شعار ناشطون

“الرحلة إلى جبل قاف” لمحمد سعيد احجيوج

24/09/24 10:51 am

<span dir="ltr">24/09/24 10:51 am</span>

صدر حديثًا عن دار مرفأ (بيروت- إسطنبول) المجموعة القصصية “الرحلة إلى جبل قاف” للكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج. تضم المجموعة تسع قصص تمثل رحلة أدبية فريدة في عوالم السرد والخيال، وتعد إضافة نوعية إلى المشهد الأدبي العربي المعاصر.

 

تتميز هذه المجموعة بأسلوب سردي يمزج بين الواقع والخيال والأسطورة، مستلهمة من التراث العربي الغني وروائع الأدب العالمي. يبرز في القصص تداخل الأزمنة والشخصيات والحكايات بشكل يخلق شعورًا بالتيه والغموض، مما يدعو القارئ للتأمل في طبيعة الزمن والواقع، ويطرح أسئلة عميقة حول الهوية والوجود. هذا التداخل يتجلى بوضوح في قصص مثل “الظهور الثاني لكتاب الرمل”.

يستخدم احجيوج تقنية الميتا-سرد بشكل لافت، ويخلخل في أغلب قصصه الحواجز بين الواقع والخيال. في قصة “البحث عن إدمون عمران المالح”، على سبيل المثال، يتداخل السرد مع عملية الكتابة نفسها، مما يجعل القارئ جزءًا من عملية الإبداع. كما يحضر التناص بقوة في هذه المجموعة، مع إشارات وتلميحات لأعمال أدبية كلاسيكية وحديثة، من “ألف ليلة وليلة” إلى كافكا وبورخيس، وكيليطو.

تستكشف القصص مواضيع فلسفية عميقة مثل طبيعة الحقيقة والواقع، وعلاقة الإنسان بالزمن والتاريخ. أسلوب الكتابة مكثف وغني بالصور والاستعارات، والجمل مشحونة بالمعاني والدلالات. يتأمل الكاتب في طبيعة الحلم والواقع، وكيف يمكن للأحلام أن تشكل واقعنا. كما تطرح المجموعة أسئلة حول دور الأدب والسرد في فهمنا للعالم وأنفسنا. هذه الأسئلة تجعل المجموعة تتجاوز كونها مجرد نصوص سردية إلى كونها تأملات فلسفية عميقة.

 

تقدم “الرحلة إلى جبل قاف” تجربة قراءة فريدة وطموحة. إنها مجموعة تتحدى توقعات القارئ وتدفعه للتفكير خارج الصندوق. في القصة التي تحمل عنوان المجموعة، يأخذنا احجيوج في رحلة سريالية تتحدى مفاهيمنا عن الزمن والهوية. تقدم هذه المجموعة رؤية أدبية جريئة ومبتكرة، تعكس قدرة احجيوج على التجريب والابتكار في مجال السرد القصصي.

يُذكر أن محمد سعيد احجيوج كاتب مغربي يجمع بين أساليب السرد التقليدية والرؤى المعاصرة، مع تعمق في الفلسفة وعلم النفس. بدأت رحلته الأدبية مع روايته الأولى “كافكا في طنجة” (القاهرة، 2019. الطبعة الثانية، 2024) التي حظيت باهتمام دولي وتُرجمت إلى الإنجليزية واليونانية مع مقتطفات إلى الإيطالية والعبرية. تلتها رواية “أحجية إدمون عمران المالح” (بيروت، 2020) التي تأهلت إلى القائمة القصيرة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية عام 2022. في عام 2022، صدرت روايته “ليل طنجة” (القاهرة) التي سبق وفازت بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة عام 2019. كما أصدر “متاهة الأوهام” (بيروت، 2023) و”كهف الألواح” (بيروت، 2024).

تابعنا عبر