شعار ناشطون

بايدن فشل في غزة وينتظر فشلا آخر في الأمم المتحدة.   الرؤساء العرب أطاحوا بإجتماع عمان والحل على كف عفريت

19/10/23 08:18 am

<span dir="ltr">19/10/23 08:18 am</span>

 

 

بقلم الكاتب صفوح منجّد

 

 

مع دخول المجذرة الإسرائيلية يومها ال 11 حطّ الرئيس بايدن رحاله في الأرض المحتلة وسط توقعات سبقته وإعتقد كثيرون أنه “سيبق البيضة”، فإذا به (يكشف عن قرعته ليخيفنا) ولربما إعتقد أن إعلان إنحيازه للصهاينة سيصيبنا برجفان بأرجلنا وأن دعمه غير المحدود للدويلة المغتصِبة سيجعلنا نسارع ونؤيّد مخططه الداعم لإسرائيل وتبرئتها من جرائمها وفي مقدمها بل جديدها قصف المشفى الأهلي المعمداني في غزة والذي أودى بحياة 500 شخص تقريبا من الأطفال والنساء والمسنين الذين كانوا يتلقون علاجاتهم، فإذا بصديقه نتانياهو يضع حدا لحياتهم.

وبلغت وقاحته حدود التأكيد بأنّ هؤلاء المجرمين لا يفعلون ذلك، وذهب في تبني موقف حليفه الصهيوني بأن أبناء البلد الأصيلين هم الذين نفذوا عملية التفجير أي أنّ أبناء غزة هم الذين قتلوا “مرضاهم”.

 

ويبدو أن كل الكلام عن معاناة ومآسي الغزاويين لم يسمع عنها بل أنه لم يأت من أجلهم بل ليفرش الورود للجلاد الذي لم يكفه ما حلّ بغزة وبسائر المناطق والبلدات الفلسطينية منذ إحتلالها من قِبل الصهاينة إلى اليوم، فلم يأبه لجرائم شريكه من العام 1948 إلى اليوم ولم يسمع أو يقرأ عمّا خلّفته مجازر حلفائه منذ حوالي الإسبوعين إلى اليوم وما إستخدموه من عتاد وراجمات وغارات ضدّ شعب، وجاء ليشيعه وليبارك لمحتلّه بما أنجزه بل ما إرتكبه من جرائم.

السيد بايدن المتهالك لنجدة حليفته لم يشأ بل لم يحاول حتى إتاحة الفرصة لنفسه ليتحقق من تلك الجريمة التي نُفّذت في ليل، وجاء هو من خلف البحار ليقول للجلاد أنّ كل الترتيبات إتُخذت لتبرئة ساحته من تلك الجريمة النكراء و “سؤال خاطره” عمّا يحتاجه لكي يتابع مهمته الشنيعة.

ولا ندري هل إستمع الزائر الأعمى إلى الأوضاع التي يعيشها أهل غزة والجوار وما يعانونه من إنعدام المياه النظيفة والغذاء والدواء وفق ما اعلنه المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قائلا إن المياه أصبحت مسألة حياة أو موت. فيما ترصد الامم المتحدة نزوحا جماعيا باتجاه الجنوب وتصف القطاع بانه “يتحول إلى حفرة من الجحيم”.

وحسنا فعل بعض الرؤساء العرب الذين كان من المقرر أن يلتقي بهم في الأردن حيث لم تتأمّن الظروف المطلوبة لهذا الإجتماع الذي إعتقد بايدن أنه سيكون مجرد لقاء ولن يخرج بأي قرارات تذكر، أو أنّ البعض من المجتمعين سيبصمون له وللصهاينة على قرار “يحكم” على مناضلي الأرض المحتلة بأنهم من قصف المستشفى الأهلي المعمداني، فإنقصف المخطط الشرير.

وفيما كان الداعم الأميركي يحضّر نفسه لإجتماع عمان الرباعي، توالت عليه البيانات التي تفيد أن الأعضاء المدعوين أعلنوا عزوفهم عن تلبية هذه الدعوة كل لأسبابه، ليستشيط غضبا وليعلن أنه سيعرض المسألة على مجلس الأمن الدولي متناسيا أو متجاهلا بأن هناك من سبقه وأعلن قراره بإستخدام “الفيتو” في حال تم عرض القضية في الأمم المتحدة، فجاء من يشير عليه بإستخدام غير هذه المسلة.

وفي المواقف الدولية فولي العهد السعودي محمد بن سلمان شدد امام وزير الخارجية الأميركي على وجوب وقف التصعيد القائم ورفع الحصار عن غزة، والعمل على استعادة مسار السلام بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ووزير الخارجية الاميركي العائد الى اسرائيل أكد من مطار القاهرة ان كل الدول التي زارها مصممة على عدم اتساع رقعة الصراع.

 

وجرى يوم أمس مواجهة جديدة عند تخوم الأراضي اللبنانية – الفلسطينية توزعت وقائعها قبل وبعد ظهر امس في ملاقاة لمعركة “طوفان الأقصى”، وفي هذه المواجهة إستهدفت عمليات المقاومة مراكز لجيش الإحتلال في مستوطنة شتولا ودبابة ميركافا في موقع الراهب وكذلك موقع ضهر الجمل وثكنة حانيتا الصهيونية بالإضافة إلى دوريات معادية قرب مستوطنة المنارة أما حصيلتها التي أقر بها العدو فهي قتيل واربعة جرحى على الأقل.

وفي المقابل قصف جيش الإحتلال أطراف بلدات مروحين وعيتا الشعب ورميش وراميا وطير حيفا وميس الجبل.

أما سياسيا وفي خضم هذه الأحداث استقبل الرئيس نبيه بري الوزير السابق وليد جنبلاط الذي تمنى أن يبقى لبنان خارج دائرة التطورات الا اذا اصر العدو الإسرائيلي على الإعتداء.

وفي غزة استمر الجنون الإسرائيلي لليوم التاسع فاتكاً بالفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا بغطاء دولي وقح.أما بالنسبة للعملية البرية فقد ظل العدو يسوّق لها من دون التجرؤ على البدء بها بحجج متنوعة تتراوح بين الأسباب التقنية والأحوال الجوية، وأعلن مسؤول أميركي أن على إسرائيل أن تفكر في العواقب وألّا تتسرع في حرب من دون استراتيجية خروج.

وفي هذه الأثناء توالت فصول الإحتضان الأميركي لإسرائيل وأحدثها إرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرقي المتوسط هي (يو إس إس أيزنهاور). ومن جهة أخرى حضرت التطورات العسكرية في المنطقة خلال لقاء الساعة بين ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الأميركي في الرياض، وفيما قررت الصين إرسال مبعوث إلى المنطقة الأسبوع المقبل طلبت روسيا التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة.

ويبقى إنها حرب قاتلة ستغير وجه المنطقة إلى الأبد. هذا ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي عن حرب غزة، التي بدأت منذ تسعة أيام، ولا تزال في بداياتها، ذاك أن اسرائيل تعد العدة لهجوم بري، تردد انه سيبدأ اليوم، لكنه تأجل إما بسبب الشتاء، أو لأن إخلاء سكان مستوطنات “غلاف غزة” لم ينته بعد، وإما للسببين معا.

علما أن متحدثين إثنين باسم الجيش الإسرائيلي أكدا أن الجيش صار جاهزا للهجوم البري الكبير، لكنه ينتظر قرارا سياسيا في شأن تاريخ بدء الهجوم، في الأثناء، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تهديداته المباشرة والفجة لحماس، إذ أعلن في بدء الإجتماع الأول لحكومة الطوارىء أن البلاد تستعد لتمزيق حماس في غزة. فهل يتمكن نتنياهو من تنفيذ تهديداته، أم أن صمود حماس والجهاد الفلسطيني والفلسطينيين سيكون أقوى من المخطط الإسرائيلي؟ وهل سيبقى الضمير العالمي غير مبال بالكارثة الإنسانية في غزة أم أنه سيستيقظ ولو متأخرا ويمنع آلة الموت الإسرائيلية من الإستمرار في قتل البشر وفي هدم الحجر؟

 

توازيا، النزوح مستمر من شمال غزة الى جنوبها. أما عدد ضحايا القصف الاسرائيلي فارتفع الى حوالى 2500 ضحية اضافة الى 10 الاف جريح، وعلى الجبهة اللبنانية الوضع يتدحرج وأمن الجنوب يترنح، فالقصف المدفعي والصاروخي بدأ قبل الظهر وتطور الى هجوم لحزب الله على مواقع اسرائيلية حدودية وقد استمر القصف متقطعا طوال النهار، وبعد الظهر وردا على القصف الاسرائيلي تم استهداف الجليل الغربي بصواريخ من الجنوب، كما سقط صاروخ في نهاريا شمال اسرائيل، وفيما ترك عدد لا بأس به من سكان البلدات اللبنانية الحدودية بلداتهم، طلبت اسرائيل من سكان المستوطنات البقاء في الملاجىء وفي الاماكن المحصنة.

وفي هذه الاثناء لفت قول وزير الدفاع الاسرائيلي “انه ليس لاسرائيل مصلحة في حرب على الجبهة اللبنانية”. واضاف: اذا اختار حزب الله طريق الحرب فسيدفع ثمنا باهظا جدا، في المقابل سنحترم رأيه بضبط النفس ونبقي الامور على ما هي عليه، وهذا يعني ان اسرائيل تضع مسؤولية قرار الحرب والسلم بيد حزب الله. فما سيكون قرار الحزب اذا صارت الحرب في غزة مسألة حياة او موت؟

 

تابعنا عبر