تبدأ من اليوم الحساسية الموسمية بالانتشار مع تغيير المناخ وبداية موسم الربيع. قد لا تكون أعراضها خطيرة، إلا أنها مزعجة وتؤثر في نمط الحياة وقد تسبب الإحراج عندما تزيد عن الحدود الطبيعية. كما أن أعراض الحساسية الموسمية في الأنف تتشابه إلى حد كبير مع أعراض الرشح بحيث تكون هناك صعوبة في التمييز بينهما في كثير من الأحيان، ما يزيد بالتالي من صعوبة السيطرة عليها. وفق ما توضحه الطبيبة الإختصاصية في أمراض الأنف والأذن والحنجرة في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق الدكتورة رنا بركه هناك عوامل معينة يمكن أن تساعد على التمييز بينهما وبالتالي معالجة الحساسية في الوقت المناسب.
ما هي الحساسية الموسمية في الأنف؟
الحساسية الموسمية في الأنف هي من أنواع الالتهاب في الغشاء الداخلي في الأنف وتحصل عند التعرض إلى مسببات الحساسية. يؤدي ذلك إلى التهاب في الغشاء الداخلي في الجيوب الأنفية وتنتج منها أعراض معينة قد تتشابه مع أعراض الرشح.
ما هي أعراض الحساسية الموسمية في الأنف؟
أبرز الأعراض التي يمكن مواجهتها هي سيلان الأنف والحكاك فيه والاحتقان. وعلى الرغم من أنها تتشابه مع أعراض الرشح العادي، تميز بركه بينهما مشيرةً إلى أن أعراض الموسمية لا تتطور، كما يحصل في حال الإصابة بالرشح، فلا يحصل لاحقاً ارتفاع في الحرارة أو سعال أو زيادة في الإفرازات المخاطية في الأنف وسماكة فيها وتغيير في لونها. كما أن من يعانيها لا يشعر بعد أيام بوجع في الوجه أو ثقل.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الحساسية الموسمية؟
ترتبط أهم المسببات بالتعرض إلى العوامل المسببة للحساسية مع ضرورة التوضيح أن التعرض لها للمرة الأولى لا يسبب ردة فعل حساسية، بل يفرز الجسم عندها أجساماً ضدية تُحفظ في ذاكرة الجهاز المناعي في الجسم وعند التعرض للعوامل المسببة للحساسية مرة ثانية يتعرف جهاز المناعة إليها ويتعامل مع العامل المسبب على أنه دخيل فتحصل ردة فعل حساساية وتنتج مادة الهيستامين التي تتجمع في غشاء الأنف فتسبب هذه الأعراض. وهذا ما يفسر أن الأدوية المضادة للحساسية التي توصف هي من مضادات الهيستامين. وتشير بركه إلى انه بالإضافة إلى التعرض للعوامل المسببة في المحيط، ثمة عوامل جينية تلعب دوراً فتساهم في زيادة الاستعداد لدى البعض للإصابة بالحساسية. إلا أن الدراسات ليست حاسمة في هذا الموضوع حول دور العامل الوراثي في الإصابة بالحساسية الموسمية في الأنف.
وبحسب ما توضح بركه، يمكن أن تبدأ أعراض الحساسية في أي عمر كان وقد تبدأ قوية وتخف مع التقدم بالعمر أو العكس صحيح.
هذا، مع الإشارة إلى أن البعض يعاني الحساسية في الأنف طوال أيام السنة وقد تكون ناتجة من التعرض للغبار ووبر الحيوانات وعوامل أخرى، لكن الحساسية الموسمية في الأنف تظهر مع تغيير المناخ بشكل خاص على أثر التعرض إلى لقاح الأزهار كمسبب للحساسية. من المهم أن يدرك من يعاني الحساسية العوامل المسببة حتى يحرص على الوقاية كما أن إجراء الفحص يساعد على التشخيص.
كيف تشخص حالة الحساسية؟
تشخص حالة الحساسية بفحص يجرى في الجلد أو في الدم. ففي فحص الجلد هناك عدة معينة فيها عينات من مسببات حساسية عديدة هي من أنواع الأعشاب الأكثر شيوعاً. توضع على الجلد وتراقب أي ردة فعل حساسية. أما فحص الدم فيكشف الأجسام الضدية. إنما في كل الحالات من الممكن المعالجة من دون تشخيص حتى.
ما هو العلاج الذي قد يوصف لمن يعاني الحساسية الموسمية في الأنف؟
قد يوصف العلاج المناعي ويتبع خلال أشهر عدة تعطى فيه عينات من العوامل المسببة بشكل تدريجي وبجرعات صغيرة وقد يكفي الفحص العيادي والأعراض التي يعانيها المريض في تحديد المشكلة ووصف العلاج على أساسها. فإذا كانت الأعراض تقتصر على أعراض الأنف وهي أقرب إلى الاحتقان في الأنف والسيلان والحكاك، يكفي العلاج ببخاخ الأنف والماء والملح لغسله. هذا ما يساعد على الحد من الاحتقان وضبط الأعراض والسيطرة على حالة الالتهاب في الغشاء، خصوصاً أن البخاخ يحتوي على الكورتيزون. مع الإشارة إلى أن بخاخ الأنف يجب أن يستخدم بالشكل الصحيح يومياً وبانتظام للاستفادة، فتظهر فاعليته بعد أسبوعين، على أن تتم استشارة الطبيب أولاً. أما إذا لم يكن هذا كافياً وترافق الأعراض مع حريق في العيون وغيرها من الأعراض فتوصف الأدوية المضادة للهيستامين، بناء على التوصيات.
ما هي الخطوات الوقائية التي قد تساعد على الحد من أعراض الحساسية الموسمية؟
– الوقاية باستخدام الماء والملح لغسل الأنف من اللقاح.
– عدم الخروج في الأيام التي يزيد فيها الغبار والتلوث أو استخدام الكمامة في حال الخروج.
– إقفال النوافذ والأبواب في الأيام التي يزيد فيها الغبار.
– حماية العينين بالنظارات الشمسية.
– غسل الثياب والاستحمام عند العودة إلى المنزل في أيام الربيع.
ما هي المضاعفات التي يمكن التعرض لها بسبب الحساسية؟
يمكن أن تحصل مضاعفات على أثر التعرض للحساسية وأبرزها التهابات الجيوب الأنفية وانسداد الأنف واللحمية ومشكلات الأذنين ومن الضروري معالجتها في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة حتى لا يزيد الوضع سوءاً.
كارين اليان – النهار العربي