
في ليلة الميلاد، يجترح الوطن الصغير فرحاً ليس هو بفرح، وعيداً ليس هو بعيد، وأملاً مثخناً بالألم.
يتمسك اللبنانيون رغم الصعوبات والخيبات بالإحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وهم يدركون ان العيد، كما كل الأعياد، ممنوع من الدخول الى بيوتهم، وان قدرهم رهينة حفنة من المسؤولين المرتكبين والعاجزين في آن واحد، وان وطنهم تتناتشه نزاعات وانهيارات أدّت الى تدمير غير مسبوق للأمن الاجتماعي والى تحلل غير مسبوق لمؤسسات الدولة.
ايّ خير نرجوه في هذا العيد المجيد ممن لا خير فيهم ولا خير منهم؟
من حق بابا نويل ان يغضب ويرفض المجيء الى لبنان هذا العام!
ومن حق اطفال لبنان القابعين قرب اشجار البيوت المظلمة ان يطلبوا من طفل المغارة هدية واحدة لا غير هي استعادة القدرة على الفرح والتي لا تكون سوى باستعادة الوطن من ايدي خاطفيه.
كيف أعايد اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين، بعيد الميلاد المجيد هذه السنة؟
ليس لديّ سوى الرجاء، وليس الرجاء سوى الايمان بقوة الأمل حين تنقطع كل الآمال.