شعار ناشطون

الشتاء على الأبواب والدفى ممنوع!!! بلدات عكار النائية ترزح تحت برد قارس

23/11/21 06:00 pm

<span dir="ltr">23/11/21 06:00 pm</span>

تحقيق من إعداد غروب قمر الدين

“الدفى عفا ولو بعز الصيف” مقولة شائعة نظرا لأهميتها من الناحية الصحية فكيف يبدو حال المواطن الذي يعيش في الأقضية النائية مع حلول فصل الشتاء، وبدء العواصف وموجات البرد والصقيع، والذي يقابله انهيارا اقتصادية وغلاء فاحشا يطال كل القطاعات ومنها قطاع المحروقات والتي من خلالها يتزود المواطن بالدفء عبر استخدام الصوبيا الأكثر

طلبا في هذه الأقضية ومنها بلدة فنيدق في جرود عكار على سبيل المثال لا الحصر، هذه البلدة والتي بدأ أهلها يشكون الصقيع مع أول موجة برد وشتاء، مما أدى الى اعلاء الصرخة ومناشدة المعنيين بايجاد الحلول ، لكن هل إن صرخات المواطن تسمع في هذا الزمن؟؟!!! خاصة صرخة أبناء عكار المهملة والمحرومة على مر السنوات الماضية فهل في جعبة السياسيين اليوم وفي خضم الأزمات من بوادر حلول؟؟!!
طبعا الاجابة تأتي بالنفي، ومن غض النظر عن عكار بالأمس، لن يوليها الاهتمام اليوم، ليبقى الأهالي أمام خيار واحد لا بديل عنه وهو اللجوء الى قطع الأشجار بغية اشعالها والاستفادة من دفئها، خيار يلحق الضرر بالبيئة والأحراج والتي نالت نصيبها هذا العام من الحرائق التي طالت الكثير من غابات عكار وأشجارها المعمرة ليكمل عليها اليوم الأهالي الذين حرموا من دفء الدولة فلجؤوا مرغمين الى الطبيعة ليستفيدوا من أشجارها في ظل الغياب الكامل للتيار الكهربائي وعدم القدرة على تأمين المازوت بشكل يومي، فهل يحاكم المواطن على فعلته؟؟ أم تتحمل الدولة مسؤولية اهمالها له؟؟!!
الأهل معنيون بتأمين التدفئة لأبنائهم ولا مهرب من هذه الحاجة الضرورية والملحة، لكن فقر الحال يمنع الكثيرين من هذا الأمر، حتى من لديه المال يعجز عن تأمين المازوت بشكل دوري نظرا لارتفاع أسعاره وارتفاع أسعار كل المستلزمات الضرورية للوقاية من برد الشتاء كالملبوسات والأحذية والتي يعجز الأهالي عن تأمينها مما يزيد في الطين بلة، ويطرح الكثير من التساؤلات حول الواقع المأساوي للمئات بل الآلاف من العائلات العكارية.

رئيس بلدية فنيدق عبد الحي

رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي وفي حديث لموقع “ناشطون” يقول:” تتميز فنيدق بالعديد من الاشياء الثمينة ومن أهمها:الأشجار المعمرة والمتنوعة والنادرة على مستوى الشرق الأوسط كتلك الموجودة في “غابة العذر” كما انها تتميز بأرضها الخصبة والتي تزرع غالبا بالحبوب.
تعتمد قرية فنيدق على موسم التفاح والذي يقارب المليون صندوق تفاح بالموسم الواحد.
مثلها مثل كل قرى ومدن لبنان تعاني فنيدق من عدم دعم الدولة للمزارعين والزراعة،فالمزارع لا يملك إلا موسم الصيف ليكسب منه لقمة عيشه.
معظم أبناء بلدية فنيدق منتسبين للمؤسسة العسكرية وكما نعلم ان وظائف الدولة حاليا لا يُعتمد عليها كركيزة اساسية يُستند عليها.
اصبح معظم سكان فنيدق تحت خط الفقر ونسبة تصل الى ٦٥ الى ٧٠٪ تقريبا،ويجب الإلتفات إلى انه لا توجد نسبة كبيرة مغتربين من سكان فنيدق خارج البلاد.
تظهر حاليا في فنيدق مشكلة قطع لتلك الأشجار المعمرة في سبيل التدفئة لانها تُعرف ببردها القارس في فصل الشتاء.
حالها كحال بقية قرى لبنان الجبلية تعاني من غلاء المحروقات والتي لا تخولهم لشراء مادة “المازوت”للتدفئة،حتى ان ارتفاع اسعار الثياب يقف عائق في وجه هؤلاء السكان المساكين.
وحالها ايضا كحال كل قرى ومدن لبنان تعاني من غلاء المعيشة والرواتب المنخفضة وعدم قدرة السكان فيها على شراء الطعام والدواء”
وختم :”صرخات اهل فنيدق تصدح وحالهم كحال جميع سكان لبنان فقط يطالبون بأدنى حقوق المواطن والكهرباء والمحروقات والدواء والطعام…
فإلى متى هذا الظلم المستفحل على هذا الشعب؟!”.

الناشط زكريا

من جهته الناشط مروان زكريا قال:”لا شك ان كامل بقاع لبنان يعاني من الازمة المعيشية التي ضربت لبنان مؤخرا بشكل كبير،لكن هناك مناطق نائية وجبلية تعاني مع قدوم فصل الشتاء كبلدية فنيدق والتي يعاني معظم اهلها من البرد القارس وعدم قدرتهم على شراء مواد للتدفئة كالحطب او المازوت او الغاز في ظل إرتفاع اسعار تلك المواد بشكل جنوني،فهناك من تدبر امره مؤقتا ولكن مع مرور الايام سيعود الحال كما كان وهناك من ليس لديه القدرة ابدا على تدبر امره ولو حتى مؤقتا.
امر اخر يجب الالتفات اليه وهو انه لم تقف الازمة فقط عند شراء مواد للتدفئة ولكن حتى الثياب للاطفال لا يمكنهم شراؤها وكله يصب تحت سبب واحد وهو الغلاء والفقر الذي وصلنا له”.
وتابع :”بالتأكيد هناك عدد كبير من النساء الارامل في قرية فنيدق والتي ليس لديهم اي احد لإعانتهم وإعانة اطفالهم واولادهم فإلى متى سنظل تحت رحمة هذا الوضع المريع!!!”

تابعنا عبر