
كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
تولى رئيس الجمهورية جوزيف عون قيادة لبنان في ظل أزماته الخانقة، حيث تم انتخاب نواف سلام رئيسًا للحكومة خلال عهده. ورغم التحديات الحادة التي يواجهها البلد، يبقى الأمل معقودًا على قدرتهما على تحقيق الإصلاح والتغيير.
كل يوم جديد يكشف عن أزمة جديدة على مختلف الأصعدة، لا سيما عبر تطبيق “تيك توك”، حيث يستغله البعض لنشر الفتنة والتحريض. كما تنتشر مقاطع تستعرض الأسلحة بهدف جذب المشاهدات وزيادة التفاعل. ورغم أن هذا التطبيق يُعد مصدر دخل للكثيرين، إلا أن استخدامه في بلدنا غالبًا ما يميل إلى الجوانب السلبية، مثل التحريض والتضليل. بالإضافة إلى ذلك، أصبح وسيلة للترويج لأساليب احتيالية، مثل استخراج الأموال من شركات وهمية والتعامل مع العملات الرقمية المشبوهة أو الدولار المجمّد، مما يعرض المواطنين لعمليات نصب واحتيال.
ولذلك، فإن الحل لا يكمن في حجب هذه المنصات أو منع استخدامها، بل في تنظيمها بشكل فعال من خلال سن قوانين وتشريعات صارمة تحاسب من يروجون للمحتوى السلبي، وتعزز من دور الرقابة الإلكترونية دون المساس بحرية التعبير البناءة. إلى جانب ذلك، لا بد من تكثيف الجهود التوعوية بين فئات المجتمع، وخاصة الشباب، لتمكينهم من التمييز بين المحتوى المفيد والمضلل، ولحمايتهم من الوقوع ضحية لعمليات النصب والاحتيال الإلكتروني.
كما أن على منصات التواصل نفسها مسؤولية كبرى في ضبط المحتوى، وذلك عبر تعزيز آليات الإبلاغ، لرصد وإزالة المحتوى المخالف قبل انتشاره على نطاق واسع. إضافةً إلى ذلك، يجب دعم صناع المحتوى الهادف وتشجيعهم على تقديم مواد تثقيفية وترفيهية مسؤولة، تعزز من القيم الإيجابية بدلاً من نشر الفوضى واستغلال جهل بعض المستخدمين.
في النهاية، يبقى الاستخدام الواعي والمسؤول لمواقع التواصل الاجتماعي هو الحل الأمثل. فالتكنولوجيا أداة قوية في أيدي البشر، يمكن أن تكون وسيلة للبناء والتطوير، أو سلاحًا يُستخدم لنشر الفوضى والاحتيال. والمسؤولية هنا تقع على الجميع—الأفراد، المؤسسات، والجهات الرسمية—لضمان أن يكون التطور وسيلة للنهوض بالمجتمع، وليس أداة لإغراقه في الأزمات والمشكلات.