شعار ناشطون

بالرغم من إنقضاء اليوم الرابع للحرب الإيرانية –الإسرائيلية المشهد لم يتغيّر كثيرا والتقاصف بالصواريخ والقذائف أو بالكلام والتهديدات مستمرة

18/06/25 08:32 am

<span dir="ltr">18/06/25 08:32 am</span>

بقلم الكاتب صفوح منجّد

هي أيام من ايام القيامة يعيشها الكيان الإسرائيلي بعد أن داهمته الصواريخ الإيرانية، فحولت لياليه إلى نهارات ونقلت حياة مستوطنيه إلى تحت الأرض، هو توصيف للداخل الإسرائيلي إثر تلك الليالي العاصفة التي وصفت بالأعنف على الكيان بعد ما طالت جولات “الوعد الصادق 3” مناطق إستراتيجية حساسة في تل ابيب وحيفا وألحقت دمارا واسعا وأوقعت العديد من القتلى والجرحى الذين ما زالوا يتساقطون على مدار الساعة، فيما كشف الحرس الإيراني عن إستخدام أساليب حديثة ومتطورة مكّنت الصواريخ من إصابة أهدافها بدقّة وأحدثت خللا في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي وصل إلى حد إستهداف بعضها البعض.

في المقابل واصل العدو الإسرائيلي “إبداعه” الإجرامي وإمتيازه في خرق القوانين والأعراف الدولية مترجما شراهة بنيامين نتياهو المفتوحة على الدم، بإستهداف مقر التلفزيون والإذاعة الإيرانية اثناء البث المباشر وقبله إستهدف الإحتلال مستشفى الفارابي في مدينة كرمان شاه غربي إيران ما اسفر عن اضرار في جزء من أقسام المستشفى وتعرّض بعض المرضى للإصابة في إنتهاك صارخ للقانون الدولي وفي جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجلّ العار الإسرائيلي.
ووسط هذه الأحداث المتواصلة نجحت الدفاعات الإيرانية الجوية بالتصدي لثماني مسيّرات إسرائيلية متطورة في محافظة إيلام واسقطت مسيرة أميركية، وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه مستعد لحرب طويلة وشاملة وسيُدخل إبتكاراته الجديدة إلى الميدان قريبا، كما نشر تحذيراً لسكان تل أبيب ينصحهم بمغادرة المدينة.
وقد أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال إتصال هاتفي مع سلطان عمان هيثم بن طارق إلى أن الأعداء أخطأوا في تقدير الشعب الإيراني مضيفا ” إذا لم تكبح أميركا جماح النظام الصهيوني فسنضطر إلى فعل أكثر إيلاما”.
وأمام لغة الحرب هذه كان تأكيد على لغة الحلول في إتصال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وتركز البحث على أهمية المبادرات الديبلوماسية كسبيل وحيد لإنهاء دوامة العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
فيما بقيت إنشغالات اللبنانيين على مستوى السلطات الرسمية والأمنية والعسكرية وحتى المعيشية تتركز على هذا المشهد الذي وضع الشرق الأوسط فوق فوّهة بركان يغلي، في حين عقد مجلس الوزراء أمس”في قصر بعبدا إجتماعا فأقرّ التعيينات الديبلوماسية فيما سيجري التعيينات المالية ضمن سلة متكاملة الإسبوع المقبل”.
وفي الداخل أيضا إستعداد لمجلس النواب أبداه الرئيس نبيه بري لإنجاز التشريعات وإقرار مشاريع القوانين المطلوبة والمتفق عليها مع الحكومة اللبنانية بعد ورودها إلى المجلس ومناقشتها وفقا للأصول ولاسيما قروض الطاقة والمياه والزراعة وإعادة الإعمار.
وهكذا في اليوم الرابع للحرب الإيرانية- الإسرائيلية، المشهد لم يتغير كثيرا فالتقاصف مستمر إن بالصواريخ والقذائف أو بالكلام والتهديدات. في حين أن الحرس الثوري الإيراني أعلن أنه لم يستخدم قدراته الصاروخية إستخداما إستراتيجيا (؟). بعد مغادرة المدينة فورا، في المقابل أكد رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن إسرائيل على طريق النصر! وطلب من سكان طهران إخلاء أماكنهم، ولكن بمعزل عن الإستهدافات والتهديدات المتبادلة، والأكيد أن ما فوق الطاولة مختلف تماما عمّا تحتها، فالمعلومات الديبلوماسية تشير إلى أن إيران تبذل جهودا لإنهاء الحرب لأنها تدرك أن إستمرارها لن يكون لمصلحتها.فالإشكالية الأساسية التي تواجهها إسرائيل انها غير قادرة على حسم ملف القوة النووية الإيرانية نهائيا من دون تدخل الولايات المتحدة الأميركية وبخاصة في موقع فوردو المبني داخل جبل والمخصص لتخصيب اليورانيوم تحت الارض.
فهل تتدخل اميركا لمصلحة إسرائيل وتدخل الحرب إلى جانبها بشكل جذري على القوّة النووية الإيرانية؟
وفي لبنان الهموم لم تتغير فالحكومة المجتمعة أعادت مسألة السلاح الفلسطيني إلى دائرة النقاش من جديد بدلا من أن تضع خطة عملية وجدولا زمنيا لتسليم السلاح المذكور، فأين أصبح الكلام السابق عن حسم الملف؟ وبالتوازي تمكنت الحكومة من إصدار تعيينات أساسية في السلك الديبلوماسي تشكل أساسا لإعادة الإنتظام إلى السلك المذكور بعد ثماني سنوات من تعثر إجرائها.
… في المقابل يواصل الجيش الإسرائيلي تهديداته، والمتحدث بإسمه أصدر تحذيرا بإخلاء منطقة محددة في طهران، وتزامنا أعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن إسرائيل تهاجم قاعدة عسكرية غربي طهران.
ومن جهته دعا ترامب إيران لإخلاء أسلحة الدمار الشامل عن أراضيها، وبعد 5 أيام تحولت المواجهات إلى حرب ليس بمقدورها الوصول إلى إيران. ومن تداعيات الحرب إغلاق بالكستان جميع معابرها الحدودية مع إيران، وأفادت تقارير إعلامية بأن باكستان قد تدعم طهران إذا إتسعت رقعة النزاع، لكن المسؤولين في إسلام أباد أكدوا مجددا أن بلادهم تُظهر “تضامنا” معنويا وديبلوماسيا فقط، هذا مع الإشارة إلى أن باكستان تملك قنبلة نووية، فهل تتدخل أميركا لمصلحة إسرائيل وتدخل الحرب إلى جانبها للقضاء بشكل جذري على القوّة النووية الإيرانية؟
وفي لبنان الهموم لم تتغير، فالحكومة المجتمعة أعادت مسألة السلاح الفلسطيني إلى دائرة النقاش من جديد بدلا من أن تضع خطة عملية وجدولا زمنيا لتسليم السلاح المذكور، فأين اصبح الكلام السابق عن حسم الملف؟

تابعنا عبر