
ميسم رزق – الأخبار
ولأن الصوت السنّي القادر على التأثير في مصير المرشحين في دوائر عدّة مستقبلي الغالب، ترجح التقديرات أن لائحة «بيروت تواجه» لن تنال أكثر من حاصل، وأن المرشّح الفائز فيها «على الأغلب لن يكون سنياً». وتؤكد مصادر أن «التقديرات التي يعرفها السنيورة جيداً» هي أن النواب السنّة في بيروت الثانية سيتوزعون على لوائح الأحباش (٢) والجماعة الإسلامية (١) وفؤاد مخزومي (١) واحتمال أن يكون هناك مقعد من نصيب لوائح قوى المعارضة.
أمام هذا الواقع، يبلغ الدفع في اتجاه المشاركة في الانتخابات سقوفه القصوى، بحجة أن رفع نسبة التصويت هو حبل النجاة الوحيد للسنيورة. لكن الوقائع والأجواء في الأسبوعين الماضيَين لم تسجّل تغيراً ملحوظاً في المزاج السني. صحيح أن عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت وحراكه ولّدا اندفاعة انتخابية، لكنها ليست كافية لإنقاذ السنيورة، فموقف الحريري وموقف بيئته وتياره وكوادره في حال بقي على ما هو عليه، سيكون ذا تأثير كارثي على رئيس الحكومة السابق المتمرد على البيت الحريري.
لائحة السنيورة قد لا تفوز بأكثر من نائب… لن يكون سنّياً على الأغلب
هذه الأجواء ناقشتها شخصيات مع السفير السعودي. وعندما ذُكر أمام البخاري أن الحريري «قد يخرج بكلمة علنية قبلَ يوم الانتخابات ليطلب من جمهوره مقاطعة صناديق الاقتراع»، أجاب بأن الحريري «خاسر، إن فعلها وإن لم يفعلها». ولم يجِد الضيوف تفسيراً لذلك سوى أن «الحريري في حال دعا إلى مقاطعة الانتخابات سيزيد السخط السعودي عليه». بعد أيام قليلة، بحسب مصادر مطلعة، كرر البخاري كلامه بصيغة أوضح، مشيراً إلى «احتمال أن تطلب الرياض من الإمارات إبلاغ الحريري الخروج قبلَ الانتخابات ببيان يدعو الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات»، وهو ما وصل الى مسامِع الحريري. لكن المفارقة أن تمزيق صور المرشحين في بيروت أتى بعد أيام قليلة على نقل كلام البخاري!