شعار ناشطون

العميد تمساح: المرفأ فجّره صاروخ… استهدف ذخيرة

18/07/21 08:25 am

<span dir="ltr">18/07/21 08:25 am</span>

كتب جمال مرعشلي في “أساس ميديا”:

ما حقيقة انفجار المرفأ؟ وعلى ماذا سترسو التحقيقات؟ هل هو حريق بفعل التلحيم أم تفجير مفتعل عبر عمليّة أمنيّة على الأرض بعدما اُستُبعدت نظرية القصف الصاروخي من الجوّ؟

بعيداً من التحليلات السياسية، ألقت “أساس” الضوء على هذه الاحتمالات عبر نظرة علميّة في حوار مع الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أحمد تمساح، وهو ضابط مراقب رادار وموجّه قتال والتحام جوي بين الطائرات الحربية. تابع دورتين عسكريتين، الأولى في فرنسا والثانية في الولايات المتحدة الأميركية، ودورة أركان ثالثة في كلية الحرب العليا بإيطاليا.

 

 

 

– ما رأيكم في القول إنّ نيترات الأمونيوم تولِّد لدى انفجارها عمودَ دخانٍ أصفر لا بنّيّ، وإنّ اللون البنّيّ الذي شاهدناه في الانفجار خاصّ باحتراق معدن الليثيوم؟

– ما شاهدناه هو ألوان الموادّ الحربيّة التي فُجِّرت في العنبر.

لكنّ الخبراء الفرنسيين أسقطوا احتمال قصف العنبر، فأسقطه البيطار، وبقيت مسألتان: التلحيم، والقاضي ينتظر نتيجة المحاكاة، والعمل الأمني الداخلي الذي لم يتطرّق إلى تفاصيله في الإعلام

 

– فُجِّرت؟

– نعم. أنا لا أقول إنّ العنبر لم تكن فيه نيترات، ولكنّ كمّيّتها كانت قليلة جدّاً. وليد جنبلاط يقول إنّها 400 طنّ فقط. نعم، الأصوات التي سُمعت في العنبر هي أصوات ذخيرة، وما فُجِّر هو ذخيرة. وبصرف النظر عن سماع بعضهم صوت طائرات أو لا، إلا أنّ الحقيقة في نظري أنّ الجميع لا يريد الوصول إلى الحقيقة في قضية المرفأ.

 

 

 

– ألا تتعرّض المفرقعات التي تُخزَّن 13 سنة، للرطوبة البحرية، ثمّ للفساد؟ فكيف انفجرت؟ وبرأيكم هل المفرقعات هي التي أحدثت الانفجارَ الأوّل فعلاً أم شيء آخر؟ إذ خلت أصوات احتراقها من صوت صفير يصاحب في العادة انفجار المفرقعات؟ وهل تعتقدون أنّ فوسفات الأمونيوم والفتيل، اللذين ذكر تقرير قناة mtv أنّهما كانا في العنبر، هما السبب في الانفجار الأول؟

– ربّما يكون ما بثّته “mtv” صحيحاً، وقد يكونون حصلوا عليه من المانيفستو الخاص بالبضائع.

بخصوص المفرقعات فلديك كل الحق في ما قلتَه. أذكر أنّنا ونحن صغار كنّا نخبّئ المفرقعات في كيس نايلون من عيد الفطر إلى عيد الأضحى، ثمّ بعد شهرين كنّا نجدها وقد ذابت، فما بالك بـ13 سنة؟! وإنّني أذكر أنّ الإجراء الأوّل، الذي كان يتّخذه قيصر عامر (أكبر مستورد مفرقعات وقتها)، هو إخلاء المفرقعات فوراً، وعلى وجه السرعة من المرفأ. لقد كان هناك حكم مؤسسات وقتها، وليس حكم شخص أو حزب. ثانياً، المفرقعات عندما تنفجر تُصدر شهباً وألواناً وأشكالاً، أمّا ما رأيناه وسمعناه قبل الانفجار الأوّل فهو أصوات ذخيرة فُجِّرت بصاروخ.

السلطات الفرنسية تتعامل مع الحدث بخفّة، فلم يسلّموا الصور، ثمّ فجأة أعلنوا أنّهم سلّموها، ومرّة قالوا إنّ أقمارنا الصناعية كانت موجّهة إلى نقطة أخرى

 

– لكنّ الخبراء الفرنسيين أسقطوا احتمال قصف العنبر، فأسقطه البيطار، وبقيت مسألتان: التلحيم، والقاضي ينتظر نتيجة المحاكاة، والعمل الأمني الداخلي الذي لم يتطرّق إلى تفاصيله في الإعلام.

– السلطات الفرنسية تتعامل مع الحدث بخفّة، فلم يسلّموا الصور، ثمّ فجأة أعلنوا أنّهم سلّموها، ومرّة قالوا إنّ أقمارنا الصناعية كانت موجّهة إلى نقطة أخرى… ربّما يستطيعون الضحك على الناس البسطاء، لكنّهم لا يستطيعون الضحك على الخبراء المحترفين، وكأنّه لا يوجد إلا قمر صناعي واحد في السماء، فيما هناك مئات الأقمار الصناعية، من أميركية وروسية وفرنسية وبريطانية وغيرها. لقد أسقطوا احتمال قصف العنبر كي لا يضطر حزب الله إلى الردّ، وهو ليس في وارد الدخول في حرب مع إسرائيل لا تُبقي ولا تذر، ولا حتى إسرائيل تريدها، وخصوصاً أنّ الظروف الاقتصادية المأسوية لن تسمح لأحد بإيواء أيّ مهجّر، وقد تقع عندها حرب أهلية، فلجأوا إلى رواية “التلحيم”، وإلا فضحوا كل شيء بالتفصيل. إبحث عن اللعبة الإيرانية في الأمر وفي مفاوضات فيينا. إيران “تتدلّل” على جماعة الغرب وتطالبه بثمن المهمة التي كلّفها بها.

 

 

 

– نعلم أنّ هناك خمسة أنواع من التلحيم: بالأوكسيجين، بالكهرباء، بالألومينيوم، بالنحاس، بالأرغون. هل تعلمون نوعاً آخر؟ وهل لديكم فكرة عن نوع اللحام المستخدم يوم التفجير؟ وهل تعتقدون بواقعية النظرية التي تقول إنّ شرارات تطايرت وتسبّبت بحريق؟ هل تعتقدون بعمل أمنيّ تخريبي تسبّب بالحريق ثمّ الانفجار؟

– برأيي الشخصي أنّ رواية الشرارة الناتجة من التلحيم متهافتة، إذ لا يمكن أن تكون شرارة هي القادح الذي تسبّب بانفجار “ذرّيّ”، كالذي حدث في المرفأ. فالقادح أو المفجِّر أو الـcatalist، باللغة العسكرية، لا يمكن أن يكون إلا طاقة قويّة جدّاً أكبر ممّا يستطيعه أيّ عمل محليّ.

 

– كيف تفسّرون تغيّر ألوان عمود الدخان من الأبيض إلى الداكن فالأسود عند الانفجار الأول، والبنّيّ عند الانفجار الكبير؟ 

– هي ألوان الموادّ العسكرية والحربية التي فُجِّرت، كما أسلفتُ لك. وقد تكون بينها مواد كيميائية أو سريعة الاشتعال أو زيوت، وهي الأكبر كمّاً برأيي، وقد انفجرت مع النيترات الأقلّ كمّاً.

تابعنا عبر