ورأى أن “لبنان أضاع وبسبب ممارسات البعض، ولاسيما من قبل معظم الأحزاب الطائفية والمذهبية والميلشياوية فرصا عديدة أتيحت للبنان خلال العقدين الماضيين لخوض غمار الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والمالي والمعيشي، ولم يعد من الجائز الاستمرار في هدر وتضييع الفرص المتاحة الآن، وبالتالي تدمير المستقبل الوطني”.
واشار الى أنّ “هناك ضرورة وجودية للمضي بسرعة في خطة الإنقاذ والتعافي وخوض غمار الإصلاح الحقيقي وبجوانبه كافة. إذ أن اللبنانيين باتوا مهددين في أمنهم الوطني وأمنهم المعيشي والبشري والإنساني. ولا عذر لأحد في التأخر أو التردد لأي سبب وبأي حجة”.
وتسائل السنيورة: “هل نفقد الأمل؟ والجواب بشكل قطعي الأمل يبقى باللبنانيين جميعا، وابتداء من الرئيس الجديد والحكومة الجديدة، الذين عليهم الالتزام- قولا وفعلا- بالعودة إلى الدستور واتفاق الطائف، واسترجاع سلطة الدولة اللبنانية الحصرية على كامل أراضيها وبقرارها الحر”.
وردا على سؤال عن انتخاب رئيس للجمهورية، قال: “بداية، هناك قول باللغة الإنكليزية استشهدت به وذكرته أمام غبطة البطريرك الآن، وهو عبارة تقول: “Stand up to be Counted”، ويعني قف لتحسب الناس لك حسابا. يجب علينا أن نتضامن. كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان وبسيادة لبنان وحريته وقراره الحر أن يتضامنوا سوية وليعبروا عن رأيهم بوضوح وصراحة وجرأة. ونحن عندما نقف يحترمنا اللبنانيون، ويحترمنا أصدقاؤنا وأشقاؤنا في العالم، وبالتالي هذا هو الطريق لتحقيق التغيير الديموقراطي الصحيح. وهذا هو طريق العمل السياسي الصحيح الذي يمكن أن يقدر لبنان على الخروج من هذه المآزق الكبرى وهذه الانهيارات وهذه الانسدادات”.
واستطرد قائلًا: “ثانيا، بالنسبة لرئيس الجمهورية. نعم، وكما قلته من على هذا المنبر قبل ثمانية سنوات عندما حضرت إلى هذا الصرح لزيارة غبطة البطريرك خلال فترة العمل من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في العام 2014، ان هذا القرار لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد هو قرار وطني وليس قرارا محصورا بطائفة أو بمجموعة من اللبنانيين. هو قرار وطني”.
واعتبر السنيورة انه: “من جهة أخرى، فإن على الجميع أن يستخلصوا النتائج والدروس مما شهدناه وعانينا منه على مدى- وعلى الأقل- الست سنوات الماضية بأن رئيس الجمهورية العتيد هو الرجل الذي يجب أن يحظى بثقة اللبنانيين وليس بثقة فريق من اللبنانيين”.
واكد السنيورة أن “رئيس الجمهورية هو الذي يعطيه الدستور هذا الدور بكونه رمز وحدة الوطن، وهو الذي يستطيع بسبب صفاته هذه أن يجمع اللبنانيين، وبالتالي هذا الذي يستطع أن يكون الرأي والقرار الوطني الحقيقي في لبنان، والذي يحظى بثقة اللبنانيين”.
وقال: “هذا هو الطريق الوحيد لخروج لبنان من مآزقه وليس هناك من طريق آخر. وعبثا نبحث إذا استمرينا بحالة الضياع وحالة الانحراف في بوصلتنا الوطنية وبوصلتنا السياسية وبوصلتنا الاقتصادية. فبالتالي يجب علينا جميعا أن ندرك أن لا خروج من هذه المآزق، ما لم نعد إلى احترام أحكام الدستور واسترجاع الدولة من خاطفيها”.
وأردف: “أنا أقول هل هناك إمكانية. نعم، هناك إمكانية وعلينا أن نعمل جميعا وبعمل سياسي تراكمي نستطيع أن نحقق التغيير نحو الأفضل وبالشكل الذي يحظى بثقة اللبنانيين، وبالتالي بثقة المجتمعين العربي والدولي”.
سئل: هل تدعو المعارضة لتوحيد صفوفها قبل الانتخابات الرئاسية؟، أجاب: “بدون أدنى شك. هذا هو الطريق الذي يوصلنا إلى الخروج من هذه المآزق والانسدادات”.
وعن خواتيم سعيدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية، قال السنيورة: “أتمنى ذلك. هذا علما أن هناك من يسعى إلى عملية تخريب لهذه الجهود السياسية، وبالتالي إلى حرف الانتباه ومحاولة توريط لبنان وإقحامه بما لا يستطيع لبنان أن يتحمله. نعم، هناك إمكانية ويجب أن يكون هناك موقف وطني موحد من أجل الإصرار على ما أقرته الحكومات اللبنانية على مدى سنوات بالنسبة لحدود لبنان في منطقته الاقتصادية الخالصة. هذا الأمر ممكن إذا تضامنا كلبنانيين بموقفنا لجهة التمسك بحدودنا الحقيقية في تلك المنطقة. نعم، وعندها نستطيع ومن الممكن أن نصل إلى نتيجة إيجابية”.