
شدد الرئيس العماد ميشال سليمان على “ضرورة طي صفحة الدويلة ضمن الدولة”، وقال في تصريح: “أمّا وقد انتهت مراسم التشييع على ما تمنّاه حزب الله ودون اشكالات امنية، فقد حان الوقت لِطَيِّ صفحةِ الدويلة ضمن الدولة وصفحة قرار الحرب في كل الاتجاهات وفي كلّ الساحات، حان الوقت لتصبح الدولة والدولة فقط مسؤولة عن السيادة وعن السياسة الخارجية، و آن الأوان ليكون السلاح في يد الجيش اللبناني، بالتالي ينبغي حلّ التنظيمات المسلحة خارج إطار الشرعية”.
وأضاف: “التاريخ مليء بأخبار قادة كبار عسكريين كانوا أو سياسيين وعلماء فضلوا الموت بعد أن فشلت خياراتهم وأدت الى كوارث كبيرة. كما يذكر التاريخ العسكري عددًا كبيرًا من الوحدات العسكرية من جيوش وفيالق وفرق وألوية حُلَّت بشكلٍ قطعي ولم يُتّخذ أي قرار بإعادة بنائها بسبب خساراتها المدويّة نتيجةً لعدم نجاح خيارات قادتها. ادوارد جون سميث قبطان التيتانيك فضّل الموت غرقاً على أن يعيش بقية عمره نادمًا ومعانيًا من ألم تحطّم الباخرة وغرقها مع معظم ركابها نتيجة خياره الخاطىء بالإبقاء على سرعة الإبحار القصوى رغم تحذير السفينة تكراراً من دخولها منطقة الجليد فاندفع طوعاً الى لجّة الموت. صحيح انّه قد شُيِّد له تمثال ما زال قائماً في ليتشفيلد انكلترا حتّى اليوم، ولكن الشركة لم تُعِد بناء “تيتانيك” أخرى كما ان الجيش اللبناني لم يُؤسّس من جديد اللواء الرابع بعد فشله وانقسامه إثر اشتباكات الشحار”.
وأردف: “بكلّ صدقٍ و قناعةٍ وصراحةٍ ومحبّة، خيار حرب الإسناد كان خاتمة الخيارات الهجومية ( خيار شن الحرب ) الخاطئة وليس الدفاعية التى انتهجها حزب الله بعد عام ٢٠٠٠ وأدّت الى كوارث وطنية على كل المستويات وتتطلب عقوداً كي تُعوّض، وربما قائدا المقاومة اللذَان شُيِّعا اليوم قد أدركا وعرفا ذلك ولو متأخرَيْن وسلكا درب التضحية. أيضاً بكلّ صدق وصراحة وحسٍّ وطنيٍّ عالٍ فلنبدأ مسيرة بناء الدولة بمؤسساتها وقطاعاتها وقواها العسكرية ولنَضَعْ مُتكاتِفين كلّ قدراتنا في تصرفها دون الانصراف إلى إعادة بناء المقاومة ومؤسساتها المتنوعة”.
وختم سليمان: “وحدتنا على مختلف المستويات تحمينا جميعاً من كل المخاطر التي تلوح في أفق المنطقة والتي للعدو يد طولى في تخطيطها وفي التدبير لها”.