شعار ناشطون

تحريك مفاوضات الترسيم على وقع كاميرات اليونيفيل والقرار 1559

24/12/21 06:31 am

<span dir="ltr">24/12/21 06:31 am</span>

منير الربيع – المدن

ما أن غادر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لبنان، حتى برزت حادثتان: حادثة شقرا بين “الأهالي” ودورية من قوات الطوارئ الدولية. والثانية توجيه رؤساء جمهورية وحكومة سابقين مذكرة سياسية إلى الأمين العام، متضمنة عنوانين أساسيين: التزام بالقرارات الدولية، لا سيما القرار 1559 وإعلان بعبدا والتمسك باتفاق الطائف. والعنوان الثاني إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

ميقاتي لا يستفز حزب الله
اللافت في المذكرة أنها وُجهت في لقاء مباشر بين الرؤساء وغوتيريش على عشاء في منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي لم يُدرج اسمه بين أسماء الموقعين على هذه المذكرة، نظراً لموقعه كرئيس للحكومة، ويؤدي توقيعه إلى استفزاز حزب الله، خصوصاً في ما يتعلق بالقرار 1559.

وتشير المعلومات إلى أن الرؤساء عملوا على التحضير لهذه المذكرة لدى تبلغهم بموعد اللقاء مع غوتيريش. وحصل التنسيق يوم الإثنين الفائت. ولطالما حاول السنيورة الجمع بين رؤساء الجهورية والحكومة السابقين، لكن مساعيه لم تنجح إلا في مناسبة زيارة غوتيريش.

“أهالي” الجنوب يستفزون
وفي المقابل، لم يتأخر “أهالي” الجنوب في الردّ على زيارة غوتيريش، خصوصاً بعد زيارته الجنوب وتفقده قوات الطوارئ الدولية. وهو أطلق من هناك مواقف تزعج حزب الله: ضرورة احترام صلاحيات قوات اليونيفيل، والسماح لها بالوصول إلى المكان الذي تريده. وهذا يرفضه حزب الله بشدّة.

وكان مجلس الأمن قد فشل في إدخال أي تعديلات على صلاحيات اليونيفيل في الجنوب، للسماح لها بتوسيع هامش حركتها لتشمل شمال نهر الليطاني. ومنذ مدة برز توتر بين حزب الله وقوات اليونيفيل، بسبب سعيها لتركيب كاميرات وأجهزة حساسة والتزود بمعدات متطورة قادرة على رصد أي حركة نقل أسلحة. وهذا ما يرفضه الحزب رفضاً مطلقاً.

تركيب الكاميرات لن يمر
وبعيد ساعات على مغادرة غوتيريش للبنان، دخلت دورية منها إلى حي في بلدة شقرا، وقامت بعمليات تصوير، وفق ما يقول “الأهالي”، الذين رفضوا ذلك. وتقول مصادر متابعة وقريبة من حزب الله إن تلك القضية تنطوي على مخاطر كبرى. فقوات الطوارئ تعلم أن أي تحرك لها مرصود في تلك المنطقة، ولا يمكنها استفزاز حزب الله. وكان عليها التنسيق مع الجيش اللبناني.

وتقول المصادر: “ما حدث في بلدة شقرا رسالة اعتراضية واضحة على تركيب كاميرات مراقبة، يعتبرها حزب الله اعتداءً على الحرمات. المواجهة مع الطوارئ ليس سببها دخولها إلى منطقة من دون تنسيق مع الجيش والتقاطها الصور، بل إن الرسالة أبعد من ذلك: تركيب الكاميرات لن يمر.

عودة إلى ترسيم الحدود
ولم يغب غوتيريش عن ضرورة ترسيم الحدود وإنجازه. ونشاط اليونيفيل وتحركها، وطروحات الأمين العام السياسية متقاطعة ومتزامنة، وسياقها متكامل: من ترسيم الحدود، إلى تطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرار 1701، أو ضبط الحدود والمعابر والكف عن التدخل في الدول العربية، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في الجنوب.

ومن الواضح أن المدخل الأساسي لتحقيق هذه المسائل ينطلق من إنجاز ترسيم الحدود، الذي قد يتحرك في الأيام المقبلة. فهناك معلومات تشير إلى زيارة المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في الشهر المقبل، للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث في إمكان الانتهاء من عملية الترسيم. الأميركيون يبحثون في هذه المرحلة عن توافق بين القوى اللبنانية على موقف موحد لإنجاز عملية الترسيم. والسفيرة الأميركية في بيروت قد تعقد لقاءات لتأمين الموقف اللبناني الموحد، الذي على أساسه يحدد موعد زيارة هوكشتاين.

تابعنا عبر