شعار ناشطون

تسهيلا لعملية وضع يد إيران على المنطقة السيد من “لبنان الضعيف” إلى “لبنان القوي” وإيران ماضية في بعثرة الكيان الفلسطيني 55 دولة من أصل 56 تطالب بحظر نقل السلاح إلى إسرائيل

06/04/24 10:49 am

<span dir="ltr">06/04/24 10:49 am</span>

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

 

لطالما شكلت كتابات وآراء العلاّمة إبن خلدون ومؤلفاته مرجعا هاما للباحثين والمتابعين لقضايا الشعوب وأزماتها وخاصة في نطاق المنطقة العربية لاسيما في بداياتها الأولى وفي نطاق تأسيس دول المنطقة، وإعتبرت هذه الكتابات مدخلا مهما لدى المؤرخين الأوائل عند تعاطيهم لنشأة شعوب المنطقة ووعيها لطبيعة ظروفها ومسيرتها في عالم كان حين ذاك يتلمّس طُرق بقائه ومواجهة المخاطر المحدقة بهذه الكيانات الناشئة.

وقد تحدث إبن خلدون عن “نشأة الدول وتأمين إستمرارها بالإستناد إلى عصبيات لتأمين الإطمئنان لأبنائها ولمحيطها وهذه العصبيات هي المفتاح والإمتحان وأشبه بعضّ الأصابع للإبقاء على تماسك البلد”.

ومن هنا يمكن تفسير العديد من المصطلحات التي دأب على إستخدامها السيد حسن نصر الله في إطلالاته وكلماته وخطبه التي إعتاد على تنظيمها وإنعقادها كلما لاحت في الأفق أو إنفجرت الأحداث في المنطقة، وهي في إطّراد وتزايد في الآونة الأخيرة ولاسيما أن “أيامها” هي الأصعب التي يمر بها لبنان والمنطقة والحزب أيضا بنتيجة الحرب الضروس التي تسيطر حاليا على مناطق واسعة في الإقليم، ولبنان يشكل ساحة أساسية لإندلاع أحداثها والتأثر بخسائرها ودمارها الرهيب ويتلقى بالتالي الخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات وبنسبة كبيرة تُعتبر هي الثانية بعد “جحيم” هذه الأحداث القائمة منذ أشهر على مساحة قطاع غزة وجنوب لبنان وقد يمتد إطارها ليشمل المنطقة.

ومع تصاعد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل سواء في قطاع غزة أو على مناطق تواجد قوات “حزب الله” في الجنوب اللبناني وإنخراط مواقع له متمركزة في سوريا والعراق، إرتفعت حرارة المواجهات سواء من قِبل العدو الإسرائيلي عبر إستخدامه المسيرات والرد عليها بالصواريخ والتهديد بفتح جبهات جديدة وأن “لبنان لن يستمر كما كان الحال في السابق” وكان اللافت إستخدام السيد نصر الله في خطاباته وتعليقاته كلمة لبنان الضعيف، إستعدادا ليوهم اللبنانيين وغير اللبنانيين لاحقا “أن لبنان القوي هو نتيجة حراك حزب الله” والصحيح أن لبنان ومنذ سنوات إلى اليوم هو “مخطوف” وأن طهران ماضية في إيصال القضية الفلسطينية إلى الإنهيار الكامل وبعثرة الكيان الفلسطيني في أنحاء المعمورة تسهيلا لوضع يدها على كامل المنطقة، لذلك تخلل كلمته الأخيرة كلام جديد يحذر فيه العدو من قدرة “المقاومة” إستخدام مئات الصواريخ دفعة واحدة بإتجاه أماكن تواجده وتحصيناته، وبالطبع أبلغ العدو بأنه لن يكشف المكان والزمان لهذه الهجومات ونوعيتها.

ويأتي كل ذلك “الشحن” في إطار إلهاء الرأي العام المحلي والخارجي عن المحاولات التي تجري لتسهيل عملية وضع يده على مناطق ومدن لبنانية تتصف بمعارضتها للحزب وللتيارات الإيرانية، وإستخدام المناسبات الدينية والإجتماعية للتوغّل في هذه البيئات العربية ذات التاريخ الوطني الأصيل.

ومن جهة ثانية يأتي هذا الحراك للتعمية أيضا عن المواقف التي يتخذها الحزب لدعم كل الخيارات الهادفة إلى تجميد عملية الإنتخابات الرئاسية في لبنان إلآ في حالة واحدة حينما يتأكد الحزب أن الخيار هو لمصلحة شخصية لبنانية مقربة منه، والتأجيل أيضا يستخدمه الحزب لإرباك أميركا وإسرائيل اللتين تعيشان في قلق بشأن (كيف سيكون رد إيران على الضربة التي قامت بها إسرائيل وإستهدفت السفارة الإيرانية في دمشق ؟).

ويقول وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت “إننا ننتقل من الدفاع إلى الهجوم على “حزب الله”  وسنصل إلى كل مكان يعمل فيه من بيروت فبعلبك وصور وصيدا والنبطية حتى الأماكن البعيدة مثل دمشق وربما أبعد”.

وكشفت مصادر مطلعة أن غالانت العائد لتوّه من الولايات المتحدة الأميركية قد أبلغ مسؤوليها عن خطط إسرائيلية أخرى وهي أنّ توسع العدوان الصهيوني سيشمل رفح وليس جبهة لبنان التي لا تزال محكومة بقواعد محددة تمنع سحبها إلى الحرب الموسعة، وان كل ما تبدّل هو أن “صواريخ بركان” (التي يستعملها الحزب)  أصبحت تستهدف مباشرة قلب المستوطنات بعد أن كانت تستهدف المواقع، ولن يكون هناك إنتقال عسكري آخر إلآ إذا طرأ تطوّر نوعي من جانب إسرائيل، ومتى وصلت الصواريخ إلى نهاريا نكون قد دخلنا خطر الحرب الشاملة، وهذا المسار الحزبي يثبّت حاليا الوضع القائم، لكن الأخطار تتراءى من رفح بعد شبه التفويض الأميركي لقيادة إسرائيل بالسير في معركة كانت بالنسبة إلى الرئيس بايدن خطاً أحمر، وإذ بها اليوم تعطي إشارات خضراء وقد طلب بايدن من إسرائيل السماح بتوجه ضباط أميركيين للمشاركة في وضع خطط بشأن مدينة رفح.

ولبنان “المصلوب سياسيا” علّق نشاطه المعطّل أصلا ودخل بين عطلة العيدين، فلا شيىء قد تغيّر إلا عقارب الساعة، من دون أن يتقدم البلد ساعة واحدة إلى الأمام، ولن يتقدم فيه شيىء لا إقتصاديا ولا ماليا ولا صحيا ولاتربويا، سوى المزيد من الخضّات والمناكفات والتعطيل في كافة مرافقه ومواقعه .

والوضع الميداني الداخلي على حاله، والجهود عند المربع الأول، فالمسؤولون يُجرون جردة بالخسائر التي تقدمت بها الحكومة فهناك 316 شخصا إستشهدوا و909 جرحوا إضافة إلى إستشهاد أفراد من الطواقم الطبية والإستشفائية وأكثر من 90 ألف نازح لبناني والحاجات المطلوبة حتى نهاية حزيران نحو 72.4 مليون دولار، أما ما يتعلق بإعادة الإعمار وإحياء المناطق فهو بإنتظار إعداد جردة بها.

ويبقى السؤال هل تكون الإنتخابات البلدية هي البديل عن إجراء الإنتخابات الرئاسية؟ ولودريان يأمل بإعادة تحريك الدعوة لمؤتمر الدعم الذي كانت باريس قد دعت إليه في شهر شباط الفائت، أما الموفد الأميركي هوكستاين فحاليا هو مستنكف.

واللبنانيون بصورة خاصة تابعوا الموقف الذي سيصدر اليوم عن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وتحذير من إحتمال وقوع إبادة جماعية وموقف من قِبل باكستان نيابة عن 55 دولة من أصل 65 منضوية في منظمة التعاون الإسلامي، سيقرر حتمية حظر توريد السلاح إلى إسرائيل وسط كلام عن قيام أميركا بالتعويض على إسرائيل مقابل ما تحجبه دول العالم.

هذا وطالب حقوقيون بريطانيون بلادهم بوقف تصدير المساعدات إلى إسرائيل في أعقاب الجرائم التي ترتكبها، وقالوا: نذكر الحكومة البريطانية بواجباتها لتجنّب حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل.

  • تابعنا عبر