اول قاض في لبنان يعلن تمرده على قرار غجر: لن أدفع لا ٢٠٠ ألف ولا ١٥٠ ألف ليرة ثمن تنكة البنزين، وسأتوقف عن الإنتقال الى المحكمتين حيث أعمل…بحال حاولت السلطة تزويدنا بالبنزين فإنني سأعتبر ذلك رشوة
في مدونة لافتة مزجت بين اللغتين المحكية والفصحى، سجل المستشار في هيئة محكمة الجنايات في جبل لبنان القاضي شادي قردوحي خرقاً جديداً لمبدأ التحفظ المنصوص عنه في قانون القضاء العدلي، وكتب على صفحته عبر”فايسبوك” الآتي:
أنا القاضي شادي قردوحي، تعقيباً على تصريح وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، وبما أنني(بالرغم من أن راتبي في الأصل يُعتبر جيداً جداً) لن أدفع لا ٢٠٠ ألف ولا ١٥٠ ألف ليرة ثمن تنكة البنزين، وبالتالي سأتوقف عن الإنتقال الى المحكمتين حيث أعمل…وفي حال حاولت السلطة تزويدنا، أي القضاة، بالبنزين أو ما يعادل قيمتها فإنني سأعتبر ذلك من باب الرشوة للسكوت على جرائم الكارتيلات في حق الشعب…يا جماعة ما نضيع البوصلة، لا هيدا الوزير ولا غيرو، ما تخلوهن يفوتونا ببعض…بكل بساطة علينا أن نوقف سياراتنا ولا أحد يتزود بالوقود ليوم أو يومين…بدنا نتحمل، أو بدك تصبر يا مواطن هاليومين أو بدك تنتهي مالياً وصحياً و…..”
القاضي قردوحي الذي “طردته” مجموعة “قضاة جبل لبنان” من “غروب الواتساب” قبل نحو أسبوع على خلفية تدوينة أصابت في العمق منظومة الفساد السياسي، عاد امس ليسدد ضربة مُحكمة لامس فيها وجع الناس الذي تتسبب به طبقة سياسية أذلّت شعبها بكل مقاييس الكلمة ورفعت عنه سِتر الكرامة والعيش بأمان.
