
قال مسؤول في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا إن الرئيس السوري أحمد الشرع سيفتتح المؤتمر غدا الثلاثاء في وقت بدأ فيه استقبال المشاركين ضمن فعاليات اليوم الأول.
وقال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للحوار حسن الدغيم إن “الشرع سيفتتح غدا مؤتمر الحوار في قصر الشعب الجمهوري بحضور أكثر من 600 مشارك من كافة أطياف الشعب السوري وتتضمن جلسة الافتتاح كلمات ثم تبدأ لجان المؤتمر عملها”.
هذا ويجتمع مئات السوريين في دمشق غدا لحضور مؤتمر الحوار الوطني الذي يوصف بأنه علامة فارقة في الانتقال إلى نظام سياسي جديد بعد عقود من حكم عائلة الأسد.
ويقول منظمون إن المؤتمر سيناقش التوصيات التي قد تساعد في صياغة إعلان دستوري يهدف إلى وضع مبادئ أساسية للنظام الحاكم الجديد في سوريا، فضلا عن منظومة عدالة انتقالية وإطار عمل اقتصادي جديد وخطة للإصلاح المؤسسي، من بين قضايا أخرى.
وأعلن الدغيم -أمس الأحد- أن المؤتمر سيعقد أولى جلساته الثلاثاء.
وقال الدغيم -في مؤتمر صحفي بدمشق- إن من المقرر أن يستمر المؤتمر يومين ولكن يمكن تمديده إذا لزم الأمر.
وأضاف أن المؤتمر الوطني سيكون حوارا بين السوريين وليس للمجرمين الذين دعموا النظام المخلوع، مشيرا إلى أن توجيه الدعوات داخل سوريا وخارجها بدأ اليوم على أن يكون وصول الشخصيات المشاركة اعتبارا من يوم غد.
وقال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية إن المؤتمر قد يكون بداية لمسار طويل، وتابع أن ذلك جاء بعد لقاءات أجريت مع مختلف أطياف المجتمع السوري بشأن قضايا العدالة الانتقالية والدستور وإعادة بناء المؤسسات.
وأكد أن التوصيات التي ستصدر عن الحوار الوطني لن تكون مجرد نصائح وشكليات، بل سيُبنى عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات.
وكشف الدغيم أن أجندة المؤتمر تتضمن 6 محاور مع إمكانية إضافة محاور أخرى، وأوضح أن الوصول إلى المواطنين في الرقة ودير الزور لن يكون من خلال بوابة ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كما أن ذوي الضحايا والشهداء والأيتام سيتم تمثيلهم في المؤتمر.
وقال ثلاثة دبلوماسيين لرويترز إن المؤتمر سيحظى بمتابعة عن كثب من العواصم العربية والغربية التي ربطت العلاقات الكاملة مع القادة الجدد في سوريا، بما في ذلك الإلغاء المحتمل للعقوبات، بمدى اشتمال العملية السياسية لكافة الأطياف واحتوائها للتنوع العرقي والديني في البلاد.
وضمن إجراءات الإعداد للمؤتمر، استضافت لجنة تحضيرية مكونة من سبعة أعضاء جلسات استماع نظمتها المحافظات، وفي بعض الأحيان عقدت عدة جلسات مدة الواحدة منها ساعتان في اليوم لتشمل جميع المحافظات بسوريا وعددها 14 محافظة في أسبوع.
وقال الدغيم إن ما إجماليه 4000 شخص في جميع أنحاء سوريا شاركوا في الجلسات التي اقتصر الحضور فيها على المدعوين فقط.
ويقول الكثير من السوريين إن هذه العملية تمثل تحولا ملحوظا عن عقود من الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد حين كان التعامل مع المعارضة السياسية غالبا من خلال نظام السجون المعقد.
وقالت مصادر للجزيرة أمس الأحد إن اللجنة التحضيرية للحوار السوري بدأت بتوجيه الدعوات لشخصيات سياسية وأكاديمية للمشاركة بالمؤتمر، وأشارت إلى أن الدعوات الأولية ركزت على الشخصيات المقيمة خارج سوريا من أجل ترتيب حضورها إلى دمشق.
وأضافت المصادر أن أعمال المؤتمر التي ستنطلق الثلاثاء ستستمر حتى الخروج بتوصيات واضحة تقدم لرئيس الجمهورية. ولفتت إلى أنه سيتم تشكيل 6 لجان متخصصة في الاقتصاد والدستور وإصلاح المؤسسات والحريات والعدالة الانتقالية.
وقالت اللجنة التحضيرية إن تشكيل الحكومة الانتقالية بعد الحوار سيمكن من الاستفادة من مخرجاته، معتبرة أن الحوار ليس مجرد مؤتمر أو فعالية مرحلية، بل هو نهج مستدام لحل القضايا الوطنية تدريجيا وبمسؤولية.
وقالت هند قبوات،وهي مسؤولة في اللجنة إن هذه العملية ديمقراطية حقيقية يتم خلالها رصد كل التعليقات لتكون أساسا للمناقشة.
وأضافت أنها عملية من الشعب وإلى الشعب ولصالح الشعب