تخليدا للدماء الزاكية أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي لثلة من شهداء بلدة الغندورية الجنوبية الذين ارتقوا على طريق القدس، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. علي فياض إلى جانب عوائل الشهداء وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب فياض كلمة تقدم فيها بالتعازي والتبريكات من ذوي الشهداء، واعتبر أنّ الثنائي الشيعي نفّذ الوعود التي أطلقها على مدى الفترة الماضية، واختار رئيساً توافقياً وسهل الاستحقاق الرئاسي، وأنّ الفارق بين الدورة الأولى والدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية يعكس هذا الموقف، ويعكس أيضاً أن ثمّة إمكانية للثنائي كانت بمتناول يده وهي أن يعطل الاستحقاق الرئاسي، إلّا أنّه لم يقم بذلك بل على العكس تقدّم إلى الأمام ومنح أصواته للعماد جوزاف عون على قاعدة بلوغ هذا التوافق الوطني الذي يحتاجه البلد في هذه المرحلة، وعلى قاعدة أنّنا نأمل ونتطلع في أن تنجح الرئاسة والسلطة المقبلة في مواجهة التحديات والملفات الكبرى التي يحتاجها البلد.
وتابع النائب فياض: من هذه التحديات، حماية وقف إطلاق النار ووضع حد للأعمال العدائية التي يمعن بها العدو الإسرائيلي ورعاية عملية إعادة الإعمار وإطلاق المسار الذي يحتاجه اللبنانيون بقوة، وإطلاق مسار بناء الدولة وانتظام مؤسساتها وعودة الاستقرار السياسي ومسار التعافي الاقتصادي في البلد، وهذه العناوين الأساسية إنما هي مرتبطة بإعادة الاستقرار المنشود للحياة السياسية ولعلاقة المكونات اللبنانية ببعضها.
ونبّه فياض إلى حقيقة ثابتة يجب أن تبقى حاضرة في ذهن الجميع، وألّا تغيب عن بال أحد من المكونات والقيادات الأساسية والقوى، وهي أنّ إسرائيل عدو وليست مجرد معتدٍ أو محتل، وستبقى عدواً وهذه الحقيقة إنما نص عليها ميثاق الطائف، وإسرائيل ككيان هي نقيض الكيان اللبناني على مستوى الهوية والتركيبة والمصالح والغايات والأهداف، وأنّ هذا الأمر ليس موقفاً سياسيا عابراً يتبدل بين مرحلة وأخرى، بل حقيقة ثابتة وردت في اتفاق الطائف، وحقيقة ميثاقية يقوم عليها تفاهم اللبنانيين فيما بينهم.
وحذّر فياض من أنّ البعض يتعاطى في مواقفه وأدبياته في هذه المرحلة بمنطق انقلابي وإقصائي واستفزازي، ويؤسس هذا الموقف بناءً على نتائج الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان، ويعتقد أنه بالاستناد إلى مواقفه هذه إنما يريد أن يقصي طرفاً وأن يؤسس لمرحلة جديدة تقوم على توازنات مختلفة، مشدّداً على أنّ هذه المواقف والرهانات إنما هي شديدة الخطورة وتتناقض مع ثوابت الواقع السياسي والاجتماعي اللبناني.
وأردف فياض: لبنان يقوم على توازنات ميثاقية دقيقة بين مكوناته تفرض الشراكة والتفاهم، وتؤكد أولوية التلاحم الوطني وبالأخص في هذه المرحلة، ومن يراهن على هذه الرهانات إنما يستند إلى حسابات سطحية وتافهة وعابرة لن يكون لها نصيب من الواقع.
وتابع فيّاض: عندما نتحدث عن أهمية التلاحم والتوافق الوطني في هذه المرحلة، ونقارب ملفي الرئاسة وتشكيل الحكومة بهذه الروحية، إنما نقوم بذلك بكل صدق وإدراك لطبيعة المرحلة التي تحتاج إلى تآزر الجهود اللبنانية كافة فيما بينها، لافتاً إلى أنّ الذين يفكرون بعقلية انقلابية وإقصائية ويطلقون لغات وخطابات استفزازية، إنّما يلعبون لعبة خطرة تتناقض مع موجبات الاستقرار ومع إطلاق مسار إعادة بناء الدولة وإصلاحها وانتظام الحياة السياسية في هذا البلد.
النائب فياض: نقارب ملفي الرئاسة وتشكيل الحكومة بروحية التوافق الوطني
13/01/25 03:48 pm