كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
خسر رامي ويزاني والده جهاد الأربعيني جراء وقوعه في شباك عصابة منظمة، تستدرج الناس الى حورتعلا وتسرقهم، فيما أصيب شقيقه حسن اصابة بليغة في قدمه، ليقول رامي عن العصابة: “الشاطر من ينجو منهم”.
وفي تفاصيل الجريمة، كان جهاد ينوي شراء سيارة لا أكثر، إنتقاها عبر تطبيق olx، ولم يكن وارداً في أن تحوّل العصابة هذه التطبيقات لتكون فخاً للايقاع بالناس وسرقتهم بطريقة “مبتكرة”، فهو كغيره يدرك أن هذه التطبيقات اشبه بسوق مفتوح على تجارة نشطت مؤخراً بفعل الازمة، وباتت مواقع بيع السيارات تفرّخ كالفطر، فاتخذ منها قطاع الطرق والعصابات المسلحة موطئ قدم لهم لسرقة الناس، عبر استدراجهم ثم قتلهم كما حصل مع جهاد.
قصد الشاب الجنوبي ابن بلدة شقرا الجنوبية، حورتعلا مكان شراء السيارة مع ولديه حسن ورامي، حمل في جعبته 30 مليون ليرة ثمنها، بعد ان كانت العصابة قد خفّضت سعر السيارة من 40 الى 30 مليون ليرة، كنوع من الاغراء المبطن، بحسب ما اشار خال الضحية عباس ويزاني الذي أكد أن “جهاد مات بسلاح متفلت وتجّار الأرواح”، معلناً أن “دم جهاد لن يذهب هدراً، ولن نسكت حتى معاقبة المجرمين، الذين قتلوا جهاد بدم بارد”.
“لن يبرد قلبي قبل أن أرى من قتل أبي، يعاقب، ومن أصاب أخي ينزل به اشد العقاب”، يقول رامي الشاهد الحي على الجريمة.
وخلال الطريق كان رامي يشعر بأن مكروهاً سيحصل. نصح والده بالعودة، “لكنه رفض وقال لي: ما تخاف، لكن الخوف بدأ يتسلل الى قلبي بعد أن غيّر المجرمون مكان تسليمنا السيارة، وطلبوا ان نتجاوز حاجز الجيش بحجة السيارة “أنقاض”، وهنا بدأ القلق يزداد، وما أن تقدمنا حتى باغتونا بالرصاص، أصيب شقيقي في قدمه وأبي في ظهره، مات والدي في حضني، ولم أعرف كيف أقود السيارة، كان الرصاص كالمطر، والجيش لم يحرك ساكناً، قتل والدي على مرأى من عناصر الجيش ولم يدافعوا عنا”.
يبكي رامي بحرقة مأساته. ولم يعرف شقيقه بعد بوفاة والده، وهو ما زال تحت تأثير الصدمة، وسط مطالبة العائلة بإنزال اشد العقوبة بمن دمر حياة جهاد وشتت شمل عائلته. ويدعو عباس ويزاني عشائر بعلبك للوقوف الى جانبهم والعمل على تسليم المجرمين، ويؤكدون أنهم “لن يتراجعوا عن المطالبة بحقهم والاقتصاص من الفاعلين”.
تفتح جريمة جهاد ملف السلاح المتفلت بيد عصابات السرقة والنهب، ودور الأجهزة الأمنية في تعقب هذه العصابات التي تسرح وتمرح وتغتصب مال المواطنين، الذين يلهثون خلف سيارة رخيصة الثمن فـ”يأكلون الضرب”، فلا يطالون لا السيارة ولا يحافظون على مدخراتهم. لم تفلح كل النصائح التي وجهت لجهاد بـ”لا ما تروح، شو بدك بهيدي السيارة”، كان متشبثاً برأيه على اعتبار انه عثر على “سيارة لقطة” وبسعر “مغر”، غير انه سقط ضحية على مذبح لقمة العيش، “كان يتاجر بالسيارات لاجل لقمة العيش، فالظروف المعيشية دفعته ليعمل بها، كان يشتري ويبيع، غير ان تلك الصفقة كانت الاخيرة، والتي تركتنا في حزن عميق”، بحسب عباس الذي يقلقه أن “تطبيقات بيع السيارات تنشط، فالمجرمون يتخذونها مصيدة، والناس يأكلون الضرب، خسرنا جهاد بسببها، ما يدل أننا في زمن متفلت وفي زمن اللادولة والامن المتفلت، وهذا يستدعي التحرك”.
ووفق المعلومات فإن عملية توقيفات كبيرة قامت بها القوى الامنية في المنطقة وان عدداً كبيراً من المتهمين اوقفوا. ولكن ما يقلق العائلة ان يصار الى اطلاق سراحهم وعدم الاقتصاص منهم تحت حجج واهية.