بلينكن ونتنياهو يؤكدان إعادة الرهائن في ساعات وأيام
مجازر جديدة للصهاينة في القطاع وعلى الحدود اللبنانية
كشف محاولة تقارب بين إيران والصين لتفعيل “طريق الحرير”
بقلم الكاتب صفوح منجد
لا يحتاج الوسطاء أو المتابعون لمسار العملية التفاوضية بهدف وقف العدوان على غزة الى شهادة من أحد ولا حتى الى بيان حركة حماس ليتيقنوا أن “بنيامين نتنياهو” لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لإتفاق ويضع شروطا ومطالب جديدة بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب.
ولعل ابلغ شهادة على عرقلة رئيس حكومة العدو للمساعي هو اعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يزال ممكنا!! رغم تعثر المفاوضات بين الجانبين.
وقبل ساعات من زيارته مصر التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نتنياهو في القدس المحتلة في إجتماع مطول استمر ل3 ساعات وخلص الى تشديد بلينكن على انها لحظة حاسمة وربما هي الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
في المقابل ومن باب عدم القدرة الاميركية على الضغط على نتنياهو “حشرت” الخارجية الإيرانية واشنطن في خانة “اليك”واعتبرت ان الكرة في ملعب الإدارة الأميركية لتثبت أنها جادة في وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة !!!
وفي سياق متصل اعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن جيش بلاده جاهز بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة لإرسال المساعدات وإعادة الإعمار. وفي الوقت الفاصل بين الاتفاق واللا إتفاق إرتكب العدو الإسرائيلي مجازر جديدة في وسط وجنوب القطاع استشهد خلالها 13 فلسطينيا من بينهم صحفي.
فالضبابية المقصودة تحكم صورة ما ستؤول إليه الأمور على مستوى المنطقة فتولد توترا عاليا يعيشه الكيان الإسرائيلي خشية من حجم رد محور المقاومة على إغتيال مناضلي حزب الله، لاسيما أنه لم يتم حتى اليوم تحديد زمان أو مكان للرد المؤكد والحتمي والمدروس.
وساهم في إحداث موجات القلق لدى العدو أن محاولته في الإيحاء بأن تلك الأنفاق موجودة في إيران تمت مواجهتها بالسخرية في أوساط الحزب مشيرة أن ساعة التنفيذ وحدها من شأنها كشف مكان هذه الكهوف.
وهذا الأمر دفع بالصهاينة إلى فرض حالة شديدة من المجاعة على غزة منع بموجبها العدو كافة أنواع الغذاء من الدخول إلى القطاع كما شمل ذلك كافة أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة الأطفال.
وطلب انتوني بلينكن وزير خارجية أميركا من جميع الأطراف في الشرق الأوسط الإحجام عن التصعيد؟؟، وفي كلام يحتاج إلى ترجمة قال ان “كسر دائرة العنف يتطلب وقف إطلاق النار في غزة!! ففي البيت الأبيض إلتأم إجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته مع فريق الأمن القومي، ومن بين المواضيع التي بحثوا فيها: الإستعدادات لدعم إسرائيل في حال تعرضها لهجوم.
وأعلن الأميركيون عن وصول مدمرتين إضافيتين للدفاع الصاروخي إلى البحر الأحمر وقرروا نشر سرب من المقاتلات في المنطقة، وهددوا بأن العقاب سيكون جزءا من الرد، ما يترك ظلالا خطيرة جدا على العدو الذي ينزف إقتصاده بمليارات الدولارات ويقف على “إجر وربع” على طول مساحة الكيان.
فالظرف دقيق وخطير ما يفرض على الجميع الإنتباه من الداخل اللبناني حيث نصنع مستقبلنا جميعا بالصبر والتضحيات، إضافة إلى الدول العربية التي ستكون من أول المتضررين إذا إنتصرت تل أبيب في هذا المخاض الصعب، ولن تنجو الدول المحيطة من مشاريع الصهاينة.
ففي الجنوب عمليات وعمليات مضادة وفي بيروت محاولات للنيل من الإقتصاد اللبناني ولإدخال البلد في أجواء الشلل، وعمليات خرق الأجواء تمتد من فوق الجنوب لتطال العاصمة ومناطق الجبل فالشمال وعكار وصولا إلى البقاع، فنتنياهو يواصل سياسة التهريج وإظهار “العضلات” لرفع معنويات جيشه المنهارة عبر طبخ سيناريو رسالة من نواب في الكنيست تؤيد توغله برا في لبنان.
في حين ان البنتاغون يعمل على التحقق من جهوزية الموارد اللازمة للدفاع عن إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.. فمن نصدّق؟ ولاسيما أن الرئيس الأميركي أعرب عن قلقه الشديد حيال هذا الوضع مضيفا أن إتساع رقعة الحرب لا يساعد في خفض التوتر. وهو حضّ نتنياهو خلال محادثة مباشرة على التوصل سريعا إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
في غضون ذلك وفي إطار النسج اليومي للأوهام مهما صغُرت أو كبرت فهناك دائما من ينفخ في النار بهدف التوسع في رقعة النار كما هو حاصل على صعيد الأحداث في الشرق الأوسط وخلق أحداث والنفخ بها لعلها تتحقق كما بات يشاع خلال الساعات الأخيرة عن إستعدادات تجري لحصول تقارب بين إيران والصين الشعبية بهدف وضع اليد أو بالأحرى السيطرة على “طريق الحرير” على غرار ما كان قائما في الماضي ولم يزل يُعرف حتى اليوم بطريق الحرير بين العمق الآسيوي وبين اوروبا، علما ان هذا “الطريق” أو هذا المخطط اليوم لا يهدف إلى تنمية العلاقات التجارية بين آسيا واوروبا وإنما تعزيز ذلك التحالف المنشود بين إيران والصين للسيطرة على البلدان والمدن القائمة على طريق الحرير اليوم وتوزيع المغانم بين الطرفين، متجاهلين دور ومواقف وإصرار شعوب المنطقة على دحر كل محاولة صهيونية إستعمارية مماثلة!!
وللأسف فإن هذا التوجه “الخيالي”قد راج مؤخرا في أوساط الإستعماريين الجدد ومتناسين كما أشرنا إلى دور الشعوب، وهنا يكمن مصرع “الحلم الصهيوني” وأعوانه القدماء والجدد.