شعار ناشطون

ترامب وبن سلمان يفتتحان عصرا ذهبيا في المنطقة. إستقبال رسمي وشعبي في الرياض وترحيب من عون وسلام

17/05/25 08:20 am

<span dir="ltr">17/05/25 08:20 am</span>

 

(قراءة للكاتب صفوح منجد – الجزء الأول)

منذ لحظة إقلاع طائرته من واشنطن أمس الأول كانت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية وإلى المنطقة تحظى بإستنفار إعلامي غير إعتيادي في الداخل السعودي كما في الخارج، لكن الحدث لم يبدأ عند الهبوط، بل في الأجواء حيث وثّق مسؤول أميركي في الوفد المرافق تحليق طائرات حربية سعودية تواكب الطائرة الرئاسية الأميركية في مشهد إستعراضي وصفه البعض بأنه “إستقبال سعودي مهيب بالطائرات الحربية لفخامة الرئيس الأميركي ترامب وما أن لامست الطائرة أرض المطار حتى بدأت مراسم إستقبال غير مسبوقة: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقدم المستقبلين كاسرا بذلك الأعراف البروتوكولية، فوفقا للتقليد المتّبع في السعودية من يستقبل رؤساء الدول هو أمير المنطقة التي تهبط فيها طائراتهم، أو من ينوب عنه، بحضور مسؤولين رسميين لكن وبين المصافحات والإبتسامات ورسائل البروتوكول، سأل البعض: “ماذا يدور من أحاديث بين ترامب ومحمد بن سلطان؟”

وإستأثرت الزيارة بإهتمام عربي وعالمي كبير بإعتبارها مؤشرا على تحولات محتملة في المشهد الجيوسياسي لاسيما أنها جاءت في مستهل الولاية الثانية لترامب.

فالرئيس ترامب لقي ترحيبا حارا من قِبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مطار الملك خالد بالرياض الذي فُرِش “بالسجاد البنفسجي” قبل أن يحظى بإستقبال ملكي حافل في قصر اليمامة، حيث ترأس مع بن سلمان أعمال القمة السعودية- الأميركية ليختم نهاره الطويل مستمتعا بسحر الدرعية وجمالها الخلاب وشهد الزعيمان توقيع عدد من الإتفاقات المشتركة أبرزها وثيقة الشراكة الإقتصادية الإستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة فضلا عن صفقة مبيعات دفاعية وصفها البيت الأبيض: “الأكبر في التاريخ”.

وتلاحقت اللقاءات والإستقبالات وإطلاق بيانات الترحيب ما دفع المتابعين إلى القول “لبنان والمنطقة من كافة جوانبها إلى مختلف أنحائها لن تكون بعد (اليوم) كما كانت سابقا، فمواسم التحولات السياسية والإنمائية المتوقعة في أعقاب هذه الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، وما أجراه من محادثات مع الرؤساء العرب من كل الإتجاهات، وما اسفرت عنه من توقيع معاهدات وما تخللها من “هدايا” سياسية ووعود إلى جانب الصفقات السياسية والمالية والإقتصادية ومصالحات شملت بلدان المنطقة بإتجاهاتها المختلفة وأوضاعها وأحلامها وتذليل العقبات الأممية والعقوبات التي كانت قائمة قُبيل الزيارة “الميمونة” وتبددت بين ليلة وضحاها بفعل فاعل أو إثنين ضمن حملة قرارات تم إتخاذها وآراء جرى طرحها وخطوات مقبلة تم الإتفاق بشأنها بين أعضاء القمم التي شهدتها العاصمة السعودية أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض وغير المسبوقة تِبعاً لأهمية الموضوعات التي جرى بحثها والقرارات التي إتُخذت والآراء التي تم طرحها والخطوات المقبلة التي أعلن عنها وتباحث بشأنها القادة العرب من مختلف التوجهات أثناء إجتماعاتهم خلال القمم الخليجية التي تم عقدها في العاصمة السعودية والمحادثات والمشاورات المغلقة والمعلنة والتي إستمرت أوقاتا مطولة ولكنها كانت منتجة على مختلف الصعد وإستقطبت إهتمام العالم العربي والغربي أيضا إنطلاقا من المسألة السورية مرورا للأوضاع اللبنانية والخليجية والتوقف مرارا عند مفاصل الوضع السوري من خلال المحادثات الأميركية السورية برعاية المملكة، والتي إنضم إليها رجب طيب اردوغان ولاحقا عبر الهاتف قال خلالها ترامب “أن الشرع لديه فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي في سوريا، داعيا إياه للإنضمام إلى إتفاقات تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

كما طلب ترامب من الشرع مساعدة واشنطن في منع عودة تنظيم داعش وترحيل الفصائل الفلسطينية.

في المقابل طلب الرئيس السوري من ترامب دعوة الشركات الأميركية للإستثمار في قطاع النفط والغاز في سوريا، وجاءت القمة الخليجية – الأميركية غداة يوم شهد إبرام إتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات إذ وقعت الولايات المتحدة والسعودية مجموعة من الصفقات في مجالات الطاقة والذكاء الإصطناعي والأسلحة والتكنولوجيا.

وفي قطر أيضا أنهى رئيس وزراء حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة محادثات مطولة مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وفريق التفاوض الإسرائيلي.

كل ذلك على وقع إستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط عشرات الشهداء يوميا في ظل مساندة مستمرة من اليمن التي قامت قواتها المسلحة بقصف مطار بن غوريون للمرة الثانية مؤخرا. وفي المقابل قام العدو الإسرائيلي بقصف موانئها.

محليا عُقدت جلستا عمل في 24 ساعة، الأولى عقدها مجلس الوزراء في قصر بعبدا نتج عنها موافقة الحكومة على تعيين المهندس محمد قباني رئيسا لمجلس الإنماء والإعمار كما قرر المجلس وضع محافظ الشمال رمزي نهرا بتصرف وزير الداخلية وتمديد العمل لقوات اليونيفيل.

أما الجلسة الثانية فكانت تشريعية دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتُعقد لدرس وإقرار إقتراحات قوانين معجلة مكررة ومُدرجة على جدول الأعمال وعددها 83 بندا.

وتبعا للتطورات وما تم تظهيره من مواقف وإتفاقات فالوضع في لبنان ما قبل زيارة ترامب إلى المنطقة لن يكون أبدا كما قبلهان فالرئيس الأميركي الإستثنائي الذي يحمل “زلزال” أينما ذهب واينما حلّ، أتى إلى الشرق الأوسط مفجرا مفاجآت غير مرتقبة وقبل زيارة دونالد ترامب كان هناك كلام غامض مبهم عن الشرق الأوسط الجديد، أما ما بعد الزيارة فالكلام تبلور والصورة تظهّرت، ومحور الممانعة الذي إنتهى عسكريا كنتيجة لطوفان الاقصى إنتهى سياسيا وإستراتيجيا بُعيد زيارة ترامب، واصبحت إيران “ممنوعة” من الحصول على سلاح نووي وعليها وقف دعمها للحروب في المنطقة، والسعودية وسوريا ستدخلان عصر الإتفاقيات الإبراهيمية بالتوقيت المناسب لهما، اي إنهما ستدخلان عصر السلم والإستثمار والإزدهار، وهو ما تجلى في الإتفاقيات الإقتصادية غير المسبوقة بين السعودية وأميركا، أما في لبنان فالفرصة تأتي مرة في العمر وذلك للتخلص من سطوة “حزب الله” ليكون مزدهرا وليعيش في سلام مع جيرانه، كما قال ترامب في كلمته، فهل يتلقف لبنان فرصة العمر هذه ليعبر إلى الضفة الأخرى وليتخلص من أعوام الذل والتبعية والقهر؟

ترامب قال بصراحته الفجّة: يمكن للرئيس اللبناني جوزاف عون أن يبني دولة بعيدة عن حزب الله، والرئيس الأميركي لم يقل ما قاله إلآ لأنه يعرف أنه لا يمكن بناء دولة بقوتين وجيشين وبقرارين للحرب والسلم، وهو ما يلتقي مع ما يردده الرئيس عون في كلماته وخطبه إذ أنه يشدد دائما على حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.

 

 

تابعنا عبر