شعار ناشطون

بعد تحديد موعد الإستشارات لتشكيل الحكومة نشطت الإتصالات بإتجاه الدعوة لتكليف اللواء ريفي وزحمة مواعيد للسفراء والهيئات الدبلوماسية في بعبدا

11/01/25 09:15 am

<span dir="ltr">11/01/25 09:15 am</span>

 

مقال بقلم الكاتب صفوح منجد

.. وأخيرا تحقق للبنان ما أمِل به على إمتداد السنوات الأخيرة العقيمة، التي تهاوت في أعقاب إنتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية برصيد برلماني مقداره 99 صوتا حصدها في الدورة الثانية للجلسة الإنتخابية بعد أن اسفرت الجلسة الأولى عن عدم تصاعد الدخان الأبيض إذا لم يحصل أي مرشح – ولاسيما جوزاف عون على أغلبية الثلثين، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى رفع الجلسة ساعتين للمزيد من التشاور بين النواب.

لقد إستمرت هذه الجلسة بضع ساعات وتضمنت تطورات ومواقف عديدة لم تُذكر، في حين أنه من الصواب العودة إلى تفاصيلها، ومنها علي سبيل الذكر فقد تبين بعد إجراء الدورة الثانية أن أصوات النواب توزعت في الدورتين بين جوزاف عون وشبلي الملاط و”السيادة والدستور” و”أموس بن فرحان” و”يزيد بن فرحان” و”الوصاية والسيادة مش وجهة نظر” و هناك مجموعة من المرشحين لم تذكر في الإعلام وحملت إسم “السيادة عم تبكي وأخ يا بلدي”!!

وأظهر الفرز وجود أوراق”بيضاء” فضلا عن إلغاء أخرى، أما النواب الذين تعاقبوا على الكلام في الجلسة الأولى فشددوا على ضرورة الإسراع في إنتخاب رئيس معتبرين أن ثمة فرصة تاريخية لإنقاذ لبنان، وأن حالة الضرورة تبرر القرارات الإستثنائية، ومن ضمنها إنتخاب العماد جوزاف عون.

ولكن نوابا آخرين إنتقدوا بشِدّة مخالفة الدستور في إنتخاب قائد الجيش، وغمزوا من قناة التدخلات في الإستحقاق اللبناني مشيرين إلى دبلوماسية أميركية فجة تعيد لبنان إلى عهد القناصل؟؟.

وتميزت الجلسة بحضور كامل لجميع النواب المئة والثمانية وعشرين إلى جانب سفراء عرب وأجانب ولاسيما سفراء اللجنة الخماسية والمبعوثين السعودي (يزيد بن فرحان) و (جان إيف لودريان).

الرئيس بري وبعد إعلانه إنتخاب عون رئيسا، شدد في كلمة على أن “لبنان اليوم بحاجة لكل شيىء والمناطق الجنوبية بحاجة للجميع”. وبعدها ألقى عون خطاب القسم قائلا “عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الأول في الحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني”.

من جهته الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان أكد في مقابلة صحفية أن مرحلة جديدة في مصير لبنان قد بدأت ولم يشهدها في السابق، وان رئيس جمهورية قوي هو عامل إضافي لتنفيذ القرار 1701 وإتفاق وقف إطلاق النار.

وفي السياق وملاقاة للإنتخاب الحاصل تحت قبة البرلمان شُرّعت أبواب قصر بعبدا مستقبلة الرئيس الرابع عشر للبنان بعد شغور دام أكثر من سنتين، فتم عزف لحن التعظيم والنشيد الوطني في باحة القصر مع وصول الرئيس جوزاف عون، ومن جديد أيضا إرتفع العلم اللبناني فوق سارية قصر الرئاسة، إنه مشهد مهيب ومؤثر ومعبر إشتاق إليه اللبنانيون بقدر ما إشتاقت إليه ساحات القصر الفارغة.

وهكذا وبعد سنتين وشهرين وتسعة أيام تماما على بدء الشغورإنتُخب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، فعادت الجمهورية إلى الجمهورية، وتقاطر سفراء ووفود من مختلف الأقطار العربية والأجنبية إلى قصر بعبدا لتهنئة “القاطن الجديد”، هو ليس عهدا رئاسيا جديدا فقط في تاريخ لبنان، بل بداية مرحلة جديدة عنوانها الأساسي “جوزاف عون” فالرجل الآتي من تجربة طويلة مميزة في المؤسسة العسكرية يعرف مكامن الخلل والضعف في الدولة، إنه حارس هيكلها لسنوات وسنوات، والمؤتمن على أمنها وحدودها، وها هو يصبح مؤتمنا على حاضرها ومستقبلها، في مشيته الواثقة ونظرته الثاقبة ولهجته الحازمة، قدّم جوزاف عون حتى في الشكل نموذجا جديدا مختلفا لرئيس الجمهورية.

أما في مضمون خطاب قسمه فهو “أبكى” اللبنانيين بقدر ما أفرحهم، أبكاهم لأنهم شعروا كم أن ماضيهم أليم وكم أن حاضرهم بائس، لكنه في المقابل أفرحهم بعودته وتطلعاته التي رسمت أفقا آخر للوطن، ومستقبلا زاهرا للدولة.

نقاط كثيرة يمكن التوقف عندها في خطاب القسم ضد الطبقة السياسية، وهي كما نعلم طبقة فاشلة وفاسدة ومجرمة.

وقد إنتقد سوء إدارة الأزمة والأداء السياسي الفاشل، وعدم تطبيق الأنظمة، ما شكّل إدانة مباشرة لمعظم الجالسين في مقاعد مجلس النواب، وخصوصا لممثلي أركان الدولة العميقة التي حكمت لبنان منذ العام 1990 إلى اليوم.

أما النقطة الثانية فهي قوله “لا” بالخط العريض لتجارة المخدرات وتبييض الأموال وتأكيده بكل صراحة ووضوح “حق الدولة بإحتكار حمل السلاح” وكم بدا لافتا أن معظم النواب قد صفقوا بحرارة ووقفوا تأييدا لما قيل، فيما آثر نواب حزب الله وأمل عدم التصفيق، وإنشغل بعضهم بمتابعة ما يرد من رسائل على هواتفهم الخليوية! إذا نحن اما رئيس جديد ومرحلة جديدة وخطاب سياسي رسمي جديد، فهل تؤدي الثلاثية الذهبية الجديدة إلى ولادة لبنان الجديد الذي نتوق إليه جميعا؟

لذلك لم يكن مستغربا كثافة الإتصالات الهاتفية التي جرت مع “تليفونات” قصر بعبدا من قِبل تيارات وفاعليات لبنانية وعربية ودولية لتسجل تصريحات بإسم من تمثل وتهنئة القاطن الجديد لقصر بعبدا وتتمنى له النجاح والتوفيق في قيادة لبنان إلى شاطىء الأمان، حيث برزت في هذا المجال وبصورة خاصة إتصالات من سفراء تلك الدول تطلب فيها تحديد مواعيد لها لزيارة الرئيس العتيد وتهنئته عن قرب وتسليمه رسائل خاصة بإسم رؤساء الدول التي تمثل، الأمر الذي إن دلّ على شيىء فعلى تلك الثقة التي يكنها هؤلاء للرئيس اللبناني العتيد، وفي هذا الإطار لفتت التعليقات التي صدرت عن الهيئات المحلية والشمالية والتي سارعت إلى إبداء الرأي حيال الحكومة الجديدة التي سيسعى العهد إلى تشكيلها في أعقاب الإنتهاء من تقبل التهاني، حيث أجمعت الإتصالات على طرح إسم نائب طرابلس والشمال اللواء أشرف ريفي لتشكيل أو حكومات العهد الجديد، نظرا لما يتمتع به من تأييد وثقة في أوساطه، ومن قبل اللبنانيين في مختلف المناطق، وأثبت حضورا مميزا في الدفاع عن مطالب كافة اللبنانيين في المحافل الرسمية دون تشكيل أي إنحياز لصالح هذا الفريق أو تلك المنطقة، بل سعى ولم يزل لتوفير مطالب كافة الفئات اللبنانية بغض النظر عن طوائفهم ومناطقهم، بل يتعامل مع الجميع على قاعدة “وطن واحد وشعب سعيد”.

 

تابعنا عبر