خاص (أيوب)
فشل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في استكمال نسج عباءته السُنّية، وذلك في المحطة الثانية التي جمع فيها نواب السُنّة في اجتماع في السراي الحكومي. الاجتماع الذي جاء لافتاً بحضور النواب السُنّة في كتلة حزب الله واستمرار غياب بعض نواب التغيير كحليمة القعقور وابراهيم منيمنة وأسامة سعد ومعهم نائب بيروت فؤاد مخزومي، شهد عاصفة سجالية كبيرة بين النائب أشرف ريفي ومعه بعض النواب بلال الحشيمي وعبد العزيز الصمد من جهة والنائب جهاد الصمد من جهة ثانية. سجال لم يتوقف إلا بتدخل الرئيس ميقاتي طالباً النأي بالنفس عن القضية السجالية حول الدولة والدويلة والموقف من حزب الله وإبعاد الموضوع عن اللقاء.
قبل الدخول في تفاصيل السجال وفي فشل نسج العباءة السُنّية لميقاتي تسجل ثلاث نقاط:
1- طلب العديد من النواب عدم التقاط صورة جامعة للقاء.
2- الطلب بإبعاد الاعلام عن الاجتماع.
3- فشل الخروج بموقف موحد باسم النواب السُنّة.
بالعودة إلى تفاصيل السجال بدأ النائب أشرف ريفي مداخلته خلال اللقاء وفق نظام الجلسة، فاستفاض بالشرح حول الظروف الدولية والاجماع الدولي منذ ما يزيد عن 6 سنوات على اقتلاع نفوذ أيران من دول الشرق الأوسط، ثم دخل إلى الشق المحلي قائلاً: “إنّ الفرصة ذهبية اليوم لفرض منطق الدولة وإيقاف بدعة الدويلة، حيث لن تقوم قائمة في البلد دون سيطرة الدولة الكاملة على القرار في السلم والحرب، وحصرية السلاح بيد الأجهزة الأمنية الرسمية”.
وأضاف ريفي: “لا يمكن أن يكون هناك مرشد أعلى للدولة اللبنانية يأمر رئيس الجمهورية أن يفعل، ورئيس الحكومة أن يحقق مطالبه، ورئيس مجلس النواب أن ينفذ هذه المطالب. القرار يجب أن يكون بيد الدولة ومرجعياتها الرسمية من دون مرشد أعلى”. وهنا قاطعه النائب جهاد الصمد الذي رأى أنّ هذا الحديث غير مقبول في هذا الوقت. مما دفع ريفي لرفع صوته طالباً منه الصمت وعدم المقاطعة وانتظار دوره في الكلام ليقول رأيه، فتطور السجال بين النائبين، ثم كانت مداخلة للنائب عبد العزيز الصمد الذي سأل الرئيس ميقاتي قائلاً: “أنت تسعى لقرار وقف اطلاق النار، هل تضمن موافقة حزب الله على ما ستصل اليه؟”. فيما النائب بلال الحشيمي طالب الرئيس نجيب ميقاتي باستغلال زيارته للمملكة العربية السعودية لاصلاح الجسور بين لبنان ودول الخليج، كالجسور الجوية الاغاثية التي تقدّمها دول الخليج وعلى رأسها السعودية، يجب أن تدفعنا لاصلاح الجسور السياسية”.
الرئيس ميقاتي ورغبة منه بوقف السجال وانقاذ الجلسة النيابية السُنّية، طالب بتحييد الجلسة عن القضايا الخلافية، والنأي بالنفس عنها وعدم التطرق إليها لتنفض الجلسة بعد ذلك.
الرئيس ميقاتي ستكون له محطة سُنّية ثالثة اليوم حيث علم “أيوب” أنه أبلغ مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رغبته بحضور جلسة المجلس الشرعي الأعلى اليوم السبت في دار االفتو إلا أنّ أوساطاً مقرّبة من ميقاتي أشارت إلى امكانية إلغاء حضوره بعد الذي حصل في اجتماع النواب في السراي.