كلمة اللواء أشرف ريفي
تجمع دولة لبنان الكبير
المبادرة الوطنية لإستعادة الدولة
السبت في 27/4/2024
أيها الحضور الكريم…
بدايةً لا بد لي من توجيه شكر كبيرلصاحبة الفكرة والهمة والمبادرة، عنيت بها الأميرة السيدة حياة وهاب أرسلان، ولكامل الفريق الذي تعاون معها للتأكيد على فكرة دولة لبنان الكبير، وأرى من الضروري الإشارة إلى أن الخطوة الأولى التي رعاهاصاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة الراعي الكلي الطوبى في بكركي، والتي نتج عنها لجنة متابعة “للحفاظ على دولة لبنان الكبير والنهوض به“، وفي مرحلة لاحقة انبثقت الأفكار الأولى لإطلاق “المبادرة الوطنية لاستعادة الدولة“ التي نحن بصددها الآن.
وكان لنا الشرف والسعادة في هذه المرحلة، أن أكرمنا صاحب السماحة السيد علي الأمين (حفظه الله) بحضوره.
لا يخفى على أحد، وهنا المأساة الكبرى والمفارقة العجيبة، أننا نعيش تحت مطرقة دولة تتوهم أن شعبها “هو شعب الله المختار” ونعيش أيضاً تحت سندان دولة أخرى تتوهم أيضاً أن شعبها “هو شعب الله المختار”.
وهنا من حقنا أن نتساءل! بأي حق تتوهم كل من هاتين الدولتين أنها هي شعوب الله المختارة؟ وكأن الآخرين ونحن منهم شعوب الله المحتارة! إنها عقيلة وأوهام القرون الوسطى.
لا، أيها الإخوة وألف لا، فنحن لسنا في حيرة من أمرنا، ونحن نعي واقعنا ونعرف أمراضنا وأسباب بلائنا، ونعرف علاجنا ونحن مصممون على إنقاذ وطننا وسيكون لنا ما نريد.
نعم، سيكون لنا بإذن الله ما نريد.
الآية الكريمة تقول: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فهل القتل والإجرام والإرهاب من التقوى؟ وهل تجارة المخدرات والسموم والكابتاغون هي من التقوى؟.
لم يعد خافياً على أحد، أن ما وصلنا اليه من انحدارٍ وتردٍ وتراجعٍ، هو نتيجة الرضوخ للثلاثية الخشبية، وقد استعمل الفريق الآخر زوراً مصطلح المقاومة، الذي وبكل وضوح أصبح مرادفاً للسلاح المتفلت والمعابر السائبة، والتهرب من العدالة، وتفاقم الفلتان الامني.. وانتشار الاغتيالات السياسية، وتعطيل الانتخابات والاستحقاقات الدستورية، ومصادرة قرار الحرب والسلم والتهرب المالي والضريبي والجمركي إلخ...
هذه الثلاثية هي مجرد فقرة وردت في البيان الوزاري، وتنتهي مفاعيلهامع سقوط الحكومة، وقد سقطت، وهي ليست نصاً دستورياً أو قانوناً ملزماً،من هنا نقول بوضوح، أن هذه الثلاثية الخشبية قد انتهت، ولا مبرر لوجودها أو التداول بها أو رسم سياسات داخلية وخارجية بناءً عليها.
أيها الحضور الكريم…
من هذا البيت التاريخي العريق، نطلق مع كوكبة من الحريصين على لبنان الوطن، “المبادرة الوطنية لاستعادة الدولة“، وذلك لتحقيق حلمنا وقرارنا بدولة سيدة حرة مستقلة.
لبناننا، لبنان الكبير، أيها الأصدقاء، أقوى من مشاريع النفوذ وأوهام الغلبة، لبنان سينتصر بكم وبأمثالكم وبأغلبية وازنة متمسكة بهذا النموذج الفريد من العيش المشترك، ومن مساحات الحرية والتنوع والانفتاح والإشعاع.
ما نقوله أيها الأصدقاء ليس مجرد كلمات عابرة، نحن نؤمن بصيغة لبنان، لبنان الكبير ونؤمن أن أغلبية وازنة تريد ان تعيش معاً في هذا الوطن بكرامةوحرية وازدهار، ليكون وطننا لبنان، وطن الرسالة بتفاعله الإيجابي الإسلامي المسيحي.
نؤمن أن اغلبية وازنة تسعى لحياةٍرغيدةٍ ومستقبلٍ مزهرٍ، وترفض ثقافة الموت والدمار.
نؤمن أن لبنان المتعدد هو جوهرة في العالم العربي، وأن أصدقاءنا في الدول العربية والمجتمع الدولي، حريصون على التمسك بدولة لبنان النموذج المتميز، وبالمقابل يمعن البعض في لبنان بتدمير وطن يحتمي به ولا يحميه، البعض يحول هذا الوطن الى مسرح تجارب والى مختبر للصراع والعنف والغلبة.
عشنا أيها السادة لبنان، وكان وطننا رائعاً مزدهراً، وإذ به يتحول إلى دولة فاشلة ثم إلى دولة مارقة.
نعيش اليوم لحظات مصيرية، لبنان أقحم في حرب من أجل تعزيز النفوذ الإقليمي لدولة تعيش في الماضي.
نحن وبالقدر نفسه الذي نساند أهلنا في فلسطين الحبيبة، بمواجهة الحرب الاسرائيلية الوحشية، نعمل على حماية لبنان.
لبنان القوي بدولته وسيادته وحريته هو السند لنفسه ولقضايا العرب العادلة، وفي طليعتها قضية فلسطين،لن يكون لبنان المنهك بالوصاية والفساد والتبعية، قادراً على حماية اللبنانيين، فكيف بقضية فلسطين؟
لذلك ندعو وبكل وضوح الى الآتي:
أولاً: نطالب بنزع السلاح غير الشرعي،وبسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية الشرعية على كل شبر من أرض لبنان، ونطالب بأن يكون الجيش والقوى الأمنية وحدها، من تمسك وتضبط كل الحدود البرية والبحرية والمرافق الجوية.
ثانياً: نطالب بتطبيق الدستور اللبناني بكافة مندرجاته، والالتزام بالمواعيد الدستورية للاستحقاقات كافة، ونحذر المنظومة التي عادت الى سلوك المحاصصة والتفاهمات على جثة الدستور، بأنها تطلق الشرارة لثورة متجددة سيقوم بها اللبنانيون لا محالة، في مواجهة تحالف الطائفية والوصاية والفساد.
ثالثاً: نطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية كافة أي القرارات 1701 1559 1680، لأنها صمام أمان للبنان، ولأنها الوحيدة التي تحميه مع قواه الشرعية من اي اعتداء خارجي.
رابعاً: نبارك جهود مجموعة الدول الخمس التي تحاول مساعدة لبنان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ونتمنى عليها الانتقال من مرحلة التشاور، إلى خطوات عملية لتسمية المعطلين، ثم لترجمة البند الخامس من بيان وزراء خارجية الدول الخمس، الذي انعقد في الدوحة، والذي ألمح الى وضع عقوبات على من يمنعون انتخاب رئيس الجمهورية، بكل مصارحة نقول أن استمرار تعطيل انتخاب الرئيس، لن يتوقف إلا اذا شعر المعطلون أنهم سيتعرضون لإجراءات حازمة.
أيها الأصدقاء…
نعمل معاً كمعارضة لبنانية وكوطنيينسياديين، لمنع مشروع الغلبة من أن يعيد تشكيل السلطة لكي يؤمن استمرار هيمنته على الدولة والمؤسسات، نعمل معاً لتشكيل سلطة على قياس طموح اللبنانيين بالإصلاح الجدي والتغيير.
من هذا المنبر نتعهد بالاستمرار بالنضال لنحرر لبنان من السجن الكبير.
من هذا المنبر، نطلق وإياكم “المبادرة الوطنية لإستعادة الدولة”.
فلا مستقبل لنا ولأودنا إلا بالدولة، الدولة اللبنانية الشرعية.
في الختام، أكرر شكري للأميرة حياة وهاب أرسلان وكل العاملين معها.
كما أكرر شكري لكل من صاحب الغبطة.
وصاحب السماحة.
كما أوجه شكراً كبيراً لكل منكم.
عشتم…
عاش لبنان الكبير عزيزاً معافى، يجمع أبناءه البررة، تحت جناحيه.
وإلى اللقاء معكم في محطات وطنية على طريق الحرية والسيادة والكرامة والإستقلال والإزدهار