شعار ناشطون

الحلم المحبَط: وهَن الحداثة والعولمة الرعناء

15/03/24 08:30 am

<span dir="ltr">15/03/24 08:30 am</span>

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الحلم المحبَط – في الهوية والدولة والحداثة، من تأليف محمد حافظ يعقوب، وتتركز فصوله الخمسة حول مواضيع الهوية والعقلانية والدولة والقومية السياسية والهوية والحداثة والحداثة السياسية والعقيدة القومية … وغيرها، والمشكلات المتزامنة مع انتشار هذه الظواهر ونقاط وهنها وقوّتها، ومصيرها على أبواب القرن الحادي والعشرين ومستقبلها. يقع الكتاب في 296 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.

 

جاء في تعريف الكتاب:

ثلاث روايات عن السياسة تمنحنا ثلاثة طُرزٍ لممارستها، نَتْفُ ستالين دجاجة حيّة وإقبالها عليه بعد تلويحه لها بالحبوب، أي حصر متطلبات الشعوب في الطعام فقط، وشعرة معاوية مع الناس، أي السياسة بمعنى الإدارة والتدبير، والرؤوس التي أينعت وحان قطافها لدى الحجاج، أي البطش المطلق. أما لابويسي، فلا يستخدم مصطلح “الحرية” Liberté بمعنى نقيض “العبودية” Esclavage، بل مصطلحFranchise ، الذي يعني في قاموس Littré “الانعتاق” و”عدم الارتباط بأي سيد”، وهو المعنى نفسه للحرية في معجم مقاييس اللغة لابن زكريا، الذي يقول: “ما خالف العبودية”. بناءً عليه، نستنتج أمرين: الأول، أن محتوى مصطلح الحرية اليوم هو غير محتواه لدى القدماء، عربًا وأوروبيين، فالحرّ هو غير العبد، والحرية هي انعتاق العبد من ربقة السيد. والثاني، أن مفهوم الحرية المتداول اليوم حديث نسبيًّا، ومرتبط بشدة بالحداثة السياسية وبعوالمها.

 

يرى مؤلف الحلم المحبط أنّ التزمّت الهوياتي (العنصرية) واستفحاله في العقدين الأخيرين ناجمان عن تلاقي سيرورتين تاريخيتين كبريين هما: وَهَن الحداثة وتعثّر خطابها وخبوّ دورها المركزي قاطرةً للتاريخ العالمي وتراجع طاقة الدولة القومية الحديثة في الدمج الاجتماعي وفبركة أمّة وتكلّس دولة الرفاه من جهة، ومن جهة أخرى اندحار العولمة عن طوباويتها وغُدُوّها أشبه بقطار يقوده سائق أرعن يكتسح الفيافي ويلفظ ركّابَه بعد أن يجردهم من متاعهم وأرواحهم.

 

إن مسار تأكّل العقلانية في الحداثة مسار مزدوج الخطّ: خطّ ارتباطه بأيديولوجيا التقانة واختزالاتها الفاحشة للعقل، كما عند تسيُّد الفلسفات والعلوم الواطسونية والبافلوفية في الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، بتوسلها عند التعامل مع الإنسان علمًا للفلسفة يجافيه التأمل، وبعلمٍ للنفس يستبعد النفس، وبموضوعية تخلو من الذاتية.

 

عندما تكفّ الحداثة عن أن تكون قاطرة للتاريخ تتسلل الهوية بصيغتها الفاحشة وتشرع في التمدّد والتسيّد، وفي هذا يوافق المؤلف رأيَ حنة آرنت في مقالة في الثورة حول أن العنصرية (الفاشية والنازية وأشباههما) هي من منتوجات الحداثة، وأن في أُسّ فكرة الدولة القومية جذرًا لعنصرية ممكنة، وقد أثبتت وقائع التاريخ المعيش جدارة هذا الرأي في فهم حوادث البلقان وتركيا وسورية ولبنان والكويت والعراق بخصوص الكرد والبدون واللاجئين والنازحين، فالذي أشعل العالم منذ الثورة الفرنسية وفق آرنت هو “التوليف القاتل بين الثورة والقومية، بين الثورة القومية والقومية الثورية، بل بين القومية التي تنطق لغةً ثورية والثورات التي تهيّج أساسًا الأهواء القومية”.

 

هدف “الحلم المحبط”

إن غرض كتاب الحلم المحبط هو مقاربةُ قضية غلبة مقال الهوية وتسيُّده ووهَن مقال الحرية في العقود الأخيرة على نحو خاص. وهو ليس كتابًا في التاريخ بل في المعارف، وفي الأفكار وحواملها الاجتماعية.

 

كُتبت فصول الكتاب الخمسة في مراحل مختلفة، ولم يسبق أن نُشر منها سوى الفصل الأول الذي ظهر في فصلية قلمون (العددان الثالث عشر والرابع عشر، كانون الأول/ ديسمبر 2020)، وكذلك قسم كبير من مادة الفصل الثالث الذي نشر في فصلية الاجتهاد البيروتية (العدد 22، شتاء 1994).

تابعنا عبر