
دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نهجه في فرض الرسوم الجمركية، مؤكداً خلال مقابلة موسعة أجرتها قناة “نيوز نيشن” حول أداء أول 100 يوم من ولايته الثانية، أن هذه السياسات تمنح الولايات المتحدة قوة تفاوضية في التجارة الدولية، رغم القلق المتزايد بشأن تداعياتها الاقتصادية.
وتصدّر الاقتصاد المشهد خلال اللقاء الصحفي الذي استضافه كريس كومو، بمشاركةٍ من بيل أوريلي وستيفن اي سميث وخبراء استراتيجيين سياسيين من كلا الحزبين.
وتواجه إدارة ترامب مخاوف من ركودٍ اقتصاديٍّ محتمل، بعد أن أظهر تقرير للربع الأول انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3%. وقد أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته “نيوز نيشن” بالتعاون مع “دي دي إتش كيو ” أن غالبيةً كبيرةً من الناخبين الأميركيين 82% قلقون من ركودٍ اقتصاديٍّ محتملٍ في ظل إدارة ترامب.
وقال ترامب، رداً على سؤالٍ حول التداعيات الاقتصادية المحتملة للرسوم الجمركية: “سأكون قادراً على إقناع الناس بمدى نجاح هذه السياسة. هذا ما فعلته بنا دول أخرى. لقد خدعتنا دول أخرى”.
وأقرّ الرئيس بأن الرسوم الجمركية قد تؤثر على فرص الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، لكنه أصرّ على أنه “مستعدٌّ ليكون الشخص المُلزم” بإجراء تغييرات دائمة في السياسة التجارية الأميركية.
وعندما سأله أوريلي عن ردود فعل سوق الأسهم على سياساته التجارية، رفض ترامب ذلك، قائلاً إن السوق “يمكنه الانتظار أسبوعين”، مؤكداً أن الدول الأخرى “بحاجة إلينا” أكثر من العكس.
وقال الرئيس: “نحن في موقع قوة كبير”، مستشهداً بالمفاوضات الجارية مع كوريا الجنوبية واليابان والهند.
وشدد ترامب مراراً على المرونة في نهجه تجاه الرسوم الجمركية، مشيراً إلى التعديلات التي أجراها بالفعل لمصنعي السيارات الذين أخبروه أنهم لا يستطيعون نقل جميع إنتاجهم إلى الولايات المتحدة.
كما نفى الرئيس بشدة أي خطط لخفض الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، قائلاً: “نحن لا نفعل أي شيء يُضر” بهذه البرامج. ومع ذلك، زعم أن العديد من المهاجرين في البلاد يستفيدون بشكل غير قانوني من برنامج الرعاية الطبية.
وتباينت آراء رجال الأعمال في الاجتماع. حيث أيد رائد الأعمال باتريك بيت ديفيد نهج ترامب تجاه الصين، محذرًا: “لا يمكننا أبدًا أن نتخلى عن مستوى جنون الارتياب تجاه الصين”.
وفي غضون ذلك، قال مقدم البودكاست مارك ميندنهال إنه مستعد لترك استراتيجيات الرئيس التجارية تُطبق رغم التقارير اليومية عن الآثار السلبية.
وعندما سُئل ترامب عن أكبر خطأ ارتكبه في أول 100 يوم من ولايته، أجاب بأنه “السؤال الأصعب” لأنه “لا أعتقد أنني ارتكبت أي أخطاء”.
وانضم وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن إلى قاعة المدينة، قائلاً إنه على الرغم من وجود أكثر من 800 حالة إصابة بالحصبة في البلاد، إلا أن الولايات المتحدة تُحسن التعامل مع المرض مقارنةً بالدول الأخرى. وتعرض كينيدي لانتقادات بسبب تصريحاته المتناقضة بشأن اللقاحات.
ويقول كينيدي إن هناك أمراضًا أخرى، إلى جانب الحصبة، تُشكل تهديدًا للشباب الأميركي.
وسأل سميث عن كيفية مساهمة إلغاء 20 ألف وظيفة في وكالته، فأجاب كينيدي بأنه سيتم تبسيط عمل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
ويقول كينيدي إن الأميركيين ازدادوا مرضًا بعد أن زادت إدارة بايدن من حجم الوكالة الفيدرالية بنسبة 38%. وبعد إلغاء الوظائف داخل الوكالة، قال كينيدي إن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية المُبسطة ستُركز على إنهاء مشكلة الأمراض المزمنة التي تُعاني منها البلاد.
من جهته انتقد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي جيمس كارفيل ادعاءات ترامب المتسرعة خلال الاجتماع العام، قائلاً إن الرئيس “يتحدث بسرعة 200 كلمة في الدقيقة مع هبات تصل إلى 350 كلمة في الدقيقة”. وأضاف كارفيل أيضاً أن ترامب تخلى عن مبادرة للانضمام إلى دول المحيط الهادئ التي كانت تتوحد اقتصادياً ضد الصين.
ودافع الخبير الاستراتيجي السابق لترامب، ستيف بانون، الذي ظهر عن بُعد، عن النهج الاقتصادي للرئيس، مجادلاً بأن الأميركيين من الطبقة المتوسطة سيستفيدون من مبادرات ترامب التجارية، متهماً الديمقراطيين بتلبية رغبات أصحاب المليارات.
وتوقعت رونا ماكدانييل، الرئيسة السابقة للجنة الوطنية الجمهورية، وحاكم نيو هامبشاير السابق كريس سونونو، أن ترامب سيرفع الضرائب في نهاية المطاف على أغنى الأميركيين لتخفيف العبء عن الطبقة المتوسطة التي دعمته في الانتخابات.
وقالت نينا تيرنر، المشرعة السابقة لولاية أوهايو، إن البعض يتطلع بفارغ الصبر إلى النتائج التي وعد بها ترامب.
وتشاجر النائب الأميركي جيك أوكينكلوس الديمقراطي من ماساتشوستس، والنائب الأميركي ريتش ماكورميك الجمهوري من جورجيا، حول تعامل ترامب مع الاقتصاد. وانتقد أوكينكلوس الإدارة بسبب التعريفات الجمركية واضطرابات سوق الأسهم بينما شجع ماكورميك الأميركيين على منح ترامب الوقت.