كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
يشهد قطاع التمريض في لبنان تدهورًا مقلقًا ينعكس سلبًا على النظام الصحي برمته. فقد باتت هذه المهنة الحيوية تواجه تحديات متزايدة، منها نقص في أعداد الممرضين، وضعف في التدريب والتأهيل، إلى جانب الأجور المتدنية وظروف العمل القاسية. تتفاقم هذه المشكلات وسط أزمة اقتصادية خانقة تهدد استقرار القطاع الصحي وتضع ضغوطًا كبيرة على العاملين فيه. في هذا السياق، تتجلى الحاجة إلى تدخلات عاجلة من قبل الحكومة والمؤسسات الصحية لتحسين أوضاع الممرضين والممرضات، الذين يشكلون العمود الفقري للرعاية الصحية في البلاد.
هل يكمن الحل في إنشاء اتحاد للعاملين في الرعاية الصحية المنزلية كخطوة حاسمة لتحسين أوضاع الممرضين والممرضات؟
دكتور محمد خير الجمّال
تعتبر فكرة إنشاء اتحاد للعاملين في الرعاية الصحية المنزلية خطوة استراتيجية يمكن أن تحدث تحولاً إيجابياً في قطاع التمريض في لبنان. من خلال معالجة القضايا الجوهرية مثل الأجور وظروف العمل، وتعزيز التدريب والتطوير المهني، يمكن للاتحاد أن يلعب دوراً أساسياً في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقديم بيئة عمل أكثر استقراراً واحترافية للممرضين والممرضات.
السؤال الأول- ما هي العوامل الرئيسية التي تساهم في تدهور الأوضاع في قطاع التمريض؟ هل هناك نقص في الأعداد، ضعف في التدريب، أم مشكلات أخرى
الجواب:
قطاع التمريض في لبنان يعاني من تدهور كبير نتيجة عدة عوامل متداخلة:
1. نقص حاد في الأعداد: الهجرة المتزايدة وعدم استبدال المستقيلين، وقلة الإقبال على دراسة التمريض.
2. ضعف التدريب والتطوير: برامج تدريبية غير كافية وغياب التطوير المهني المستمر.
3. ظروف عمل صعبة: ساعات عمل طويلة، أعباء عمل كبيرة، ونقص في الموارد.
4. الأجور المتدنية: أجور لا تتناسب مع الجهد المبذول، وتآكل قيمة الأجور بسبب التضخم.
5. غياب الاستقرار الوظيفي: عقود مؤقتة وغياب الحوافز.
6. الأزمة الاقتصادية: انخفاض ميزانيات القطاع وصعوبة تأمين المستلزمات الطبية.
إجراءات التحسين تشمل زيادة الاستثمارات، تحسين ظروف العمل، زيادة الرواتب، تطوير البرامج التدريبية، وتوفير برامج التطوير المهني.
السؤال الثاني – كيف يمكن أن يساهم إنشاء اتحاد العاملين في الرعاية الصحية المنزلية في تحسين أوضاع الممرضين والممرضات؟ ما هي الأهداف الرئيسية التي يسعى الاتحاد لتحقيقها؟
الجواب: إنشاء اتحاد للممرضين العاملين في الرعاية الصحية المنزلية يعد خطوة مهمة لتحسين أوضاعهم من خلال:
• التفاوض الجماعي: التفاوض لتحسين الأجور وظروف العمل.
• حماية الحقوق: الدفاع عن حقوق الأعضاء وتقديم الدعم القانوني.
• التطوير المهني: تنظيم دورات تدريبية وورش عمل.
• التأثير على السياسات الصحية: المشاركة في وضع السياسات لتحسين الرعاية الصحية.
• التواصل والتضامن: تعزيز الروابط بين الأعضاء من خلال الاجتماعات والفعاليات.
التشاور مع الممرضين ضروري لضمان تحديد احتياجاتهم، زيادة وعيهم، وتعزيز الانتماء لضمان استدامة الاتحاد. يتوقع أن يكون رد فعلهم إيجابيًا نظرًا للتحديات التي يواجهونها مثل ضعف الأجور وظروف العمل الصعبة.
لتحقيق هذه الأهداف، يتطلب الاتحاد خطوات مدروسة تشمل التأسيس، التسجيل القانوني، والتطوير المستمر، مع خطة زمنية مقترحة للتنفيذ.
السؤال الثالث – ما هو دور الحكومة والمؤسسات الصحية في معالجة هذه المشكلات؟ هل هناك إجراءات فعلية تُتخذ لتحسين الوضع؟
الجواب: دور الحكومة:
• وضع سياسات صحية شاملة لتحسين ظروف قطاع التمريض.
• زيادة التمويل لقطاع الصحة وتخصيص ميزانيات كافية للتمريض.
• تطوير البرامج التدريبية للممرضين وتوفير الحماية الاجتماعية.
• تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الخاص لتطوير قطاع الصحة.
دور المؤسسات الصحية:
• تحسين ظروف عمل الممرضين، بما في ذلك تقليل ساعات العمل وتوفير بيئة آمنة.
• توفير برامج تدريب مستمرة وتشجيع مشاركة الممرضين في اتخاذ القرارات.
• تقديم حوافز مثل الترقيات والمكافآت للممرضين المتميزين.
الإجراءات الفعلية المتخذة:
• لا توجد إجراءات كافية لتحسين الوضع، باستثناء بعض الجهود الفردية من المؤسسات الصحية والممرضين.
الأستاذ وليد أحمد ملص
السؤال الأول: كيف يمكن للمجتمع والمستشفيات دعم جهود إنشاء هذا الاتحاد؟
الجواب: “يمكن للمجتمع والمستشفيات دعم جهود إنشاء الاتحاد من خلال التعاون الفعّال وتوفير الموارد اللازمة. المستشفيات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تسهيل عملية تأسيس الاتحاد عبر الاعتراف بأهمية وجود منظمة تمثل العاملين وتقديم الدعم اللوجستي. أما المجتمع، فيمكنه المساهمة في رفع الوعي حول القضايا التي تواجه الممرضين من خلال الحملات الإعلامية والمبادرات التوعوية. دعم القطاع الصحي العام والخاص في هذه المبادرات سيسهم بشكل كبير في تعزيز الجهود الرامية إلى تحسين ظروف العمل في هذا المجال.”
السؤال الثاني: كيف يمكن للاتحاد أن يبتكر في طرق تقديم الدعم والرعاية للممرضين في ظل الأزمات الصحية العالمية؟
الجواب:
يمكن للاتحاد ابتكار طرق دعم ورعاية الممرضين من خلال تبني حلول تقنية مبتكرة مثل منصات الدعم الرقمي التي توفر استشارات نفسية وتعليمية عن بُعد. إضافةً إلى ذلك، يمكن إنشاء برامج تواصل افتراضية لدعم التفاعل وتبادل الخبرات بين الممرضين خلال الأزمات. كما يمكن وضع استراتيجيات مرنة لضمان توفير مستلزمات الحماية والتدريب الملائم للتعامل مع حالات الطوارئ.
السؤال الثالث: كيف يمكن للاتحاد استخدام البيانات والتحليلات لتحسين استراتيجياته وتعزيز دوره في تحسين أوضاع الممرضين؟
الجواب:
يمكن للاتحاد استخدام البيانات والتحليلات من خلال:
1. جمع بيانات أداء: تحليل بيانات حول ظروف العمل، الرواتب، ومستوى رضا الممرضين لتحديد مجالات التحسين.
2. تقييم الأثر: قياس تأثير المبادرات المختلفة التي ينفذها الاتحاد على تحسين ظروف العمل ومستوى الدعم المقدم.
3. تطوير استراتيجيات: استخدام التحليلات لتطوير استراتيجيات موجهة لمعالجة القضايا المحددة وتقديم توصيات مبنية على بيانات واقعية.
كلمة أخيرة من موقع “ناشطون” إلى الممرضين والممرضات
إلى جميع الممرضين والممرضات، أنتم العمود الفقري للنظام الصحي وتستحقون التقدير والاحترام لجهودكم المتواصلة وتفانيكم في تقديم الرعاية. إن التحديات التي تواجهونها ليست سهلة، ولكن من خلال العمل الجماعي والدعم المتبادل، يمكنكم تحقيق تغييرات إيجابية تعزز من ظروف عملكم وتدعمكم في تقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى. تذكروا دائماً أن عملكم يحدث فرقاً كبيراً في حياة الكثيرين، وأن اتحادكم هو خطوة نحو تعزيز حقوقكم وتحسين وضعكم.