شعار ناشطون

تمارا خضر: كالرؤية البيكاسية… الفن رحلة للولادة من جديد

20/01/25 12:56 pm

<span dir="ltr">20/01/25 12:56 pm</span>

أبت تمارا خضر، الرسامة والفنانة التشكيلية اللبنانية، إلا أن يكون للوحاتها روح وفكر وأن تحرك حواسنا الخمس جميعها من خلالها. فهي تفوح بعطر شجر الليمون حيناً ورائحة القهوة التي تشبه رائحة الحنين حيناً آخر، وتضج بصوت أحاديث ” الڤرندات” تارة ونقنقة الدجاج تارة أخرى.

 

يوقظ فيك ملمس الأباجور النوستالجيا إلى أيام مضت ولن تعود. أما نظرك فيسافر فيها إلى عالم من الألوان والأشكال التي تتحدى المألوف وتكسر المعتقدات وتعيد تشكيلها. فيخيل إليك لوهلة أن بيكاسو انبثق من جديد في الشوف ومشروبه المفضل هو المتة!

 

ولأن الأماكن الخاطئة تجرد الإنسان من الشغف، فبالرغم من أن تمارا كانت تمارس مهنة التعليم، إلا أنها تركتها لتتفرغ كلياً لشغفها في الرسم، وتخبر من خلاله قصصاً تجمع الروح والحلم والتاريخ في آن. كيف لا وفنها لغة بلا كلمات. بدأت رحلتي الفنية في سن السابعة والعشرين. كنت قد أنهيت الماجستير في الأعمال والموضة في ميلانو، وكنت غير راضية عن عالم الشركات. فتحت إيطاليا عيني على عالم الفن والإبداع. هناك كان أول شعور بالرغبة في التقاط فرشاة الرسم. عندما عدت إلى لبنان بنظرة جديدة للحياة ولهدفي، غمرت نفسي في المعارض الفنية وكل ما يقدمه لبنان في هذا المجال، وكان من الصعب عموماً العثور على عمل في لبنان في ذلك الوقت فقررت استخدام وقتي في الرسم.

 

• هل ينعكس الشعور بالغربة والنوستالجيا في فنك؟

نعم، ربما على مستوى غير واعٍ، وخاصة في مجموعتي الأخيرة، حيث أحاول أن ألتقط فيها تجارب ومشاهد لبنانية أصيلة من الذاكرة. ربما أحاول إبقاء تلك الذكريات حية في الغربة.هل لاحظت تغييرا في أسلوبك أو في المواضيع التي تستكشفينها في عملك بعد الأحداث الأخيرة في لبنان؟ وكيف تتمكنين من نقل رسائل عن لبنان من خلال فنك؟

 

 

 

أعتقد أن لبنان وكل ما يقدمه من طبيعة، إلى عمارةوثقافة وتاريخ، يعيش في داخلي ويتجلى بشكل غير واعٍ على اللوحة، خاصة بعد الاضطراباتالأخيرة، إذ شعرت بالفخر حين ترجمت بعضاً من جماله، في “قطع من لبنان”،وهي سلسلة محدودة لبعض المعالم فيه.

 

•هل من قطعة فنية محددة أنشأتها بعد الأحداث الأخيرة فيلبنان تعكس مشاعرك أو أفكارك حول الوضع الحالي؟

 

مراراً وتكراراً، كان الشعب اللبناني هو من يجعلنيأفتخر بكوني لبنانية، خاصة في أوقات الفوضى والدمار. تعزز هذه اللوحات الحياةالاجتماعية الصادقة وإحساس الانتماء إلى المجتمع الذي يزدهر على الشرفات، من تحيةدافئة من شرفة إلى شرفة إلى محادثة بسيطة أثناء نشر الملابس أو حتى التبادل غيراللفظي مع بائع المحل في الطابق السفلي تتبعين المذهب التكعيبي في الرسم وتستلهمين من بابلو بيكاسو، ما الذي يجذبك فيه؟

أنا مفتونة بأسلوبه في تفكيك الأشكال البشرية والوجوه. هذه الجوانب من فنه لا تثير اهتمامي فحسب، بل تتناسب أيضاً مع فلسفتي الخاصة بشأن الولادة من جديد. لا أعتقد أن الولادة من جديد، أو التطور الاجتماعي أو حتى التغيير ممكن من دون تفكيك ما نعرفه أو ما تعلمناه. الوجوه والأشكال المضافة تمثل أيضاً، سلسلةٔ من الحيوات الماضية أو الأجداد .

 

• هل تخططين لتقديم شيء جديد أو مختلف في أعمالك المستقبلية؟

أقوم حالياً بإدخال المزيد من الوسائط والمواد في عملي مثل الخشب. إحدى القطع التي أنهيتها للتوّ هي لوحة قماشية مثبتة خلف نافذة أباجور خشبية، وهو عنصر لبناني كلاسيكي أيضاً سعيت للحفاظ عليه من خلال فني • هل هناك رسالة تأملين أن تنقليها من خلال فنك إلى الأجيال القادمة؟ وما الذي تأملين أن يحققه الفن اللبناني في العالم؟

 

ليس لديّ شك في أن الفن اللبناني قد بدأ بالفعل بلمسحياة العديد من الناس، وأنا فخورة حقاً بأنني جزء من مجتمع فني لبناني صغير تعلمكيفية تحويل الألم إلى جمال. رسالتي الوحيدة للأجيال الحالية هي إيجاد الشيء الذييساعدهم على القيام بذلك. أي شكل من أشكال الإبداع، سواء كان فناً أو موسيقى أومسرحاً، هو طعام للروح ونحن جميعاً بحاجة إلى بعض التغذية .

تابعنا عبر