شعار ناشطون

تطور كبير في علاجات سرطان الأطفال…هل تتأمن لأطفال لبنان

08/02/25 12:47 pm

<span dir="ltr">08/02/25 12:47 pm</span>

في السنوات الأخيرة، حصل تطور ملحوظ في مجال علاجات السرطان بشكل عام. وبفضل هذا التطور، ارتفعت معدلات التعافي من المرض في مقابل تراجع معدلات الوفيات. ماذا عن علاجات سرطان الأطفال؟ هل طالها هذا التطور الحاصل؟ هذا ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ميغيل عبود في حديثه مع “النهار”، فيما يعبر عن أسفه لأن أطفال لبنان غير قادرين على الاستفادة من هذا التطور المهم الحاصل.

 

 

ما التطور الذي سجّل في علاجات سرطان الأطفال؟

في مقابل التطورات الكبرى التي حصلت في علاجات السرطان عامةً، حصل تطور أيضاً في مجال علاج سرطان الأطفال. لكن بشكل خاص يشير عبود إلى التطور المهم الذي شهدناه في مجال علاجات سرطان اللوكيميا التي تعتبر أكثر سرطانات الأطفال شيوعاً. ورغم أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً مهماً في هذا المجال بشكل عام، إلا أن دورها يتركز على التشخيص وجمع البيانات بدلاً من أن يكون لها دوراً مباشراً في ذلك. فبات من الممكن تحليل الصور الشعاعية بمزيد من الدقة بوجود أدوات الذكاء الاصطناعي. في المقابل، حصل تطور مهم في أدوية السرطان في السنوات الأخيرة بشكل يسمح بتوفير فرص أعلى في الاتعافي تصل إلى 99 في المئة، وإن كانت فرص التعافي في سرطان الأطفال أصلاً مرتفعة وقد تراوح بين 85 و90 في المئة. ويتعلق ذلك بشكل خاص بمجال علاج اللوكيميا. فثمة حالات يمكن أو يعاود المرض فيها الظهور ولو استخدمت العلاجات الجديدة لكان من الممكن تأمين فرص تعافي أعلى بكثير فيه. إلا ان المشكلة الأساسية في أن هذه العلاجات مكلفة للغاية ما يحرم أطفال لبنان منها. فهي متوافرة في دول العالم المتقدمة وفي دول المنطقة، وحتى في لبنان لكن قلائل هم الذين يقدرون على توفير تكاليفها ليضمنوا الشفاء التام. فسعر أحد أدوية اللوكيميا قد يتخطى 40 ألف دولار أميركي وكلفته مرتفعة في كافة الدول التي يتواجد فيها. إنما بحسب عبود ثمة دول تغطي فيها الدولة التكاليف الخاصة بالعلاج كما في المملكة العربية السعودية، فيما هناك دول تغطي فيها الجهات الضامنة تكاليف العلاج كما في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما لا يتوافر في لبنان. فلا تغطي شركات التأمين تكاليف العلاج ولا تعتبر الدولة قادرة على تغطيتها بعد الأزمة. إذ كانت وزارة الصحة تغطي جزءاً من العلاجات، ولو بشكل محدود، لكن بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد لم يعد ذلك ممكناً خصوصاً أن هذه الأدوية ملكفة للغاية.

 

 

أيضاً في ابيضاض الدم اللمفاوي تتوافر الادوية من نوع Monoclonal Antibodies لكن من الصعب إعطائها للأطفال المرضى في لبنان بسبب كلفتها العالية. كذلك تلك التي من نوع Car T-cell Therapy فهي في غاية الفاعلية وتعتمد بشكل أساسي في حال عودة المرض او في حال عدم التجاوب مع علاجات أخرى، لكنها مكلفة أيضاً وقلائل هم الذين يقدرون على توفيرها لأطفالهما. حتى ان تأمينها بات بغاية الصعوبة للمراكز التي تعنى بمعالجة سرطان الأطفال مثل مركز سرطان الأطفال في لبنان وغيره فهي تحتاج لذلك إلى التمويل والدعم. علماً انه في هذا النوع من العلاج، تؤخذ من خلايا المريض ويعاد حقنها بعد معالجتها لتتمكن من مكافحة الخلايا السرطانية بفاعلية.

وفي علاج سرطان من نوع Neuroblastoma الذي يعتبر فتاكاً للأطفال ومن السرطانات العدوانية التي تتوافر بها العلاجات المتطورة والمكلفة. ويأسف عبود لأن لبنان كان في مركز رائد في معالجة السرطان قبل سنوات فيما يمكن أن يخسر هذا الدور بسبب عدم القدر على تأمين العلاجات ووحده الدعم يمكن أن يساعد على توفيرها لأطفال لبنان كما لكل أطفال العالم.

هل خفت الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات بفعل التطور الحاصل؟

يشير عبود إلى أن الآثار الجانبية التي لهذه العلاجات الجديدة تعتبر أقل بكثير من تلك الناتجة عن العلاج الكيميائي. كما ان التخفيف من العلاج بالاشعة يساعد على الحد من الآثار البعيدة المدى، لاعتبار أن العلاج بالاشعة يعتبر من عوالم الخطر التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان آخر بعد فترة من تلقي العلاج لأحد أنواع السرطان. هذا، ويعتبر هذ الخطر أهم بكثير عامةً لدى الأطفال لاعتبارهم يتلقون العلاج في سن مبكرة، وإن كانت فرص تعافيهم من السرطان أعلى من تلك التي في معالجة سرطانات الراشدين. من جهة أخرى يشدد عبود على أهمية التركيز على المتابعة الطبية المستمرة للأطفال بعد التعافي من المرض. هذا، ويشير إلى أن 7 أطفال من 10 لا يواجهون خطر معاودة المرض بعد التعافي

تابعنا عبر