منير الربيع – المدن
تسوية برّي المرتقبة
وفي حال عقد هذا الإجتماع، يكون اللقاء بين الحريري وجبران باسيل قد حصل بطريقة غير مباشرة. طبعاً لا تُبنى توقعات كبيرة على مثل هذا اللقاء، سوى كسر الجليد وعدم إظهار أن أي طرف قد انكسر للآخر. ويمكن فتح النقاش بجدية حول تشكيل الحكومة. ويريد برّي تجنّب الإكثار من المواقف والتهجمات التي تحصل في جلسة المناقشة، وتقليص عدد المتكلمين.
جنبلاط وباسيل
وظهر الجمعة 21 أيار الجاري، عقد الحريري اجتماعاً لكتلة المستقبل النيابية، فشدد على ثباته على موقفه، مؤكداً أنه ليس في وارد التراجع، ولن يعتذر ولن يتنازل. وهو مستعد للمواجهة السياسية إلى أقصاها، مع رئيس الجمهورية، ومن يحاولون دفعه إلى الاعتذار، وتحميله المسؤولية. وغمز الحريري من قناة وليد جنبلاط، لا سيما بعد الموقف الذي أطلقه جنبلاط، وحمل في طياته الكثير من التفسيرات التي استوقفت قوى سياسية عديدة.
قال جنبلاط: يبدو أن السعودية لا تريد الحريري في هذه المرحلة، ولا يمكن أن نُبقي البلد معلّقاً على هذه العلاقة. ويستخدم التيار العوني موقف جنبلاط لصالحه، خصوصاً أن العونيين يعتبرون أنفسهم منتصرين، نتيجة التطورات الحاصلة في المنطقة. وآخرها تغريدة جبران باسيل حول انتصار غزة وقوله: “لا هزائم بعد اليوم”!
الثنائي الشيعي والحريري
وبدأت تفسيرات كلام جنبلاط في اتجاهات متدافعة: هل أطلق موقفه كتحليل، أم كمعلومات استجمعها وتشير إلى صعوبة موقف الحريري؟ بعض القوى السياسية، وأبرزها حزب الله، اهتمت بموقف جنبلاط، معتبرة أنه يحمي رأسه زمن التسويات، بدلاً من خوضه المواجهات. فهو زعيم طائفة محدودة الحجم. لكن جنبلاط يعرف كيف يكون رأس الحربة في أوقات الاشتباك، مستنداً على قوى ومحاور متعددة. وهو يعلم كيف يتجاوز الأزمات ويطوع العواصف.
لكن حزب الله يرى أن كلام جنبلاط موحى به، ويصعِّب على الحريري مهمته إلى حدّ بعيد. ويعلم حزب الله أن الحريري لا يحظى بدعم سعودي ولا أميركي واضح له، وهو خسر الفرنسيين أخيراً. وفي الداخل علاقته جيدة بالثنائي الشيعي فقط.
ويؤكد حزب الله وبرّي تمسكهما بالحريري. ولكن من المستبعد أن يكون هذا الموقف قادراً على جعله رئيساً للحكومة، ما لم يقدم على خطوات تمكنه من استعادة المبادرة، والعلاقات مع القوى المختلفة.
وتتجه الأنظار إلى جلسة اليوم، وكيف سيعمل برّي على دوزنة المواقف فيها. وهي إما تكون مقدمة لكسر الجليد والتهدئة وعدم تصعيد كبير، أو أنها تكون مناسبة لانفجار الوضع السياسي على مختلف الصعد.
وهذا ما لا يريده برّي، لأنه يضع المجلس النيابي في ساحة التجاذب والمزايدة حول الانتخابات المبكرة وغيرها. خصوصاً في حال لجوء التيار العوني إلى التلويح بالاستقالة من المجلس، والدعوة إلى الانتخابات.
وهذا يعني تعطيل المؤسسات الدستورية كلها.