
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، حيث تدارسوا خلاله شؤونًا كنسية ووطنية، وأصدروا بيانًا تلاه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر.
عبّر المطارنة في مستهل موقفهم عن تهنئتهم للبابا لاوون الرابع عشر بمناسبة تبوّئه السدة البطرسية، مؤكدين شراكتهم الكنسية مع قداسته، ومصلّين أن ترافقه نعمة الرب في خدمته الهادفة إلى تعزيز وحدة الكنيسة ورسالتها في نشر السلام وبناء الجسور بين الشعوب.
كما دعوا إلى إنهاء الحرب في قطاع غزّة، لما تخلّفه من مآسٍ على المدنيين، وحثّوا المجتمع الدولي على الضغط لإيجاد حلول عادلة توقف سفك الدماء وتضع حدًّا للمعاناة.
وتوقّف المجتمعون عند تطورات الوضع الإقليمي والدولي، وما قد يترتّب عليه من تأثيرات على لبنان، معتبرين أنّ الحديث المتكرّر عن فرصة نادرة أمام البلاد على صعيد الأمن والإصلاح يجب أن يُقابل بخطوات واضحة من أهل الحكم، تكرّس حصرية الدولة في إدارة شؤون اللبنانيين. وفي هذا السياق، ثمّنوا مواقف المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ووقوفها الدائم إلى جانب لبنان، في إشارة مشجّعة إلى إمكانية تعافيه واستعادة رسالته في محيطه العربي.
ورأى المطارنة أن رفع العقوبات عن سوريا يشكّل بارقة أمل تعزز استقرارها وتفتح الباب أمام فرص النهوض الاقتصادي، ما من شأنه التخفيف من أعباء النزوح السوري عن كاهل لبنان وتمهيد الطريق أمام العودة الآمنة للنازحين. كذلك عبّروا عن ارتياحهم للمسار العام للانتخابات البلدية والاختيارية، رغم بعض الشوائب، داعين المجالس الجديدة إلى التركيز على الإنماء وخدمة الناس في ظل القانون وتحت سقف المؤسسات.
وتناول البيان أوضاع السجون، لا سيما سجن رومية، مشيرًا إلى ضرورة المعالجة العاجلة والإنسانية لهذا الملف بما يحترم العدالة ويضمن كرامة المحتجزين. وختم المطارنة بدعوة أبناء كنيستهم إلى الالتزام الروحي في الشهر المريمي المبارك، مصلّين إلى العذراء مريم أن تحفظ لبنان وتسير به نحو الخلاص.