بقلم الكاتب صفوح منجّد
في الوقت الذي إرتفعت معه حدّة المواجهات سواء داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وفي عدة مناطق من جنوب لبنان، تصاعدت وتيرة نقل المرضى وغالبيتهم من الأطفال إلى المستشفيات والمستوصفات ومراكز العلاج في مدينة طرابلس وجوارها ومعظمهم من صغار السن، ومن المرضى الذين يعانون من أزمات صدرية وحالات إختناق.
وفي إتصالات مع الأطباء المعالجين تبين بصورة قاطعة بأن غالبية من تم نقله إلى العيادات تبين إستنشاقهم ل”السموم” الناتجة عن دخان المولدات الكهربائية المستخدمة من قِبل موزعي الطاقة الكهربائية، حيث تتوزع هذه المولدات على الطرقات وعند مداخل الأبنية السكنية، فإلى جانب الأصوات المزعجة التي تصدرها هذه المولدات وبسبب عدم صيانتها، إضافة إلى رداءة المازوت وبقية انواع المحروقات المغشوشة فإن إحتراق هذه المواد تنتج الدخان الكثيف المشبع بالملوثات المسرطنة، والتي تتسبب في بدايتها بحالات إختناق في حال إستمراره لعدة ساعات.
وتقول عوائل هؤلاء المصابين وغالبيتهم من الأطفال “إننا بتنا نطعم أطفالنا المواد السامة ونمدهم بالماء القاتل دون ان يرف للمسؤولين جفن أو تتحرك فيهم روح المسؤولية لوضع حد سريع لهذه السموم الفتّاكة ويتخلون عن “السمسرات التي يتلقونها” مقابل سكوتهم عن هذه الجرائم الموصوفة.
وتقول مصادر مطلعة أن مختلف الاسر والعائلات باتت تعاني من شتى أنواع السموم وتأثيرها السلبي والخطير على صحة الناس وبصورة خاصة الأطفال منهم في وقت باتت فيه مختلف الاسر والعائلات تعاني من إرتفاع أسعار المواد الطبية المستخدمة في معالجة المصابين أو فقدانها.
والمؤسف أن بشاعة هذه الممارسات تنتقل بأشكال متعددة لتطال إرتفاع أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية ومضاعفتها خلال ليلة وضحاها، لتُشعل جيوب الناس وعائلاتهم وتتسبب بأزمات جوع حادة وتدفع بسكان طرابلس والشمال إلى التفكير مليا بعملية شراء المواد الإستهلاكية وإختيار الأرخص منها، فهذه الأخيرة سجلت ولا تزال أرقاما فلكية تتسبب بإفراغ جيوب أرباب العائلات بمن فيهم متوسطي الحال، ودفع ذوي الدخل المحدود والعمال إلى المبيت هم وعائلاتهم من دون طعام، والإكتفاء بما قلّ سعره، فهذه المواد غابت عن الأسواق والمحلات في المناطق الشعبية.
وبعد، يحدثونك عن إنتخابات إلى بقية سلسلة الأماكن الشاغرة من مسؤوليها، وهي في الحقيقة أصبحت مجرد أماكن وزواريب لتأمين نفخ جيوب أصحاب الحظوة و”الشطّار” في كيفية الإستيلاء على أموال الناس.
إنتشال 6 جثث رهائن في غزة
ورئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول إثبات وجوده
جعجع يرفض تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم
أما على صعيد المواجهة على جبهات القتال مع العدو ففي غزة تم إنتشال جثث ست رهائن وقعوا في الأسر في السابع من تشرين الأول الفائت. وفي الضفة الغربية مقتل ثلاثة من الشرطة الإسرائيلية بإطلاق نار عليهم على حاجز، ومع الحدثين تصاعدت حدة المعارك، وذلك في محاولة من رئيس الحكومة الإسرائيلية للتعويض عن الخسائر، وليثبت للشارع الإسرائيلي انه ما زال يمسك بزمام الأمور.
اذا، الامور، مبدئيا، متجهة الى التصعيد، وبالتالي فان التوصل الى وقف لاطلاق النار اضحى اكثر صعوبة حتى لا نقول شبه مستحيل في هذه المرحلة على الاقل، وهو ما عبّر عنه نتنياهو، معلنا ان من يقتل الرهائن لا يريد الاتفاق، في حين اكدت حماس ان المسؤول عن موت الاسرى هو الاحتلال المصر على حرب الابادة.
أما في الجنوب، فالوضع على حاله ميدانيا او كلاميا. فوزير الدفاع الاسرائيلي واصل تهديداتِه، مؤكدا ان اسرائيل ستواصل ضرب حزب الله حتى تعيد سكان الشمال الى بيوتهم.
والوضع في الجنوب تطرق اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الكلمة المسهبة التي القاها بعد قداس الشهداء في معراب حيث جدد رفضه تفرد حزب الله بقرار الحرب والسلم داعيا الى وقف الحرب قبل ان تتحول حربا كبيرة.
أما في الملف الرئاسي فرفض جعجع المبادرة الجديدة- القديمة لبري، مطالبا بفتح ابواب مجلس النواب للانتخاب معتبرا ان الطريق الى قصر بعبدا لا تمر لا في حارة حريك ولا في عين التينة، لكن اكثر ما يلفت في الكلمة دعوة جعجع الى طاولة حوار فعلية في بعبدا بعد انتخاب رئيس تُبحث فيها كل الامور حتى تعديل الدستور.