عمم “اتحاد وكالات الأنباء العربية” (فانا)، ضمن النشرة الثقافية الشهرية، تقريرا ل “وكالة أنباء البحرين”، جاء فيها:
تتمتع مملكة البحرين بإرث ثقافي وحضاري متنوع، نابع من تاريخها العريق الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام، حيث كانت مقرا لحضارات (دلمون، تايلوس، أوال)، ووصفت تاريخيا بأنها “أرض الخلود” أو”أرض الفردوس العظيم” لشهرتها بينابيع المياه العذبة والنخيل، مرورا بالحضارة الإسلامية، وبروزها كقبلة للتسامح والتعايش الإنساني منذ قيامها كدولة عربية مسلمة حديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح عام 1783م.
وعززت مملكة البحرين من مكانتها المتميزة كمنارة للإشعاع الثقافي والحضاري بفضل النهج الإنساني لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، منذ توليه مقاليد ، وحرص الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على حفظ الإرث الثقافي والحضاري، وتهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية الداعمة للإبداع والمعززة لقيم التسامح والمواطنة والانفتاح.
وتولي هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني اهتماما ملحوظا بدعم الحراك الثقافي، وتهيئة الظروف والإمكانات اللازمة للحفاظ على الإرث الثقافي المادي وغير المادي، وتطوير البنية التحتية الثقافية، ودعم الطاقات والمواهب الوطنية، بما يتوافق مع برنامج عمل الحكومة والرؤية الاقتصادية وأهداف التنمية المستدامة 2030، وانضمام المملكة إلى العديد من الاتفاقيات الثقافية الدولية، ومن بينها اتفاقيات منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، وحماية التراث الثقافي غير المادي، اتفاقية التراث المادي لعام 1973، وحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في عام 2014، وغيرها.
وتجسد هذا الاهتمام في الحفاظ على التراث الوطني والتاريخي في ظل احتضان المملكة لثلاثة مواقع مدرجة على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة ”اليونسكو”، هي: موقع قلعة البحرين (2005)، موقع مسار اللؤلؤ (2012)، وموقع تلال مدافن دلمون (2019)، وتعمل هيئة الثقافة على استكمال الملفات لترشيح ثلاثة مواقع أخرى إلى هذه القائمة العالمية مثل مدينة المنامة التاريخية، التي حملت تاريخ التعليم وتعدّ نموذجًا للتعايش بين مختلف الأديان والأعراق والثقافات?، ومدينة العوالي كأول مجمع سكني في المملكة وأولى مدن العالم توفيرًا لتكييف مركزي، ومشروع جزر حوار كموقع طبيعي ثقافي.
وتزخر المملكة بالعديد من القلاع الأثرية مثل: موقع قلعة البحرين وقلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح في الرفاع، وقلعة عراد وقلعة بوماهر في المحرق، والمتاحف الوطنية مثل: متحف البحرين الوطني، أول متحف أنشئ في منطقة الخليج العربي عام 1988، ومتحف موقع قلعة البحرين عام 2008، ومتحف البريد وغيرها.
واهتمت المملكة بتعزيز دور المجتمع المدني في تعزيز الحركة الثقافية والفكرية في وجود أكثر من 640 جمعية أهلية، و(26) جمعية ثقافية وفنية تمثل امتدادًا لتاريخها العريق منذ تأسيس نادي “إقبال أوال” عام 1913، و”نادي الخريجين” (1966)، وأسرة الأدباء والكتاب (1969)، وجمعية البحرين للفن المعاصر (1970)، إلى جانب المسارح الأهلية (أوال، الصواري، جلجامش، الريف، البيادر)، اتحاد جمعيات المسرحيين، مركز الجزيرة الثقافي، جمعية تاريخ وآثار البحرين، جمعية البحرين للفنون التشكيلية، نادي البحرين للسينما، جمعية المكتبات والمعلومات البحرينية، جمعية الشعر الشعبي، مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وجمعية الأدب الإسلامي، وغيرها من المراكز الثقافية والفنية مثل: مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الذي يتفرّع عنه عدد من البيوت مثل بيت عبدالله الزايد للتراث الصحفي، قاعة محمد بن فارس لفن الصوت، بيت إبراهيم العريض للشعر، فضلاً عن المحافظة على الحرف التقليدية والصناعات اليدوية من خلال “مركز الجسرة للحرف” (1991) الذي ينضوي تحت مظلة هيئة الثقافة، ومصنع بني جمرة للنسيج، وغيرها من مظاهر الشراكة مع القطاع الخاص من خلال مشروع “الاستثمار في الثقافة”.
وتواصلا لدور الفنون التشكيلية في الحركة الثقافية نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نظمت الهيئة يوم الأربعاء 14 يوليو 2021م معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته السابعة والأربعين، بمشاركة 57 فنانا تشكيليا، والذي افتتحه نيابة عن صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل.
ضم المعرض أعمالا من مدارس واتجاهات فنية مختلفة وتتنوع ما بين أعمال رسم باستخدام خامات ومواد متعددة، وأعمال فيديو وتركيب، وتصوير فوتوغرافي، ونحت وغيرها. كما أقيم على هامش معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، معرض بعنوان “خليفة بن سلمان – حضور بالمحبة تجدد لأعوام: 1972 – 2020” تم تكريسه لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، والذي رعى بشكل متواصل وحتى العام الماضي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية منذ انطلاقته عام 1972م.
وتمكنت خريجتان من جامعة البحرين من الفوز بالجائزتين الأولى (الدانة) والثالثة من جوائز هذه النسخة أما الثانية فكانت من نصيب الفنان أحمد عنان .
وتشهد البحرين العديد من العروض والمهرجانات الفنية والموسيقية والمسرحية الدولية من خلال مسرح البحرين الوطني، ثالث أكبر مسرح ودار أوبرا في الوطن العربي يتسع 1001 مقعد وتم افتتاحه في نوفمبر 2012، والصالة الثقافية، ومركز الفنون (1992)، ومعارض الفنون التشكيلية والكتاب والتراث، والفعاليات الأدبية حيث تم تنظيم قرابة 516 فعالية فنية وغنائية ومسرحية وأدبية محلية وعالمية ضمن مهرجان “ربيع الثقافة” خلال السنوات (2006-2019)، و”تاء الشباب”، فضلاً عن مهرجان “صيف البحرين”، وإقامة النسخته الثالثة عشرة في يوليو 2021 في ظل حرص هيئة البحرين للثقافة والآثار على مواصلة فعالياتها رغم تحديات تفشي جائحة كورونا، عبر إقامة العديد من الأنشطة الفنية والثقافية مع اتباع الإجراءات الاحترازية أو عبر المنصات الإلكترونية أو الزيارات الافتراضية للمواقع التاريخية والمتاحف، وتحديث المكتبة الإلكترونية بأحدث الإصدارات الأدبية والمعرفية، إلى جانب الجوائز الوطنية الداعمة للإبداع الثقافي والأدبي والفني، والارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، من أبرزها: (جائزة مملكة البحرين للكتاب)، و(جائزة لؤلؤة البحرين) و(جائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية)، وإطلاقها “مشروع نقل المعارف” للمساهمة في نقل المعارف الإنسانية عن طريق الترجمة وتبادل الخبرات في مجال العلوم الاجتماعية والفنون وحوار الثقافات، وسط تطلعها لمشاركة “جناح البحرين” بفعالية في “إكسبو دبي 2020”.