
كتبت لمى حسين في موقع ناشطون:
يحتار المواطن الميؤوس من أمره كيف يعالج قضاياه الحياتية، فلا يكاد يفكر بتأمين لقمة عيشه حتى تطالعه مسألة الدواء وغلاء اسعاره ، ومن ثم يصطدم بأسعار النقليات واشتراك الكهرباء، باختصار كل خطوة يخطوها باتت تتطلب ألف حساب فماذا في جعبته من هموم على صعيد القطاع التربوي؟؟!!! وهل إنطلق العام الدراسي بأمان؟!!!
يبرز التعليم لدى الكثير من المواطنين في طليعة همومهم نظرا لعدم قدرتهم على تأمين رسوم التسجيل ومن ثم الكتب فالقرطاسية ومتى إنتهى من ذلك تطالعه قضية تأمين المواصلات ، وان تم كل ذلك بنجاح تطالعه معضلة الأستاذ الذي يرفض ممارسة دوره قبل تسوية أوضاعه بتحسين راتبه والذي في الوقت الراهن لا يكفيه للوصول الى مدرسته أو ثانويته، خاصة الأستاذ المتعاقد والذي طالب منذ سنوات طويلة بالتثبيت لكن لا أذن تسمع ولا عين ترى، لتتفاعل قضيته اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل وتبلغ الذروة في ضوء الحديث عن ثانويات أقفلت أبوابها في مدينة طرابلس بسبب الظروف القاسية التي تتخبط بها لجهة عدم القدرة على تأمين المازوت وغياب الأساتذة ومن ثم الطلاب، ليبقى الملفت في المسألة عدم تناولها من قبل المعنيين بهدف ايجاد الحلول مما يوحي وبما لا يقبل الشك أن التعليم في لبنان بات حكرا على الميسورين الذين تمكنوا من ادخال أولادهم للمدارس والثانويات الخاصة، في حين المدارس الرسمية تواجه نار جهنم المفروضة عليها دون أن يكون هناك أي مساعي لاخماد حرائقها، وتتجلى هذه الصورة في الواقع المرير الذي آلت اليه إحدى ثانويات طرابلس الرسمية وهي ثانوية عدنان الجسر والتي توجهت مديرتها بتسجيل عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتستنجد أصحاب الضمائر انقاذها قبل فوات الأوان، حيث لا مازوت ولا أساتذة ولا طلاب مما اضطرها لاقفال أبوابها، وبالرغم من مناشدة المديرة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابن مدينة طرابلس ولوزير التربية بل ووصلت لحدود رئيس الجمهورية الا إن أي ردة فعل لم تظهر ، ولم نسمع كلاما حول هذا الموضوع، وكأن التربية والتعليم لم تعد من سلم الأولويات، ويبقى السؤال المطروح هل لجأت مديرة ثانوية عدنان الجسر الى إطلاق صرختها عبر شبكات التواصل بعدما لم تفلح في الوصول إلى الجهات المعنية والتي أقفلت أبواب الحلول وشرعت الباب فقط لإطلاق الشكاوى من الانهيار الاقتصادي الذي يحرم الأستاذ من أي امكانية في تحسين مستواه؟؟!!!
حتى الساعة، هناك ثانويات رسمية فتحت أبوابها في وجه الطلاب وبدأت التعليم، في حين هناك ثانويات أخرى لا زالت تبحث في قضية تسجيل الطلاب والتواصل مع الأساتذة للالتحاق بصفوفهم، والسعي لتأمين مادة المازوت وتوفير الكهرباء داخل الصفوف والتي تغطس بالعتمة فضلا عن الحاجة الملحة للكهرباء من أجل التصوير وكل ما من شأنه أن يخدم رسالة التعليم .
رسم التسجيل في الثانوية هو 251 ألف ليرة، قد يبدو مقبولا لكن ليس بالنسبة لتلك العائلة الفقيرة والتي لديها أكثر من ولد في المدرسة أو الثانوية، وإن تأمن المبلغ هناك الكتب والقرطاسية ومن ثم المواصلات كونه ما من ثانويات في الأحياء الشعبية كالتبانة ومنطقة باب الرمل والأسواق الداخلية فماذا يفعل المواطن؟؟!!
مواطنة في التبانة تشير الى انها ” أم ل 5 أولاد، وهذه السنة تعاني الأمرين لجهة تأمين المدارس لهم ، فمن أين المال وراتب زوجها لا يكفي لشراء الحاجيات الضرورية، فهل الحل يكمن في بقاء أولادي في البيت بلا تعليم؟؟ وهل هذا ما تريده دولتنا لأبناء الفقراء؟؟ أين السياسيين بل أين الجمعيات الناشطة في هذا المجال؟؟! لم نجد من يقرع الباب ليسألنا عن مصير أولادنا؟؟!!
من جهتها الحاجة عفاف قالت :” أولادي في المنزل كونه لا يمكنني ارسالهم إلى المدرسة البعيدة عن منطقتنا، فلا رسم التسجيل مؤمن ولا الكتب ولا المواصلات حتى “الخرجية” لا يمكننا تأمينها، وفي حال توفر كل ذلك هناك جائحة كورونا والتي تتغلغل في المدارس الرسمية، ويبدو بأن المسؤول غير معني بالأمر ، لبنان انهار بالكامل والمجتمع الطرابلسي أكثر المتضررين”.