أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “بلاد النساء الآمنة” للكاتبة السورية مها حسن، وهو عمل أدبي يعتمد على تجربة تفاعلية غنية استمرت لشهرين من اللقاءات عبر الإنترنت. جمعت هذه اللقاءات نساء من خلفيات ثقافية واجتماعية متعددة، وسعت من خلالها الكاتبة إلى الكشف عن المخاوف والمشاكل النفسية التي تعانيها النساء في المجتمعات الشرقية.
يطرح الكتاب تساؤلات مهمّة حول مفاهيم الهوية والأنوثة في العالم العربي والشرقيّ عموماً، ويحاول تفسير الشعور المتواصل بالخوف والقلق الذي يعترض النساء في حياتهن اليومية. ويشير إلى أنّ هذه التحدّيات لا تقتصر على المجتمعات الشرقية، بل تمتد إلى المجتمعات الغربية أيضاً، حيث تواجه النساء أيضًا قضايا الهوية وتحقيق الذات، لكن بطرق مختلفة.
يضمّ الكتاب محاور متعددة تستعرض قضايا الهوية، الأنوثة، الأمومة، والغربة النفسية والمكانية، بالإضافة إلى نقاشات حول العلاقة بين المرأة والرجل والتحقيق الذاتي. مع التركيز على التجربة النفسية للمرأة ومحاولة تحليل وتفكيك ما يجعلها تشعر بأنها “ليست بخير” في كثير من الأحيان.
تقول مها حسن إنّ فكرة الكتاب جاءت بعد سنوات من تأملاتها في ما يعترض النساء من تحدّيات. من خلال تلك الورشات، اكتشفت مها أن مشاكل النساء هي ذاتها حول العالم، حيث يتمحور الأمر حول الشعور بالخوف، القلق، وعدم تحقيق الذات، نتيجة لتاريخ طويل من الظلم الاجتماعي والتمييز. وتضيف أن الكتاب هو محاولة لكسر الصمت وإيجاد مساحة آمنة لتتحدث النساء عن همومهنّ وتطلّعاتهنّ من دون خوف من الأحكام الاجتماعية.
توضح مها حسن أن الكتاب وُلد من رحم ورشة تفاعلية عقدتها مع تسع نساء، وقد ألهمتها هذه الورشة لكتابة نصوص تعكس تجارب المشاركات وتحدّياتهن الشخصية في الحياة والكتابة. إحدى أهم الرسائل التي أرادت مها توصيلها من خلال الورشة هي أن الكتابة ليست مجرّد أداة إبداعية، بل هي أيضاً وسيلة للشفاء النفسي والتعبير عن الذات.
“بلاد النساء الآمنة” يأتي ليكون بمثابة منصة لصوت النساء، وهو دعوة للتأمل في الأدوار التي تُفرض على المرأة والمفاهيم التي تعيق تحقيق الذات في مجتمعاتنا.