شعار ناشطون

الزبائنية السياسية وعائق الهوية اللبنانية

11/10/21 11:07 am

<span dir="ltr">11/10/21 11:07 am</span>

ديما صادق*

في ليلة من ليالي #17 تشرين، سهرنا انا ومتظاهرين عدة في احد شوارع الاشرفية على مقربة من جسر الرينغ. لم يكن احد منا يعرف الآخر. جمعتنا صدفة تظاهرة ليلة تشرينية. ضمت المجموعة صبايا وشبابا من زحلة، عكار، بيروت، اليمونة البقاعية، الجنوب، طرابلس. كان الموجودون يتحدثون عن هموم مشتركة، اهداف مشتركة، احلام مشتركة. باختصار، كانوا ينطقون بلغة واحدة على رغم تنوع خلفياتهم المناطقية الطائفية وربما حتى الحزبية. كان يسهل على اي مستمع للحديث ان يستنتج  بسلاسة ان المجتمعين ينتمون الى هوية مشتركة، هوية جمعتهم، على الاقل في تلك اللحظة: هوية #لبنانية، او- بشكل ادق – هوية تبحث عن لبنانيتها. لم يكن الحدث لبناني الهوية والهوى يوما بهذا الاجماع، ولا حتى في لحظة 14 اذار، حيث حال عدم الوجود الشيعي دون عدم اكتمال لحظة البحث عن الهوية اللبنانية، ناهيك عن ان الانتماء الحزبي ظل طاغيا على المشهد. في لحظة 17 تشرين كان المشهد اكثر وضوحا: مواطنون سئموا من تلاعب وخذلان الاحزاب وفسادها، مواطنون منهكون من وطأة الازمة الاقتصادية، جمعهم – للمرة الاولى في تاريخهم ربما – همّ مشترك تماما هو الانهاك الاقتصادي والاجتماعي، وها هم توّاقون لايجاد هوية مشتركة في ما بينهم تبلور أزمتهم المشتركة لا بل تكون الحل لتلك الازمة. كان الحديث الطاغي في تلك الجلسة العفوية ان جميع الموجودين سئموا من ولائهم العبثي للاحزاب، وباتوا يدركون ان الخلاص هو في الدولة.

تابعنا عبر