشعر المرء بالمسؤوليّة ويتصرّف وفق هذا الأساس وفي أيّ موقع كان”.

 

وعمّا إذا كان هناك من قرار اتّخذته “القوات اللبنانية” في العام الحالي ويفضّل أن يتمّ تغييره في العام المقبل، ذكر أنّه “ليس هناك أيّ قرار اتّخذناه لم يكن في مكانه ويجب تصحيحه، فإذا ما استعرضنا العام المنصرم لوجدنا أنّه من أكثر الأعوام الّتي كنّا فيها منسجمين مع أنفسنا بنسبة 100%، بالرّغم من أنّنا كحزب دائمًا في حالة انسجام مع أنفسنا”.

 

وفصّل “أنّنا خضنا معركةً انتخابيّةً على أفضل ما يكون، وبكلّ شفافيّة وبعناوين واضحة وعريضة، إلّا أنّ أهمّ ما في الأمر أنّنا بعد انتهاء الانتخابات استمرّينا في إطار هذه العناوين، وكنّا أمينين جدًّا لبرنامجنا الانتخابي، بغضّ النّظر عن مقدار الأمور الّتي تمكّنا من تحقيقها حتّى السّاعة، على خلفيّة أنّ تحقيق هذا البرنامج بأكمله يرتبط أيضًا بفرقاء آخرين موجودين معنا في مجلس النّواب. فنحن لسنا أسياد القرار، كما لم ندخل في تحالف عريض لكي ندّعي أنّنا تمكّنا من انتزاع السّلطة في البلاد، ولكن آمل مع وصول الرّئيس الجديد أن يتحقّق هذا البرنامج، وخلاف ذلك سيكون هناك بحث آخر”.

كما جزم جعجع أنّ “حزب القوّات اللّبنانيّة سيستمرّ في الاتّجاه نفسه الّذي يسلكه اليوم، لأنّ هذه الطّريقة الوحيدة الّتي من الممكن أن تؤدّي إلى خلاص لبنان، ولو أنّ البعض يعتقد في هذا الإطار أنّنا لا نملك اللّيونة اللّازمة في السّياسة وهذا الأمر غير صحيح البتّة. الجميع يرى إلى أين أوصلتنا اللّيونة في السّياسة، إلى مرحلة أصبحنا فيها بحاجة إلى علاجات جذريّة، ونحن اليوم في وقت مماثل والقوّات اللّبنانيّة “رَبّها” بهذه العلاجات”.

 

وعما إذا كان يعني بـ”الليونة” التسويات، أجاب: “صحيح، كمن يقولون اليوم نريد رئيساً يجمع عليه اللبنانيون، فمن هو هذا الرئيس؟ وعلى ماذا أصلاً يجمع اللبنانيون لكي يتمكنوا من الإجماع على رئيس يمثل هذا المشروع الوطني الذي يجمعون عليه؟ هذه ليست حقيقة الأمور أبداً”.

 

وحول اتهامه بأنه يعطّل الإستحقاق الرئاسي ويتمسّك بشكل قوي بترشيح النائب ميشال معوض، شدّد على أنّ “هذا اتهام باطل باطل باطل، لأن مهمتنا في انتخابات الرئاسة هي حضور جميع جلسات الإنتخاب والتصويت لصالح مرشّحنا ونحن نقوم بذلك، وهذه النظريّة غير صحيحة”. وتساءل: “هل دورنا هو البحث عن مرشّح الآخرين، ولو كان هذا المرشّح بعكس جميع قناعاتنا وسيعمد إلى تخريب البلاد أكثر وأكثر، والتصويت له من أجل تأمين وصوله؟”.

 

ورأى جعجع أن “الفريق الآخر، فريق محور الممانعة، هو من يعطل هذا الإستحقاق، ويعطّل جميع الجلسات علانيّة أمام الكاميرات وأعين جميع المواطنين”. وأبدى استغرابه من “اتهام البعض للقوات بانها هي من تعطّل الإستحقاق الرئاسي”، معتبرًا أن “هذا الأمر باطل، فنحن لنا كامل الحريّة في التصويت لمن نشاء في جلسات الإنتخاب، ونتصرّف تبعاً للدستور والقوانين والمنطق، ونحضر جميع الجلسات ونقوم بالتصويت لمرشحنا فحبذا لو يحذو الآخرون حذونا”.

 

وعما إذا كان شعار “لا رئيس قريب من حزب الله” هو قرار نهائي بالنسبة لـ”القوّات اللّبنانيّة” وستقوم بالتمسّك به في العام المقبل، قال: “أكيد، وهذا القرار مردّه ليس ضيقة عين وإنما ممارسات “حزب الله” وجماعته في السلطة، فقد أصبحنا جميعاً على علم بكيفيّة إدارتهم للأمور من خلال العهد السابق. ممكن أن يجيد “حزب الله” القتال، وهذا ليس موضوع النقاش الآن، إلا أن بناء الدولة يتطلّب منطقاً آخر مختلفاً تماماً، وهو بحاجة إلى طريقة مقاربة للأمور مختلفة، وأكبر دليل على ما أقوله هو كل ما شهدناه في السابق”.

 

أمّا بالنسبة لموضوع الحوار وعمّا إذا كانت “القوّات اللبنانيّة” قد قطعت الطريق عليه عبر موقفها بأنها لن تشارك بأي حوار كان، فأكّد أنّ “هذا الأمر ليس صحيحا، نحن في حوار دائم مع بقيّة الأفرقاء لمحاولة الوصول إلى رئيس بالحد الأدنى مقبول. أما بالنسبة لطاولة الحوار الرسميّة، فأنا لا أعرف ما هو موقعها من الإعراب في الوقت الراهن، فهل الحوار لا يمكن أن يحصل سوى على طاولة حوار رسميّة؟”.

 

ووجد جعجع أنّ “هذه الطاولة ضروريّة ما بين الغرباء، أو للحوار في مواضيع معيّنة تتطلّب دراسات وتعمّق في البحث ما بين الجميع، أما التوافق على رئيس فهو ليس بحاجة الى طاولة مماثلة سينحصر دورها في سحب التركيز والإهتمام بجلسات انتخاب الرئيس، وفي نهاية المطاف حتماً لن تصل إلى أي نتيجة سوى تعميم أجواء بأن اللبنانيين لم يتمكنوا من الإتفاق على رئيس؛ وكأن الرئيس في لبنان يتم تعينه بالإتفاق بين الجميع”.

كما تساءل: “لماذا لا يتركون الإنتخابات تأخذ مجراها وليصل من يصل إلى سدّة المسؤوليّة؟ نحن قلنا وكرّرنا مراراً وتكراراً إنّه حتى لو تمكن مرشّح الفريق الآخر من جمع 65 صوتاً في مجلس النواب، فمن الممكن أن نتغيّب عن حضور جلسة أو إثنتين، ولكننا لن نعطّل انتخابات رئاسة الجمهوريّ” ،وبالتالي هناك فريق معين يعطل الاستحقاق الرئاسي”.

 

وعن رأيه بالتواصل ما بين “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”التيار الوطني الحر”، أجاب: “Tea and Sympathy”. وعما إذا كان هذا الحوار يقلق “القوّات اللبنانيّة”، لفت إلى أنّه “لا يقلقنا أبداً، إذا ما تمكنوا من الوصول إلى أي نتيجة فهذا أمر جيّد، إلا أنني أعتقد أنه مضيعة للوقت في الوقت الضائع”.

 

وتوجّه جعجع بمعايدة للبنانيين قائلاً: “بغض النظر عن المناخ السائد، أعتقد أن أكثريّة اللبنانيين “قبضايات”، فحين ألمّت بنا الأزمة في العام 2019، كان لها وقع كارثي على اللبنانيين جميعاً وعدد كبير منهم لم يستطع استيعاب ما حصل، إلا أنه منذ عام حتى اليوم، عدد كبير من اللبنانيين، وهنا أتكلّم عن وقائع ألمسها يومياً، تأقلموا مع الواقع وقاموا بترتيب أموره، ولو بصعوبة، فالبعض حصر مصاريفه فيما البعض الآخر حاول زيادة مداخليه بشكل من الأشكال”.

 

إلى ذلك، توقف عند “عدد كبير من الشركات، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والمصانع، التي تمكنت فعلاً من الصمود”، مشددا على “أن الدورة الإقتصاديّة حالياً في البلاد تعتمد حصراً على عملها”. وركّز على “أنّنا شئنا أم أبينا، لدينا دورة إقتصاديّة معيّنة مستمرة حتى يومنا هذا بالرغم من الغياب الكلي للدولة، في ظل الشلل الحكومي والوضع السياسي، الذي يعمد محور الممانعة إلى شلّه وشلّ أي إصلاح، بالوقت الذي نحن بأمس الحاجة للإصلاحات”.

 

وذكر أنّ “في هذا الغمار كلّه، نشهد عدداً كبيراً من رجال الأعمال تمكن من ترتيب أموره والإستمرار في عمل شركاته، وبالتالي تأمين العمل لعشرات الآلاف من العمال والموظفين والطاقات الكبرى، خصوصاً شركات التكنولوجيا الحديثة، فقد ازدهر الـ”outsourcing” من بعد الأزمة إنطلاقاً من نشاط هؤلاء”، متمنّيًا من جميع اللّبنانيّين “الاقتداء بهذا القسم منهم الذي تمكن من التأقلم، في ظل وجود الأزمة للإستمرار في العيش والصمود في بلاده”.

تابعنا عبر