
الرابع من أيار تاريخ خاص للاحتفال بحرب النجوم استغله القائمون على الحسابات لتمرير رسائل الرئيس السياسية الهجومية. هذه الحسابات لا تتردد في السخرية الفجة أحياناً، مرفقة صورة للطالب الفلسطيني محمود خليل المعتقل بهدف ترحيله، بصورة ترامب يطل من نافذة بيع مطعم مكدونالدز ملوحاً بيده، مع تعليق مثل “وداعاً”.
بعد عبور أميركا والعالم حاجز المئة يوم من حكم ترامب، بات كل شيء متوقعاً من هذه الحسابات، حتى إعادة نشر صورة لترامب وضعها على حسابه في “تروث سوشال”، وهو في هيئة بابا الفاتيكان. ما بدأه الرئيس بمزحة عن أنه سيكون حَبراً أعظم ممتازاً، تحوّل بقدرة الذكاء الاصطناعي إلى صورة له مرتدياً الزي الديني المذهّب كاملاً وجالساً على الكرسي الرسولي.
الصورة أثارت موجة افتراضية من غضب رواد وسائل التواصل الذين اعتبروا أنها تهزأ من الرمز الكاثوليكي الأول في العالم من شخص ليس كاثوليكياً في الأصل، ولم يُعرف عنه تديّنه، فكيف بتبوئه منصب البابا. وهو غضب انسحب على المجمع الكاثوليكي في ولاية نيويورك، الذي قال عبر منصة “إكس” إن “لا شيء ذكياً أو مضحكاً في هذه الصورة، أيها السيد الرئيس. لقد دفنّا لتوّنا البابا المحبوب فرنسيس، والكرادلة على وشك الدخول إلى مجمعهم السري لانتخاب بابا جديد. لا تسخر منا”.
رئيس أساقفة نيويورك تيموثي دولان، ذو الموقف الودود من ترامب عادة، قال من روما إن الصورة “ليست جيدة وأتمنى ألا يكون له علاقة بها”، ووصفها بالإيطالية بأنها “بروتا فيغورا” brutta figura، بما معناه أنها تترك انطباعاً سيئاً ومحرجاً.
لكن لا شيء في روح حسابات البيت الأبيض يمكن أن يُحرج القائمين عليه وعلى رئيسه. لا “بروتا فيغورا” في عهد دونالد ترامب.