حول أزمة النزوح ومواجهتها بروحيّة وطنيّة لبنانية جامعة
إن “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي “- وهو أحد المنتديات الفكريّة الحوارية حديثة العهد ، إذ ندب نفسه لخدمة قضية الإنسان وقضايا مجتمعنا اللبناني ، عبورًا إلى دولة المواطنية الحقّة – يهمُّهُ في ظل الأوضاع المتردّية، بل المصيرية الوجوديّة ، التي يُقاسي لبنان ويلاتها ، وأبرز عناوينها اليوم أزمة النزوح ، التي يشهدها منذ نهاية أيلول وحتى يومنا هذا ، أن يتوقف عند الرؤى الآتية :
أولاً – إنّ موجات النزوح القسري لأهلنا ، من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ، التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها ، عبر مختلف محطات الصراع مع العدوّ الإسرائيلي ، قد فاقت قُدرة الدولة على مواجهتها ، بالشكل المطلوب، نظرًا لأوضاعها المالية المتدهورة ، والقصور في أداء الكثير من إداراتها المتهالكة .
ثانيًا – لقد كان لقوى المجتمع الأهلي ، في جميع المناطق التي نزح إليها أهلُنا ، أن تهبَّ ، بكل إمكاناتها ، لاستيعاب موجات النزوح المتتالية ، معوِّضةً بعضًا من نقص قدرات الدولة ، في هذا المجال .
ثالثًا – إن “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي” يُثمِّن عاليًا مبادرات المجتمع الأهلي والمدني وسائر الشرائح المجتمعية ، التي جسّدت أصالة اللبنانيين ، لاسيما وقت الشِدَّة والأزمات ، فكان ذلك الاحتضان الرائع لأهلنا النازحين قسرًا ، من ممتلكاتهم وأرزاقهم . وقد كان اطِّراحٌ لكل الخلافات والتباينات ، مهما كان نوعُها وطبيعتها ، إذْ الأولويّة راهنًا لتعاضُد اللبنانيين مع بعضهم البعض ، وتغليب الوحدة الوطنية على ما عداها .
رابعًا – إن “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي” ، يدعو اللبنانيين جميعًا، الذين أظهروا تعاضداً مميزاً بإزاء المأساة التي يعيشها لبنان حالياً، أن يأخذوا الدروس والعبر من تعاضدهم هذا لينسحب على أوجه التباين السياسي الذي طال أمده. فيكون تشبُّثٌهم بالعيش الوطني الواحد، بما يُوفِّر العبور إلى لبنان الدولة، عبر إعادة الحياة الدستورية وانتظام الحياة السياسية ، وعودة المؤسسات العامة إلى ممارسة دورها الطبيعي.
بيان صادر عن “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي
14/11/24 02:57 pm