ليلى دندشي
إستذكر رئيس رابطة الجامعيّين في الشمال غسان الحسامي الدور الذي قامت به الرابطة إنطلاقا من مركزها في طرابلس على صعيد مواكبة القضايا الجامعية لاسيما ما يتعلق منها بالجامعة اللبنانية قبل وبعد تفريعها لتلبي حاجات طلاب المناطق والتخفيف عنهم من صعوبة التنقل اليومي بين مناطقهم السكنية والعاصمة أو تعذّر إمكانية الإقامة في بيروت.
وقال في لقاء ضمه مع عدد من الطلاب الجامعيين شارحا الدور الذي لعبته الرابطة تربويا وإجتماعيا وإقتصاديا إضافة إلى دورها الوطني خلال الفترة التي عرفت ب” حرب السنتين”: في العام 1964 وتحت شعار “لنؤسس رابطة حتى تكون لنا جامعة” تأسّست “رابطة الجامعيّين في الشمال” ونالت العلم والخبر آنذاك.
وتابع: منذ ذلك التاريخ بدأت مسيرة النضال مع أول هيئة إداريّة تأسيسيّة للرابطة برئاسة الدكتور حسن المنلا في سبيل تحقيقها والتي شكّلت “لوبي ضاغط” بوجه كافة أركان الدولة ولا سيّما إدارة الجامعة اللبنانيّة التي كانت تدافع عن مركزيتها الجاحدة بحق إنشاء فروع لها خارج بيروت.
وقال: في سنوات “الحرب اللبنانية المفتعلة” 1975 – 1976 وبسبّب تعذر تنقّل الطلاب والأساتذة بين المناطق مما حال دون الإلتحاق بجامعاتهم، وجدت الحكومة اللبنانية نفسها مضطرة لإنشاء فروع “للجامعة اللبنانيّة”، إلا أنها كانت تريد إنشاء فروع في بيروت “الشرقيّة” فقط، وليس في كل المحافظات، فضلا عن القرار الذي أصدره رئيس “الجامعة اللبنانيّة” آنذاك الدكتور بطرس ديب، الهادف إلى دعوة الطلاب الذين يرغبون بالإلتحاق في الفروع أن يقوموا بتسجيل أسمائهم، ممّا دفع “رابطة الجامعيّين في الشمال” إلى التحرك بقوّة أكثر باتجاه تأسيس فروع للجامعة اللبنانيّة في الشمال.
واردف قائلا: بعد سلسلة من العمل الدؤوب والمتابعة والإجتماعات مع الرئيس ديب، كانت مبادرة من “رابطة الجامعيّين في الشمال” قضت إلى تسجيل أسماء الطلاب وتهيئة ملفاتهم واستيفاء الرسوم منهم، وقد تولى الزميل محمد سلطان المهمة، ثم تشكل وفد ذهب لزيارة رئيس الجامعة في منزله في بيروت، مع أركان من “التجمع الوطنيّ للعمل الإجتماعيّ” حيث كانت “رابطة الجامعيّين في الشمال” أحد المشاركين في تأسيسه، وضمّ الوفد كل من السّادة: د.حسن المنلا، أمين الرافعي، حسين الضناوي، رشيد جمالي، د.رياض بيضون، د. عبّاس علم الدين.
وتابع: عندما تم تقدّيم ملفات الطلاّب الى الرئيس ديب، مع شهاداتهم والإيصالات بالرسوم صُعق الدكتور ديب وصرخ “ماذا فعلت يا حسن؟” (المقصود د.حسن المنلا)، وأضاف كل ما في الأمر أني رغبتُ بإجراء عمل إحصائيّ لطلاب المحافظات لأنه لم تقم للآن فروع للجامعة اللبنانيّة سوى في بيروت الشرقيّة فقط.
أضاف: في هذه الأثناء كانت لجنة مصغّرة تتألف من الدكاترة: عبّاس علم الدين، حسن المنلا، رياض بيضون، وأندره نحّاس، تجتمع كل ليلة في منزل الدكتور علم الدين في منزله الكائن بمدينة المينا – طرابلس، (وهو المبنى الذي اشتراه مؤخراً الرئيس نجيب ميقاتي)، حيث كانوا يعملون على متابعة التحضيرات لتأسيس الجامعة، حتى أسفرت تلك المساعي بعد حين عن تسليمهم بعض الثكنات العائدة للجيش اللبنانيّ في منطقة القبة بغية تأمين حاجات الفروع النظريّة من آداب وحقوق وعلوم اجتماعيّة بالإضافة لكليّتيّ الهندسة وإدارة الأعمال. وهنا لا بد من التنويه بالجهد المميّز للدكاترة سيف الدين ضنّاوي، عبدالله دبّوسي، نصرالله نصرالله، كنعان حولا، وغيرهم على صعيد تحقيق إنجاز كليّة العلوم.
أما بالنسبة لكليّة الهندسة يضيف: الأمر المميّز كان في إقامة الفرع الأول لها في منطقة الشمال على صعيد الجمهوريّة اللبنانيّة. وأصبح الدكتور عطا جبّور عميداً لكليّة الهندسة في لبنان، ثم رئيساً للجامعة اللبنانيّة. ولا بد أيضاً من كلمة تنويه بما قام به من جهود، وكذلك الإداريّة الناجحة أندريه نحّاس التي ساعدت كثيراً على صعيد المعاملات المعقدة المطلوبة.
ويتابع: أما بالنسبة للدكتور عبّاس علم الدين فغنيٌ عن القول أنه لولاه لما تحقّق هذا الإنجاز الهام، والتنويه أيضاً “بمجلس رؤساء الأقسام” الذي تولى رئاسته الدكتور عبّاس علم الدين وما بذلوه من مهام تأسيسيّة وأكاديميّة للفروع، وقد ضم ذلك المجلس كل من الدكاترة: عبدالمجيد نعنعي، معن زيادة، أنطوان نعّوم، اسكندر مكربل، كنعان حولا، وحسن المنلا.
وقال: أما عن مساهمة القضاة في فروع الجامعة اللبنانيّة فإن الأمر لا يقتصر على أعمال التدريس وإلقاء المحاضرات فحسب، إنما شملت كل النضالات التي أدّت الى قيام هذه الفروع على أفضل وأرقى المستويات وبصورة خاصة، الى فرض احترام القوانين، في ظل التسيّب الذي أفرزته الحرب، ولذلك فإن فروع كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة في الشمال أصبح باعتراف الجميع أفضل فرع تُدرّس فيه هذه المواد في كل لبنان.
وأذكر هنا القضاة: وليد غمرة، طارق زيادة، محمد علي عويضة، يحيى مولوي وسعيد عدرة. ولا بدّ من الإشارة الى أن الرؤساء غمرة وزيادة وعويضة تولوا لاحقاً أعلى المناصب القضائيّة في لبنان.
و الأول من نيسان عام 1976 كان تاريخ أولى المحاضرات التي القاها الدكتور حسن المنلا في فروع الجامعة اللبنانيّة في الشمال، إيذاناً بانطلاق هذه المؤسّسة.
وقال: وهكذا تكون “رابطة الجامعيّين في الشمال” قد ساهمت بتأسيس فروع “الجامعة اللبنانيّة في الشمال”، وبالتالي عالجت مشكلة كبيرة ناتجة عن تعذر ومشقة انتقال الطلاب والأساتذة الى بيروت.وعقب مطلع القرن الـ 21 وتحديداً في العام 2000 بدأت مسيرة جديدة من النضال تقودها نخبة جديدة من الغيارى هي “لجنة المتابعة” وضمّت ممثلين عن نقابات المهن الحرّة في الشمال، ورابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانيّة، وممثلين عن مجالس الأساتذة والطلبة في الفروع الشماليّة، وممثلين عن الجمعيّات الأهليّة: الرابطة الثقافيّة ، رابطة الجامعيّين في الشمال ،المجلس الثقافيّ للبنان الشماليّ… والتي انبثق عنها مكتب تنفيذيّ قوامه: المرحوم د. مصباح الصمد، د. علي العلي، د.طلال خوجة، د. مصطفى الحلوة، والمرحوم المهندس رشيد الجمالي. كافحوا باصرار وجهاد لنحو 17 سنة في سبيل تحقيق “البناء الجامعيّ الموّحد في الشمال”، والذي اصبح اسمه “مجمّع الرئيس ميشال سليمان الجامعي”، حيث أبصر الكليّات التالية: (الهندسة – الفنون والعمارة – والعلوم) قد انطلقت فيه الدراسة للعام الجامعيّ 2018- 2019، وعلى أمل أن يتكامل هذا المشروع فصولاً بكلياته الباقية.
أما عن الدور الحالي والمستقبلي للجامعة الوطنية وما تعانيه إدارة وفروعا وأساتذة وطلابا يختم الحسامي فيقول: إزاء ما يجري من غبن واهمال وتخل وحقوق في “الجامعة اللبنانيّة” جامعة كل الوطن، وما يُهدد مصيرها عبر استهدافها المتتالي والسافر في ظل غياب أيّ مبادرة وطنيّة تنقذها وتصون حقوق أساتذتها وطلابها من كارثة قد لا تحمد عقباها، فانني، باسمي وباسم رابطة الجامعيّين في الشمال” اناشد كافة المعنيّين، إلى المبادرة فوراً لإنقاذ “الجامعة الوطنية” والدفاع عنها باخلاص، لأن اقفالها لا سمح الله سوف تنجم عنه كارثة حقيقيّة تهدّد أمن الوطن والمجتمع اللبنانيّ برمّته، وقد أردناها صرخة حق مدوية نطلقها إلى كل لبنان.