كتب داني حداد في موقع mtv:
عوامل كثيرة تقف في وجه انتخاب سليمان فرنجيّة رئيساً للجمهوريّة. إذا استعرضنا أهمّها لبرز اسما سمير جعجع وجبران باسيل.
كان جعجع سبّاقاً في إعلان رفض انتخاب فرنجيّة، كما كان مستعجلاً، منذ أشهر، لتسمية مرشّح لفريق المعارضة، ثمّ شارك في اختيار ميشال معوض وشجّعه على الموافقة.
وحين سُرّبت أخبار فرنسيّة منذ أسابيع عن تغييرٍ في الموقف السعودي، توجّهت الأنظار الى معراب لمعرفة تأثير ذلك على موقفها. حينها، لم يتردّد أكثر من مسؤولٍ “قوّاتي” في الإعلان عن أنّ لا إمكانيّة لأيّ تغيير. حصل ذلك بالتوازي مع محاولة لاستشراف حقيقة الموقف السعودي. علماً أنّ السقف المرتفع لجعجع يؤكد استحالة العودة، ولو مورست ضغوطٌ عليه، وهو ما لم يحصل أصلاً، إذ كان السفير السعودي واضحاً في ترك الخيار لـ “أصدقائنا في لبنان للتصويت لمن يروه مناسباً”. ترجمة ذلك: إن انتخبتم فرنجيّة ستتحمّلون مسؤوليّة قراركم.
أما على خطّ باسيل، فكان تشكيكٌ من البعض بأن يستمرّ على موقفه حتى النهاية. قالها وئام وهاب بصراحة لـ mtv: سيتواصل حزب الله مع باسيل لإقناعه بفرنجيّة. صدر هذا الكلام بعد أيّامٍ من لقاء وهاب مع الحاج وفيق صفا. لا الأخير حاول اقناع باسيل، ولا رئيس “التيّار” بدّل رأيه.
لا بل أنّ جبران باسيل ذهب أكثر من رفض الانتخاب، إذ أعلن أنّه لن يشارك في تأمين النصاب. يعني ذلك أنّ وصول فرنجيّة بات، منطقيّاً، مستحيلاً.
ويؤكّد مصدرٌ قريب من باسيل أنّ حظوظ السير بفرنجيّة في المستقبل هو صفر. ويضيف: الموقف مبدئي وغير قابل للنقاش حتى. لا بل أنّ باسيل، الذي يعارض بشدّة انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، يفضّل الأخير على رئيس تيّار “المردة”.
وتجدر الإشارة الى أنّ الرفض المسيحي لفرنجيّة لا يُختصر بالكتلتين. يشمل الرفض أيضاً “الكتائب” والمستقلّين، بينما لا يصل المسيحيّون المؤيّدون من النوّاب الى عدد أصابع اليدين.
يعني ما سبق كلّه أنّ مرحلة “ما بعد فرنجيّة” اقتربت رئاسيّاً، إلا إذا كانت هناك نيّة بالإبقاء على الفراغ لفترة أطول وتجاوز استحقاق انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان. ربما تكون زيارة السفير السعودي وليد البخاري الى بنشعي الإثنين المقبل حاسمة.